جميلة، عين الفوارة، المتحف الوطني والحمامات مواقع تستقطب الزوار
لا يختلف اثنان على أن ولاية سطيف تزخر بموروث ثقافي كبير، جعل منها مزارا حقيقيا للوفود من داخل وخارج الوطن، للاستمتاع بهذا الموروث الثقافي المتنوع الضارب في عمق التاريخ، حتى قبل الفتوحات الإسلامية، «الشعب « توقفت عند هذا الواقع وتقدم تفاصيله.
يشد الرحال دون انقطاع، من داخل البلاد وخارجها السواح والزوار إلى ولاية سطيف للالتحاق بواحدة من أقدم الآثار العالمية الرومانية، وهي مدينة كويكول التاريخية، والمعروفة حاليا بمدينة جميلة، الواقعة على بعد 50 كم، شمال شرق عاصمة الولاية في الطريق لمدينة العلمة وهي المدينة التي تستقطب عددا كبيرا من الزوار لمشاهدة آثار مدينة رومانية يعود تاريخها إلى نهاية القرن الأول الميلادي وبداية القرن الثاني. موقع أثري في غاية الأهمية لمدينة متكاملة قبل 20 قرنا للرومان تتربع على مساحة 42 هكتارا وتشتمل عديد المرافق، منها تماثيل ضخمة ومعابد وطرق مؤدية إلى الاتجاهات الأربع سطيف، جيجل، باتنة وقسنطينة، بالترتيب غربا وشمالا وجنوبا وشرقا، تتضمن المدينة الأثرية مواقع للأسواق والمعابد ولعل أهم شيء يميزها توفرها على مسرح يتسع لـ 3000 مقعد، وهو المسرح الذي اعتادت الجهات المنظمة لمهرجان جميلة الدولي للأغنية العربية تنظيم أيامه كل صائفة. المهرجان كما هو معروف يستقطب سنويا العديد من الزوار من داخل وخارج البلاد للاستمتاع بفعالياته الفنية الرائعة وكذا بالآثار الرومانية الشاهدة على حضارة المنطقة، وعمقها التاريخي حيث تسجل الفنادق الفخمة بالمدينة عاصمة الولاية حركة كثيفة وتفتقد طوال تلك الفترة للغرف الشاغرة.
تعرف مدينة سطيف زيارات متكررة من المواطنين من مختلف أنحاء البلاد، وحتى من المغتربين لنفس الموقع ومواقع أخرى كالحمامات والمتحف الوطني الذي يحوي أثارا غاية في الأهمية لمختلف مناطق الولاية عبر العصور التاريخية التي مرت بها، بالاضافة للمعلم الشهير عين الفوارة بوسط المدينة والذي تحول مع مرور الوقت إلى معلم ثقافي يحظى بزيارات متكررة يوميا.
وعملت الأنشطة الثقافية المكثفة على استقطاب المزيد من الزوار، لدواعي ثقافية محضة للمشاركة فيها وحضور فعالياتها، إضافة إلى مهرجان جميلة الذي تحدثنا عنه، ينظم بمدينة سطيف مهرجانات فنية أخرى للأغنية السطايفية والسماع الصوفي والأندلسي والأغنية الرياضية وغيرها، وكلها تعرف إقبالا كبيرا من الجمهور، كما تنظم الجمعيات الثقافية الناشطة بالولاية مهرجانات دولية أدبية، خاصة جمعية «النبراس» الثقافي ، والتي نظمت الأيام الدراسية الأدبية والفكرية نشطها أدباء ومفكرون من داخل وخارج البلاد استقطبت العديد من الحاضرين .
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، لأن ولاية سطيف التي تشتهر ثقافيا بعاداتها وتقاليدها وطابعها الغنائي المميز سواء غناء الأعراس العصري أو أغنية السراوي، وكذا نوعية ملابسها النسائية التقليدية، كانت دائما محط زيارات متكررة لها في إطار سياحي للتعرف عن قرب على هذا المخزون النادر الذي تتمتع به،والذي أكسبها مكانة ثقافية لا بأس بها، دفعتها لأن تكون إحدى أكبر مناطق البلاد استقطابا للسواح لتنوع ثقافتها وتراثها العربي والأمازيغي شمال الولاية .
والملاحظ أن الاستقطاب السياحي الثقافي الذي أصبحت تتمتع به سطيف جعل مرافقها السياحية، ولا سيما الفنادق الفخمة تعرف ازدهارا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث شهدت تشييد أكثر من عشرة فنادق كلها بوسط المدينة أو بالقرب منها، لتصبح عاصمة الهضاب إحدى أهم الولايات السياحية والثقافية بامتياز في الجزائر .