تحصّل المخرج الجزائري محمد الزاوي، الذي يعيش في الغربة، بلد الجن والملائكة على جائزة «الخنجر الذهبي» في مسابقة خصصت للأفلام التسجيلية بالمهرجان الدولي ٨ للأفلام الروائية والتسجيلية بمسقط بعمان.
الفيلم الذي مدته لا تتجاوز ٦٢ دقيقة تدور أحداثه حول شخصية وطنية، يتعلق الأمر بالمجاهد مصطفى بودينة الذي يشتغل الآن منصب عضو بمجلس الأمة وهو رئيس جمعية المحكوم عليهم بالاعدام.
«العودة إلى مونلوك» هو تسجيل لشهادات حية لرجال السياسة، مؤرخين ومحامين إلى جانب شخصيات كانت في هذا المعتقل، وكان الموت يترصّدهم وخلاصهم الوحيد الاستشهاد في سبيل القضية الوطنية.
أحداث الفيلم تصوّر أيضا عودة مصطفى بودينة إلى هذا المعتقل رفقة مدير المتحف، والوقوف على أحداث شهدها هذا المكان وإعادة بعثها في تصوير ومشاهد.
يمكن القول أنّها قفزة نوعية لمواصلة تسجيل شهادات حية لمن عايشوا الأحداث المؤلمة، خاصة أولئك الذين كانوا بالمهجر.
حصول الفيلم على جائزة الخنجرالذهبي إنما هو تشريف للابداع
الجزائري وللسينما الجزائرية، والكتابة الجزائرية أيضا.
وهو إضافة إلى الانجازات التوثيقية المهمة، التي يجب أن تكون من اهتمامات الجهات الوصية من حيث دعمها وحرصها، خاصة إذا عرفنا أن هذا الانجاز كان من المال الخاص للمخرج محمد الزاوي،
الذي يجب أن يقدم له العون والمساعدة لأنّ العائد إلى مونلوك هو مساهمة حقيقية
لكتابة تاريخنا الثوري الحافل بالمحطات الهامة والتحرر في تاريخنا المجيد، الذي نحرص على إعادة تسجيله من خلال شهادات الأحياء، والكتابة على الشهداء الذين وقّعوا أحرفهم من دم.
هنيئا للمخرج محمد الزاوي بهذا الانجاز الثقافي التاريخي المهم.
