صدر عن دار الفارابي اللبنانية حديثا، قصة لكاتبها الشاب ساعد قويسم، تحمل عنوان «معاناة جوليان.. ضحية التنصير»، حيث يعد أول إصدار أدبي له، حاول من خلاله معالجة ظاهرة التنصير، ومعاناة شاب أنهكته المشاكل وصراعاته الداخلية بين أصوله المسلمة ورغباته في اعتناق الديانة المسيحية.
جاءت القصة في 119 صفحة، وبلغة ممتعة وأحداث إنسانية، وثق الكاتب لحقبة معينة في الجزائر، كما عالج العديد من الموضوعات السياسية والتاريخية، والدينية من بينها ظاهرة التنصير على وجه الخصوص.
وبأسلوب مشوّق لشاب يخطو خطواته الأولى في عالم الأدب، يسرد ساعد قويسم في قصته «معاناة جوليان.. ضحية التنصير» حكاية شاب جزائري قادته ظروفه إلى اعتناق الديانة المسيحية، حيث أن جوليان هو شاب جزائري، واسمه الحقيقي «سمير»، كان عمره 17 عاما، حين واجهته أصعب مشكلة في حياته حين تحول فرح شقيقته إلى مأتم بسبب خطيبها.
كبر «سمير» في وسط ذي تفكير غربي، جعله يجهل تعاليم الإسلام، ووفاة شقيقته الوحيدة هز كيانه، بعد أن تخلى عنه أصدقائه، حيث قادته ظروفه إلى التعرف على شاب مسيحي يدعى «ميشال»، استغل أزمته النفسية وانكساره، فحاول إقناعه أن المحن التي عاشها بسبب الإسلام، ليقع جوليان ـ كما جاء في القصة ـ بين مدّ الإسلام وجزر المسيحية»، لاسيما بعد أن حاول «ميشال» إقناعه بالمسيحية، غير أن «جوليان» يكتشف فيما بعد أنه كان وسيلة بيد المسيحي للوصول إلى أهدافه الماكرة، وهو ما جعل منه ضحية للتنصير، غير أن تعرفه على «حسام» المسلم أخرجه من مستقنع الضياع.
ويحاول الكاتب ساعد قويسم، من خلال عمله الأدبي التحسيس بتبعات التنصير، التي اجتاحت الجزائر بكثرة خاصة لدى الشباب، مبرزا أن الدين الإسلامي السمح هو الطريق الأمثل للنجاة، من خلال صديقه المسلم الذي أعانه على مشاكله، وأقنعه بأن الدواء الوحيد لمشاكلنا هو اللجوء إلى الله، وبأن الدين هو دستور الحياة، وضرورة التشبث بمبادئ الدين الإسلامي أثناء المحن..
للإشارة «معاناة جوليان.. ضحية التنصير» أول إصدار لساعد قويسم، وهو من مواليد 18 أفريل 1988 بسطيف، طالب في قسم الترجمة بجامعة الجزائر، من عشاق الكتابة منذ الصغر، ويعكف حاليا على عمل جديد يخص مشاكل الوطن العربي.