نظمه قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الحقوق ببودواو

ملتقـى وطنـي حول النقــــد الثقــافي فـــي الخطـاب النقــدي العـربي

أسامة إفراح

نظم قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الحقوق بودواو جامعة امحمد بوقرة بومرداس، الملتقى الوطني الأول حول «النقد الثقافي في الخطاب النقدي العربي المعاصر، بين التنظير والممارسة». عرف الملتقى مشاركة قوية كمّا ونوعا، من أجل مناقشة مجموعة من الأسئلة الراهنة، على غرار موقف النقاد العرب من النقد الثقافي، ومدى استيعابهم أطروحاته ومفاهيمه، والجديد الذي يكون النقد الثقافي قد أضافه إلى النقد العربي المعاصر.

شهد ملتقى «النقد الثقافي في الخطاب النقدي العربي المعاصر، بين التنظير والممارسة» مشاركة أساتذة من مختلف جامعات الوطن، حيث وصل عدد المداخلات 75 مداخلة، قدّمها أساتذة من 12 جامعة من جامعات الوطن، بالإضافة الى أساتذة القسم، وبمشاركة طلبة مدرسة الدكتوراه.
وفي مداخلتها، ذكّرت رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها، الدكتورة ميساء ملّاح، بمختلف النشاطات التي نظمها القسم، من ملتقيات وطنية ودولية وأيام دراسية. وقالت إن «النقد الثقافي وجد مرتكزا له في الدراسات الثقافية المختلفة منذ منتصف القرن العشرين، وما زال إلى الآن في رحلة التطور خاصة النقد العربي المعاصر». وأضافت الدكتورة ملّاح أن النقد الثقافي «ينطلق من النص، أو الخطاب، حاملا للعلامات الثقافية التي ينبغي التعامل معها، فهما، وتفسيرا، وتأويلا، لاستكشاف الأنساق الثقافية المُضمَرة».
من الأهداف التي رمى إليها الملتقى مقاربة مفاهيم ومقولات النقد الثقافي، ومتابعة جهود النقاد العرب ونقد تجاربهم مع النقد الثقافي تنظيرا وتطبيقا، وتمكين طلبة الماستر والدكتوراه من آليات اشتغال النقد الثقافي على الخطاب الأدبي وغيره. وخدمة لهذه الأهداف، تمحورت إشكالية الملتقى حول تلقي النقد العربي المعاصر للنقد الثقافي، من حيث التنظير والممارسة، وفي هذا السياق، أثيرت عديد الأسئلة التي تتطلب من الباحثين والنقاد إجابات مستفيضة، من بينها: ما موقف النقاد العرب من النقد الثقافي؟ هل استوعبوا أطروحاته ومفاهيمه؟ هل أصّل النقد العربي لهذا النقد أم انه أجرى تعديلا على مقولاته مراعاة لخصوصيات خطابه؟ أم انه تبنّاها بكليتها تسليما بما أقرته الثقافة التي انتجت هذا النقد والخطاب الفكري الذي أفرزه؟ ما الجديد الذي أضافه النقد الثقافي إلى النقد العربي المعاصر؟ وإلى أي مدى وصل النقاد العرب بهذا النقد تنظيرا وتطبيقا؟
وتوزعت المداخلات الـ75، التي قدمها الأساتذة المشاركون، على محاور الملتقى التي حددتها اللجنة العلمية للملتقى في ستّ محاور كاملة، هي: قراءة في مرجعيات وإشكالات النقد الثقافي، والنقد الثقافي ونظريات النقد الأدبي، وتلقين النقاد العرب للنقد الثقافي (التحصيل والتأصيل)، وتطبيقات النقد الثقافي على نصوص من الأدب العربي، وتطبيقات النقد الثقافي على نصوص من الأدب الجزائري، ومقاربات النقد الثقافي للأدب الرقمي.
وفي الختام، خلص الملتقى إلى مجموعة من التوصيات تلاها رئيس اللجنة العلمية الدكتور نور الدين لبصير، ويمكن تلخيصها في: ترقية الملتقى إلى ملتقى دولي وتنظيمه بشكل دوري، ترقية محور النقد الثقافي والأدب الرقمي إلى ملتقى وطني والحرص على تنظيمه السنة القادمة، اختيار أحسن المداخلات وفق شروط ومعايير يتم تحديدها لاحقا من طرف اللجنة العلمية للملتقى وإصدارها ضمن كتاب جماعي، توصية برفع الحجم الساعي لتدريس المقاييس المرتبطة بالنقد الثقافي في طوري الليسانس والماستر، فتح مسار للتكوين في الليسانس والماستر في النقد الثقافي ليكون أرضية صلبة لفتح مدرسة الدكتوراه.
يُذكر أنه بعد هذا الملتقى الوطني، احتضن قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الحقوق بودواو، نهاية الأسبوع، ندوة علمية متخصصة تحت عنوان «النظريات المعرفية التأسيسية: مفاهيمها وفاعليتها في فهم اللغة والخطاب».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024