كانت هذه الأيام الأخيرة فأل خير على الثقافة الجزائرية، التي تألق ممثلوها في مختلف التظاهرات والاستحقاقات الدولية. وفيما فاز كلّ من يوسف بعلوج وكنزة مباركي بالجائزتين الأولى والثالثة على التوالي، بمسابقة الهيئة العربية للمسرح لأحسن نص مسرحي موجه للطفل، مثّل الروائي جمال ماتي الجزائر في الدورة الرابعة عشرة من معرض فنزويلا الدولي للكتاب، أين نشط ندوة حول الأدب الجزائري وحظي باستقبال وزير الثقافة الفنزويلي.
مثّل الروائي جمال ماتي الجزائر في الدورة الرابعة عشرة من معرض الكتاب الدولي FILVEN2018، الذي احتضنته العاصمة الفنزويلية كاراكاس من 8 إلى 18 نوفمبر الجاري، تحت شعار «القراءة هي الحياة».
احتفاء فنزويلي مميز
خلال مشاركته في معرض فنزويلا الدولي للكتاب، نشط جمال ماتي جلسة نقاش حول الأدب الجزائري، بحضور وزير الثقافة الفنزويلي إرنستو فيليغاس بولياك، ومحمد سالم داجا سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بكاراكاس، ويوري بيمنتي نائب وزير العلاقات الخارجية من أجل أفريقيا. وتطرقت الجلسة إلى واقع الأدب الجزائري، وكيف يولد هذا الأخير من رماده، وروايته الأخيرة «مشاعر مشعة» أو كيف تؤثر الأحداث السعيدة أو المحزنة على الخيال.
وكان وزير الثقافة الفنزويلي إرنستو فيليغاس بولياك قد استقبل ممثل الجزائر جمال ماتي، الذي تمت دعوته رفقة عدد من الكتاب العالميين، كجزء من السياسة الثقافية الفنزويلية التي «تهدف إلى نشر المعرفة المتبادلة والصداقة بين الشعوب».
وتطرق إرنستو فيليغاس، في مقطع فيديو جمعه بجمال ماتي، ونشره الوزير الفنزويلي على حسابه بتويتر، إلى المشاركة المتبادلة للبلدين في صالوني الكتاب المنظمين في كل منهما، إلى جانب ترجمة كتب فنزويلية إلى العربية والفرنسية من أجل الاقتراب أكثر من الجمهور الجزائري. كما أثنى وزير الثقافة على الجزائر في هذا التسجيل.
وقبل ذلك، كان سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية في الجزائر، خوسيه دي خيسوس سوخو رييس، قد استقبل بدوره ماتي في مقر البعثة الدبلوماسية، قبل سفره إلى فنزويلا، وحسب ما نشر على موقع السفارة، فقد صرح الكاتب الجزائري بأنه «سعيد للغاية بأن يتمكن من نقل ثراء الأدب الجزائري إلى شعب فنزويلا»، مضيفا بأن «الثقافة هي أفضل أداة للمعرفة، خاصة الأدب، وهو نوع من التعبير الثقافي الذي يسمح للبشر التعبير في الكلمات أعمق الروح البشرية». أما السفير الفنزويلي فقد «أعرب عن أمله في تعزيز الصداقة والأخوة بين الشعبين الجزائري والفنزويلي من خلال الثقافة».
يذكر أن جمال ماتي، المهندس في مجال الجيوفيزياء، قد سبق له الفوز بجائزة آسيا جبار الكبرى للرواية في دورتها الثانية سنة 2016، بروايته «يوكو وشعب البرزخ». وقد نشط ماتي أمس الأربعاء ندوة نقاش حول رواياته بجامعة مولود معمري بتيزي وزو.
المسرح يتألق مرة أخرى
حاز المسرحي يوسف بعلوج على الجائزة الأولى لأفضل تأليف مسرحي عن نص بعنوان «قمقم مارد الكتب»، وقد توج يوسف بعلوج عن نص «قمقم مارد الكتب»، وهو نص مسرحي للأطفال موجه للفئة العمرية من 6 إلى 10 سنوات، مزج بين فكرتين: قصة بدأ بعلوج في كتابتها عام 2012، ونص مسرحي بدأ كتابته عام 2015. ويدور النص حول مغامرات التوأم «بدر» و»بدور» في عالم الحكايا الذي يأخذهما إليه مارد الكتب «قمقم»، كمكافأة لهما على إنقاذه من السجن الذي عاش فيه داخل الكتاب الذي لم يلمسه أحد منذ زمن وغطته طبقات كثيفة من الغبار. وخلال الرحلة، يساعد التوأم شخصيات شهيرة من القصص التراثية على حل عقد قصصهم، ويكتشفان قيمة الكتب والمطالعة كوسيلة ترفيهية.
وعن هذه الجائزة قال يوسف بعلوج: «التتويج هذا يتجاوز شخصي، لأنه يضع بلدي في الواجهة وهذا أمر يشرفني طبعا، وتستحقه الجزائر كبلد غني بالمواهب في مجال الكتابة. وسبق لبعلوج أن حصل على جائزة الشارقة للإصدار الأول في مسرح الطفل، كما أنتج له المسرح الجزائري عددا من الأعمال.
فيما فازت الباحثة والكاتبة كنزة مباركي بجائزة عن نصها المسرحي «مدينة النانو»، الذي حاز على المرتبة الثالثة مناصفة مع الكاتب المصري محمد كسبر عن عمله «مندور والقلم المسحور». وسبق لكنزة مباركي أن توجت بعدة جوائز في مجال التأليف المسرحي، كما قدم لها المسرح بالجزائر أعمالا لافتة آخرها «جحا ديجيتال» الذي يعرض حاليا من إنتاج مسرح سكيكدة.
من جهته، اعتبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي تتويج يوسف بعلوج وكنزة مباركي بجائزة الهيئة العربية للمسرح «تألقا للكتابة المسرحية والأدب الجزائري»، مضيفا أنه «تلقى بكثير من الفخر والاعتزاز هذا التتويج المستحق الذي يبرز القدرات الهائلة التي تزخر بها الساحة الفنية «وأيضا «الطاقات الإبداعية الشابة»، حسبما جاء في بيان لوزارة الثقافة. وسيتسلم ممثلا الجزائر جائزتيهما خلال الطبعة 11 لمهرجان المسرح العربي الذي تحتضنها بمصر مطلع السنة المقبلة.
