للشّاعر العراقي شلال عنوز
يـُعدُ المنتج الأدبي بجلّ تصانيفه المعرفية، من أهم الركائز التي تعتمد عليها شريحة واسعة من المثقفين، والأدباء في عملية الارتقاء بالذائقة الجمالية الجمعية، وهي بالتالي مخاض نجيب يُنجِبُ ولاداته داخل ذاكرة زمكانية التدوين، وببواعث لا تخرج عن قصدية الوعي الإنساني، بمعنى أن حالة التدوين بجل مخاصبها الأديبة، والفنية، والأسلوبية، هي بإجمالها متأتية من الملهمات الواقعية، أو النزعات المخيالية، أو المراصد التاريخية، لتستوطن داخل ذاكرة التلقي، لتحيل بدورها ذلك المنتج الأدبي الى ملاحق الاستقراء، والتفسير، والتحليل، والتأويل باعتبارها مدونة مقروءة، أو مسموعة، أو مرئية، ومرجع هذا يعود لاعتبارات مرجعية فكرية عديدة، ولثوابت متأصلة في جسد النص، وداخل منظومة فحواه القصدية، وعلاقاته المرتبطة بوعي الكاتب أولا، وبأطر الاشتغالات الفنية للنص المرتبطة ارتباطا وثيقا بالواقع المجتمعي المعاش، والوعي الكامن في ذاكرة الأديب، ودائرة التلقي.
ولعل من بين الأجناس الأدبية التي يمكن لها استثارة، وتنشيط ذاكرة المتلقي، هي قصيدة النثر التي بدأنا بالكتابة النقدية عنها منذ أبان أوائل السبعينات من القرن الفائت، لأنها من الأجناس الشعرية التي يمكن معها بث معطيات التحريض بقصدية فاعلة في ذاكرة التلقي، عبر مفردات الصور الشعرية الواقعية، لتُحال الى منصة القراءة التحليلية للنص، للحصول على منافع تحريضية، لفتح نوافذ استشرافية يوعز لها الشاعر بالولوج الى خبايا الواقع المعاش، وفضح حيثياته المفجعة، للوصول الى المبتغى الأنجع في ملحمة التغيير.
إن العلاقة المتوائمة بين الشاعر، وبين ملاحق التلقي، هي علاقة ذات منافع تبادلية، لاستحضار قصدية التحريض عبر حضور الصور المنقولة من الواقع هي امتداد علامات علائقية وشيجة، وفاعلة في جسد البث الشعري، باتجاه التغيير، ولعل الشعر العربي المعاصر اهتم كثيرا بقضايا الثورة، والتحريض عليها من خلال استعراض صور الفواجع الواقعية اليومية التي تتعرض لها البشرية.
وعلينا التأكيد هنا بأن الشعر هو نتاج معرفي وأدبي، وإنساني، وأخلاقي يفصح عن مديات اتصاله بذاكرة التلقي الجمعية، ليوصلها الى مشارف اليقظة من خلال نقل الصور الواقعية الصادقة، واستثمار قصدية التحريض على السائد، والمألوف، لإمتحان تلك الذاكرة على مدى تخليها عن ضعفها، وسباتها، للنهوض، واعتلاء ناصية التغيير، والثورة على الظلم، والاستبداد المهيمن على العقل العربي، وعلى المجسات الفكرية، والوعيوية، والإنسانية، وبذات زمن البوح الشعري، لكن النص الشعري من خلال بوح الشاعر لا يدعو الى العنف، والدموية، بل هو مناصر لقضية التغيير عبر ملاحق التحريض السلمية وفق معايير فهمية، ووعيوية، وفكرية عالية، فالشاعر موقف، وهو ثائر بطبعه الناشئ من تراكمات الواقع المعاش المرير،
إن النص الشعري النثري في خارطة الشاعر العراقي الملهم (شلال عنوز) الوجدانية، يعتمد على جملة من المحفزات الذهنية التثويرة، التي تستطيع أن تخلق حالة من التهيب لاستقبال ما تجود به قريحته التصويرية الشعرية، حيث يتماهى (الدايوك الشعري) في نصه الشعري ليشعرنا بأننا إزاء ملحمة شعرية مأساوية تأخذنا حيث الجانب الأخر لمصب النهر، لكي نقف إزاء نصه «السماء لم تزل زرقاء» بإجلال، ومن اجل أن نخوض معه حيثيات تلك الفواجع كمتلقين، لنختار من خلالها وسيلة للخلاص من هذا الدمار البشري، والخراب الوعيوي.
إن جلّ التثويرات التي استثمرها (الشاعر) في قصيدته، هي مُستلة من الصورة الواقعية اليومية، فهو يبحث في نصه النثري الشعري الباذخ التصوير، عن مخبوءاته التثويرية، ومحفزاته الوجدانية العالية التي تضمر في داخلها ذلك الألم المرير، وتلك المأساة القاتلة، وفواجعية تلك المشاهد الواقعية، والمعالم المتردية في رصده للمشهد اليومي المجتمعي المعاش، لينسج من خلالها نصه النثري الذي يُعول عليه كثيرا في تنشيط ذاكرة الإنصات بقصدية الاشتغال على منطقة التحريض بفعالية مثالية، وطرائزية متجددة، لتتفاعل مع حاضرة دائرة التلقي، ليحليها بجملتها الى بواتق ذات مجسات نفعية، وتغيرية مستقبلية، فـالشاعر (معارض كبير) لما يحدث من حوله من خيبات أمل، ليشير عبر قصيدته الفائقة البنائية اللغوية، والتأثيث الشعري، والصورة الواقعية، وجمالية بثها، التي تحمل بين طياتها ذلك الألم، والحزن الذي يعيشه الشاعر، ويُكنه في ذاته المستنفرة، من خلال محيطه الخارجي، ويبرهن بقوة على أن للقصيدة فعل التحاور مع العقل الجمعي ليصار الى موائمة ناشطة بين النص، وبين محاور التلقي، لذا نجده يلجأ الى رصد الظاهرة الصورية الواقعية بعناية مجردة من الإملاء عليه من الخيال، لكنه يرصدها من الخارج، ويصورها من الداخل، حيث نجد في عملية تطور سرده الشعري ذلك النزف المبطن يصدح بصوت عراقي نبيل، ونجيب، ليكون الفعل الشعري البثي المتساوق من خلالها مؤثرا في تشكيل مترادفات الصورة الواقعية الشعرية لتوصيل فكرته التحريضية القصدية لأوسع شريحة نخبوية، وشعبية، من اجل نشر الوعي اللّحظي، والمستقبلي عبر صوره الشعرية الواقعية اللامعة، والموجعة في آن واحد.
ولعل من أهم الخصائص الذي امتاز بها الشاعر العراقي (شلال عنوز) في قصيدته الباذخة الجمال الموسومة «السماء لم تزل زرقاء» هو ما يترتب على ما بعد النص من إجراءات استقبالية، وإجراءات نوعية، للوصول الى عنصر التأكيد على مراده التحريضي في إنعاش الفحوى البنائية للنص، وبالتالي لتحويله الى إيقونة مضيئة يستظل بها من يعيش داخل منطقة العتمة، ليأخذ ببصيرتهم صوب توهج الفكرة، من خلال لغته الفحولية، وانتخاب صوره الواقعية المبنية بعانية تركيبية باهرة، وكأننا نشاهد فيلما وثائقياً يشير الى مدى الخرائبية التي يزخ تحت نيرها المجتمع العراقي،من حروب طاحنه، وخرائبية مشتعلة، ودمار في النفوس، وتهديم للإنسانية ، وانعدام الأخلاق، وفساد الذمم.
إنه نص شعري بالغ الأهمية في تشييد مملكة من الاعتراض، على ما هو سائد في حاضرة اللحظة، وهي أيضا يافطة ذات منافع تحريضية تلامس شغف التغيير في العقل الجمعي
لقد اعتمد الشاعر العراقي شلال عنوز في بنائية قصيدته الموسومة «السماء لم تزل زرقاء» على جملة من المعايير المنضبطة لتأسيس ملحمته الشعرية، وعلى النحو التالي:
١ - انتخاب الصورة الواقعية وتجسيدها بفاعلية تلامس ذاكرة التلقي، والوعي الجمعي.
2 - قصدية الاشتغال على مناطق التحريض.
3 - استثمار المعنى، للانفتاح على مكامن الثيمة.
4 - بث روح التعاطف الجمعي مع النص.
5 - سبر أغوار الواقع المزري.
6 - الاستفادة القصوى من تصوير المشهد الفواجعي.
7 - الإحاطة بالمسببات، وصولا للسبب.
8 - تعيين الشريحة المستهدفة في النص.
9 - الاعتناء بالبنية الصورية الذاتية، والجمعية.
10 -إحداث عملية التوازن بين النص، والواقع المعاش.
11 - استثمار الأنموذج الخيالي.
12 -مدّ جسور التلاقي بين التحريض في النص، وبين المتلقي.
13 -المعارضة الشعرية الجلّية، الفاضحة للزيف السياسي، والديني في حيثيات ثيمة النص.
14 - إظهار الذات المأزومة من خلال البث الشعري.
15 - الاعتماد على الخزين المشاهداتي اليومي في رصد الظواهر المبثوثة في النص.
16 -خلق الصورة الشعرية المبتكرة.
17 -الوصول الى حالة الإبهار في تأثيث الصورة الشعرية.
18 -استخدام لغة سلسلة تستطيع الوصول الى قدر كبير من الشرائح الاجتماعية المتلقية.
19-التنفيس عن غضب، واعتراض، واحتجاج الشاعر عبر النص الشعري، على الحالة المزرية التي يعيشها كإنسان داخل وطنه. والحالة العامة المتردية لوطنه.
20 - الاعتناء في اختيار اللفظة، والجملة الشعرية، ورصانة لغة النص بالكلية جاءت متطابقة مع الحس الوجداني الشاعر.
ومن خلال ما تقدم من المعايير التي اعتمدها الشاعر شلال عنوز) في تأثيث قصيدته «السماء لم تزل زرقاء» علينا هنا الولوج الى متداخلات النص، وسبر أغوار بنائية الصورة الواقعية، للوقوف على ذلك التفاعل الوجداني الحاصل بين النص الشعري النثري، باعتباره الأداة الباثة لذلك الهّم الجمعي، وبين المتلقي، باعتباره المستقبل الأثير لتفسير تلك المحفزات، التي يكتنز به النص.
وكان لزاما علينا ومن وجهة النظر النقدية، أن نجزأ النص بكليته، الى مقاطع من اجل صياغة ملاحق التحليل، والتفسير وإحالتها بالجملة الى مناطق التأويل، من اجل انتفاع المتلقي من جدولة مراصد النص وحيثياته، وللولوج الى منصاته الاستقبالية، لقد استهل الشاعر الملهم شلال عنوز من قصيدته بالمقطع التالي:
الريح مُتخمة بالوباء
تراود الفرح
عن سرّه
تستبيح عفافه
قدّت قميصه
من وجعٍ
من قحط ٍ
شهد شاهدٌ
من محنتها
فقدَ عُذريته
صبيحة يومٍ
ثملٍ برذاذ النوائب
الفرح العاهر
مازال مدنّساً
بخطايا التشتّت
أكاذيبِ مشعوذي الدين
هو فاسقٌ ايضا
نام ليلَهُ
بحضنِ زُناة الوطن
ولو أمسكنا بتلابيب الخيط الأول من المقطع الاستهلالي للقصيدة، لوجدنا بأن الشاعر ومنذ بداية ولوجه لخبايا النص أسس لذاته منفذا خرائبيا للولوج الى وجعه اليومي فـ (الريح مُتخمة بالوباء)، وهذا الاستهلال ينبئ الى ما ستؤول إليه الأحداث عبر القصيدة، وهذا الوباء الذي تنقله الريح ينتقل بضرورة فعل العدوى الى كل ما هو جميل، فالريح التي تحمل الوباء (تراود الفرح عن سرّه وتستبيح عفافه)
إذن الوباء لم يكن مرضا سلوكيا عارضاً فقط، بل هو عدوى استفحلت في الفكر، والوعي الجمعي، فهي تستبيح عفاف الفرح، وتراوده عن نفسه، هي أبشع صور الوباء الفكري الذي يتمكن من العقول، وطقوس الفرح اليومي، ليحليها الى عهر فاضح يستبيح مظاهر الجمال، ويذهب (الشاعر) في استلاله من الموروث المقدس عن قصة يوسف وكيف قدت زليخة قميصه من دبرٍ، لكن استعارة الشاعر هنا تميل الى إحداث مُتغاير في المعنى التحريضي القصدي، حيث يقول:
قدّت قميصه
من وجعٍ
من قحط ٍ
وتأتي عملية القدّ هنا للقميص من خلال الوجع، والقحط اليومي الذي يعيش في حاضرته الآنية الإنسان، والمجتمع برمته، وهذا تأثيث صوري رائع، وتداعي مشفر لمعنى التحويل في رمزية النص، لإدخاله الى حيز التحريض، واستمالته الى فسحة التغيير، ويعود (الشاعر) تارة ثانية للاقتباس من المقدس في سورة يوسف الآية 26.
و{شَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
حيث يصرح قائلاً:
شهد شاهدٌ
من محنتها
وهو تعبير توكيدي وإثباتي في المعنى مقتبس من القرآن الكريم، وقد اُستُثمرَ هذا الاستلال لإضفاء الشرعية الإلهية في إحقاق الحق، وإرجاعه لأصحابه والتأكيد على أحقية حجة جانب واحد محق على جوانب الصراع المتخاصمة، وإعلاء أهمية الشهادة الشرعية في إثبات الحق.
ويقتبس الشاعر هذه الجملة حيث يقول:
شهد شاهدٌ
من محنتها
فقدَ عُذريته
صبيحة يومٍ
ثملٍ برذاذ النوائب
الفرح العاهر
مازال مدنّساً
بخطايا التشتّت
أكاذيبِ مشعوذي الدين
ويذهب الشاعر بحدود هذه الجملة، وشهد شاهد، ليحليها الى ظرفية المعنى المراد في نصه، ليتمكن من إيراده في تعزيز موقفه الثابت من تلك المحنة التي تراوده عن نفسه، وها هو الفرح يعود ثانية، ليشهد شاهد قد فقد عذريته..صبيحة يوم ثمل برذاذ النوائب..إنه تمثيل عميق لتلك الأزمة التي جاءت فيها الريح لتسرق الفرح من الأفكار، والأجساد، فالفرح ما زال مدنسا ..بخطايا التشتت..ولهذا التشتت في الأمة معنى ملغز في أعماق الشاعر المستلبة وهو يخوض معتركه مع تلك الريح المتخمة بالوباء، وفي آخر المقطع يصرخ الشاعر بان هذا التشتت قادم من آفة أكاذيب الدين حيث ينهي المقطع بقوله:
بخطايا التشتّت
أكاذيبِ مشعوذي (الدين)
وهذه دلالة واضحة ع ثبات موقف (الشاعر) من بعض رجال الدين المشعوذين، الأفاقين، الذين سفّهوا الدين في عقول المجتمع، وأطاحوا بتعاليمه المقدسة، من خلال ضلالهم، وتعنتهم، وفقرهم الوعيوي بالدين أولا، وبالمعرفة ثانيا، وسطحوا المقدس بأكاذيبهم المفترية على الله، وعلى وعي الناس، وعلى أنفسهم.
وفي نهاية هذا المقطع يصرح (الشاعر) بقولة جاهرا:
هو فاسقٌ أيضا
نام ليلَهُ
بحضنِ زُناة الوطن
وهنا تشديد على أن الفرح هو فاسق أيضا، لأنه نام ليله بحضن زناة الوطن، وهذه إشارة فاضحة على ان الأمل في الفرح لم يعد متوافرا وفق نظرة الشاعر، والمجتمع لأنه سقط في هوته العميقة، ونزقه المترف، وهذيانه المفجع، ومنافعه المخزية، وخيانته العظمى، حتى(نام ليله..بحضن زناة الوطن).
والسؤال هنا ..تُرى من هم زناة الوطن هل شريحة من الشعب، المعنى هنا تام، والوضوح في الجملة الشعرية صريح، وغير قابل للتأويل، وكأنما نقول (والليل سابق النهار) فهذه مسلمة إلهية تكوينية، والجملة الشعرية اللاذعة، مسلمة شعرية صريحة، والمقصود بها أن الزناة الذين دخلوا الى هذه البقعة الشريفة من الأرض من خلال أبوابها المشرعة، دون إذن من شعبها، وباحتلال غادر، ليفضوا بكارته، ولينهبوا خيراته، ويستحلوا فيه ما حرمت السماء عليهم، بل سرقوه في وضح نهار غادر، هم (الساسة الذي دلفوا خلسة الى مراتع الوطن، ليحولوه الى خراب، بعد أن كان مهدا للحضارة الكونية برمتها).
وفي مقطع آخر من القصيدة يقول فيها الشاعر:
فرح الليل النافخ
في حانات
ملذّات الّلصوص
لا جدوى...
عندما تعانقهُ نفوسٌ
دبّت فيها
شراهة الطاعون
يعود بنا الشاعر شلال عنوز الى همّه الأول الفرح ليؤطر ذلك الأرق الذي يلازمه، والامتثال إلا إرادي لخيبة الأمل في انتشار ظاهرة الفرح التي أحالته خرائب الحروب، ونزق الساسة الى سرادق عزاء تتوزع ما بين المدن، والأزقة، والحارات، لتنهي تلك المُسلمة الإنسانية المتجذرة في الوجدان البشري على مدى العصور، لتحوله الى جحيم مستعر، فالفرح عند الشاعر عبارة عن تصورات واقعية للإحزان المتواشجة بقصدية تحريضية عالية.
فرح الليل النافخ
في حانات
ملذّات الّلصوص
وهذا التصوير الشعري البارع يشيده عنوز بدقة عالية، وإتقان صوري موجع، من خلال ملاحظاته الحياتية اليومية، التي راح فيها اللصوص وبزهو مقيت، بذبحون الفرح من القفا، وبسكين اعمى، في حانات يرتادها اللصوص، وقطاع الطرق، والسارقين، والمارقين، لأنهم نصبوا أنفسهم الدعاة المبعوثون من السماء لنشر الظلامية، وسيادة الفرد على الجمع، ولوأد الفرح في مهده، واعتبار تلك الحانات الليلة، هي مزار لصوص الليل الماجن، ليتقاسموا فيه ما نهبوه في وضح نهار، وهي بالتالي تعبير فاضح عن ملذاتهم الغرائزية، والطبائعية، والممنهجة، ليخططوا فيها لمشاهد القتل المجاني اليومي، ومشاهد الذبح الهمجي العشوائي، ولينتشوا فيها بخمر الأموال السحت، وليثملوا فيها، بسكرة الدم المراق على إسفلت الشارع.
يتبع
الحلقة الأولى