كم دست بقراراتك على فكري.. كم سعيت لتغيير أمري، كم وكم أبكيت أطفالا من الجوع والقهر فيا معذّب ترابي، أترابي، أجدادي.. أاغتررت بقوة المكر؟
رويدك أيّها الغاصب، وانظِرْنا ساعة الصفر.. فالمولود طفل حقود، على فرعونيتك، على كثرة النّحر، فهذي البلاد أمٌّ ولود، أبناؤها الأوراس، الونشريس، صحارٍ.. نزلوا كليلة قدر..
تكلّم في مهده، رافضا كل العقود، يعتريه الصّمود، صوته دوي رصاص ترجمتها أحرف شعري، ليلتها كان الموعد المنشود، كان نصرا بكل فخر.. فرح أبناء قريتي بالمولود.. فمخاض أمهم زغاريد البارود.. قاموا يحاكون فيها غزوة بدر.. نزل الخبر على الغاصب كجلمود.. ملتهب بلغة الجمر.. نهبت تراب الآباء والجدود.. فهل لك في الردّ من عذر؟.. لا تطمع أيّها الغاصب في الخلود.. فلن أغفل بعد اليوم عن شبر.. ارحل فقريتي وإخوتي في الكهف رقود.. احذر قيامهم قبل الفجر..
تذكّر يوم مولدي سجّله على رأس البنود.. على صفحات تاريخك وابصم بالعشر.. أنّ أمّي ولدت بارا في يوم تتمناه أن لا يعود.. لما أذقتك من مرّ.. فالقرية أمّي الجزائر كرامتها بلا حدود..وأنا ابنها نوفمبر غني عن الذكر.