إلى الذين يحسنون تقليد الببغاوات فيستهينون بتدريس مادة التاريخ في برامج التربية الوطنية

ـ إذا اتجهت لدراسة اختصاص الطب لاشك أنكّ ستبدأ بتاريخ الطب وتاريخ الأطباء الأوائل عند الفراعنة ومن عاصرهم من الحضارات القديمة.
وإذا اتجهت لدراسة اختصاص الكيمياء لاشك أنك ستبدأ بتاريخ الكيمياء وتاريخ الأوائل من الكيميائيين عند الفراعنة ومن عاصرهم من الحضارات القديمة.
وإن اتجهت لدراسة اختصاص الفيزياء لاشكّ أنك ستبدأ بتاريخ الفيزياء وتاريخ الفيزيائيين الأوائل عند الفراعنة ومن عاصرهم من الحضارات القديمة.
وإن اتجهت لدراسة اختصاص الرياضيات لاشكّ أنك ستبدأ بتاريخ الرياضيات وتاريخ الرياضيين الأوائل عند الفراعنة ومن عاصرهم من الحضارات القديمة.
وإن اتجهت لدراسة اختصاص الفلسفة لاشكّ أنك ستبدأ بتاريخ الفلسفة وتاريخ أول من تفلسف عند الفراعنة ومن عاصرهم من الحضارات القديمة.
وإن اتجهت لدراسة اختصاص الفلك لاشكّ أنكّ ستبدأ بتاريخ الفلك وتاريخ الفلكيين الأوائل عند الفراعنة ومن عاصرهم من الحضارات القديمة.
وإن اتجهت لدراسة اختصاص الشريعة لاشكّ أنك ستبدأ بتاريخ  حمو رابي وشريعته في العراق.  
وإن اتجهت لدراسة اختصاص الدين فستبدأ بتاريخ العبادات (الديانات) والآلهة عند الفراعنة ومن عاصرهم من الحضارات القديمة. إن توجهت لدراسة اختصاص صناعة الحلويات  فستبدأ بتاريخ صناعة الحلويات، وهكذا في كل العلوم وبدون استثناء.
وأخيرا فللذين يتحدثون عن عدم أهمية تدريس التاريخ، وهم ليسوا أهلا للحديث أقول: عليهم أن يتخلوا عن تسجيل مواليدهم في الحالة المدنية وبعد خمسين سنة سيجدون أنفسهم يعيشون مثلهم مثل القطيع الذي لا يعرف صاحبها أفرادها إلا بإعطاء كل شاة كنية يناديها بها إذا ابتعدت عن القطيع وبذلك يخرجون من صنف البشر .
وَفِي الْجَهْلِ قَبْلَ الْمَوْتِ مَوْتٌ لِأَهْلِهِ    
  فَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُورِ قُبُورُ
وَإِنْ امْـــــرَأً لَمْ يَحْيَ بِالْعِلْــــمِ مَيّتٌ
       فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ