زيادات بين 5 إلى 10 دنانير فرضتها الزّيادة في المادة الأولية
إقبال أصحاب مطاعم الرّحمة أثّت على سلوكيات المستهلك العاصمي
يشهد السّوق التضامني للاتحاد العام للعمال الجزائريين بساحة أول ماي إقبالا كبيرا للمواطنين لاقتناء مختلف المواد والمنتوجات الغذائية، وبأسعار في متناول المستهلك العاصمي الذي وجد في هذا الفضاء الفرصة المناسبة لشراء مستلزماته، غير أنّ ما أجمع عليه التجار اليوم وممثلو مصانع المنتوجات الغذائية أن فارق السعر ارتفع بما يقارب 10 إلى 15 دنانير مقارنة بالسنة الماضية بالنظر إلى الزيادة في المادة الأولية.
عرفت ساحة الاتحاد العام للعمال الجزائريّين توافدا كبيرا للمواطنين في اليوم الثالث من رمضان لشراء مختلف المواد والمنتوجات الغذائية الضرورية على غرار اللحوم باختلاف أنواعها، الأجبان والحليب، وكذا مادة البطاطا التي صنعت الحدث بالنظر للطوابير التي وصلت إلى مدخل السوق بسبب فارق السعر الذي وصل إلى 20 دج مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما وقفت عليه «الشعب» في جولتها الاستطلاعية.
تخفيضات وعروض خيالية بجناح بيع الفرينة والسميد
المتجوّل بين أجنحة السوق التضامني يلاحظ الطوابير الطويلة على بعض المنتجات على غرار الفرينة السميد، وكذا الأجبان باختلاف أنواعها الحليب، والعصائر التي عرفت عروضا كبيرة لاقت استحسان الزبائن الذين تهافتوا على الجناح لشراء مختلف الأنواع وبأثمان خيالية نالت استقطاب الزبون واستغراب البعض الآخر بالنظر إلى فارق 30 دج في قارورة العصير بين سعر السوق والأسواق الأخرى أو محلات بيع المواد الغذائية.
أكّد تجار بيع الفرينة لدى زيارة «الشعب» لجناحها وباختلاف أنواعها، أنّ السّعر زاد مقارنة بالسنة الماضية بما يقارب 5 دنانير في بعض الماركات، في حين قدّر سقف الزيادة في هذه المادة بـ 10 دنانير مقابل عروض مغرية شراء 2 أكياس فرينة مقابل آخر بدون ثمن، وهي العملية التي لاقت استحسان الزبائن الذين تحدثوا إلينا وأكّدوا أن المبادرة من شأنها مساعدة الزبون الذي يعاني اليوم في ظل جشع التجار الذي يستغلون الشهر الفضيل لفرض الأسعار التي يرغبون فيها خاصة في ظل غياب الرقابة
والملفت للانتباه بجناح المعجنات أن سعر الكسكس زاد بـ 10 دنانير أي بسعر 120 دينار، غير أن عرض شراء كيسين مقابل كيس بدون ثمن لاقى إقبال الزبائن وبشكل كبير جعل المواد تنفذ بشكل سريع في السوق الذي يعرف ذروة الإقبال بين الساعة 9 صباحا إلى غاية 13 بعد الزوال أين تقل الحركة التجارية إلى غاية الساعات الأخيرة قبل الإفطار، حيث تشهد جناح التمور توافد للمواطنين ومن مختلف الأحياء.
الحليب ومشتقّاته ينال حصة الأسد من مشتريات زبائن السّوق التّضامني
من جهة أخرى، عرف جناح الحليب ومشتقاته خاصة الأجبان باختلاف أنواعها إقبال المواطنين الذين توافدوا على المكان لاقتناء مختلف المواد المعروضة لاسيما ما يتعلق بجبن شيدار و»بأسعار تنافسية»، حسب ممثلي مختلف الأجنحة الموزعة بالمكان والذين تعالت أصواتهم لجلب المزيد من الزبائن الذين توافدوا على المكان بشكل كبير، خاصة أمام التنوع الذي عرفه الجناح فيما يخص العلامات، حيث عرفت سعر الأجبان فارق 20 دينار بين السوق التضامني وفي الخارج بينما عرفت زيادة مقارنة بالسنة الماضية بفارق يتراوح بين 5 إلى 10 دنانير بسبب الزيادة في المادة الأولية على حسب تعبير بعض ممثلي مصانع جبن «تارتين».
نفس الأمر بالنسبة لعلامة «شيزي» التي عرفت عروضا مختلفة، وكذا الجبن المبشور الذي يكثر الإقبال عليه في الشهر الفضيل بالنظر إلى استعماله في العديد من الأطباق، حيث عرف هذا الأخير عرض شراء 3 أكياس والثالث مجانا، خاصة وأن الكيس الواحد يقدّر بـ 70 دينار، في حين عرف كذلك تخفيضات عند شراء 3 أكياس بـ 10 دنانير، وهو سعر المصنع يقول ممثل الجناح، وهو الأمر ذاته الذي وقفت عنده «الشعب» فيما يخص مادة «الياغورت» الذي عرف هو الآخر كذلك تخفيضات وعروض نالت إعجاب الزبون واستقطاب الكثير منهم بالنظر إلى الاختلاف في السعر بحوالي 10 دنانير مقارنة بالأسواق الأخرى.
التّسويق المباشر من المنتج إلى المستهلك شعار السّوق التّضامني
لاحظت «الشعب» خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها بين أجنحة السّوق التضامنية أنّها تضم العديد من المؤسسات الناشئة والمدعّمة من قبل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، إضافة إلى جناح خاص بعروض شهر رمضان يتعلق بالأدوات المنزلية، الألبسة وكذا بيع السيارات من قبل شركة التصنيع «سيما موتورز» التي عرفت إقبالا كبيرا من طرف الشباب الراغب في الاطلاع على التخفيضات الخاصة بشهر رمضان، غير أنّ ما ميّز عروض هذه السنة خاصة في العصائر والحليب ومشتقاته أن التسويق مباشر للسلع من المنتج إلى المستهلك، وكذا جناح خاص بالخضر والفواكه التي حاول أصحابها عرض أفضل المنتجات الموسمية من هذه المواد لجلب الزبائن الذي فضل عدد منهم التجوال بين جميع الأجنحة من أجل الوصول إلى أفضل العروض التي كانت تنافسية.
وقال عدد من المواطنين الذين تحدّثت إليهم «الشعب» أنّ الأسعار معقولة وفي متناول المستهلك مقارنة بما يعرض اليوم في الأسواق الأخرى، وأنّها لا تختلف كثيرا عن الأخرى الموجودة في السوق فيما يخص الأسعار، في حين توجد بعض المنتوجات لازالت بعيدة عن القدرة الشرائية للمواطن.
من جهتها، استحسنت إحدى السيدات التي وجدناها في طابور جناح بيع الأجبان الأسعار التي قالت إنها في متناول المستهلك، غير أن الوصول إلى الأحسن يستلزم تفقد جميع الأجنحة للوصول إلى العروض المناسبة.
ارتفاع مبيعات اللّحوم البيضاء المجمّدة إلى 500 كلغ يوميا
من جهته عرف جناح بيع اللحوم المجمّدة إقبالا كبيرا من طرف الزبائن لشراء الدجاج، الذي بلغ الكلغ الواحد 290 دج في حين الطازج وصل على مستوى السوق إلى 310 دينار ما جعل الإقبال يكثر في الساعات الأولى من الصباح على شراء اللحوم البيضاء المجمدة.
وما لوحظ في اليوم الثالث من رمضان بجناح اللحوم البيضاء، أن آراء المستهلك بشأن اللحوم المجمدة تغيّرت خاصة البيضاء وهو ما يوضّحه التوافد الكبير لهم على الجناح على عكس الطازجة التي وصلت نسبة مبيعاتها في اليوم 300 كلغ في اليوم.
وتجدر الإشارة أنّ السوق التضامنية التي تقام منذ بضع سنوات أصبحت تستقطب العائلات ذوي الدخل المحدود التي تجد في هذه الفضاءات ضالتها لاقتناء المواد الغذائية ومختلف المنتوجات والألبسة بأسعار معقولة نسبيا.
منتوجات السّوق التّضامني تستقطب مسيّري مطاعم الرّحمة
عرفت السّوق التضامنية توافدا كبيرا لمسيري مطاعم الرحمة للتبضع وشراء مختلف المنتوجات الغذائية بأسعار زهيدة لتوفير الإطعام للعائلات المحتاجة وعابري السبيل، أين أكدت إحدى مسيرات المطاعم أن المواد المعروضة جد مناسبة بالنظر إلى الميزانية المخصّصة لمطاعم الرحمة التي تفرض البحث عن السعر الزهيد لتوفير المشتريات الضرورية في إعداد مائدة رمضان التي تكون مجهزة بكامل الأطباق التي تليق بالصائم المحتاج.