تشهد مصالح الحالة المدنية بمعظم بلديات العاصمة وككل سنة عند اقتراب موعد الدخول الاجتماعي، اكتظاظا لاستخراج الوثائق، وعلى رأسها شهادة الميلاد الأصلية وشهادة الإقامة والتصديق على الإمضاءات والنسخ المطابقة للأصول، والشهادات الإدارية المختلفة. يتوافد على هذه المصلحة تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة من الابتدائي، المتوسط والثانوي وطلبة الجامعة، والأشخاص الذين يرغبون في إيداع ملفات طلب السكن والعمل، هذا ما وقفت عليه «الشعب» خلال جولتها الى مختلف البلديات.
هذه الحركية لاحظناها يوم السبت عندما تجولنا ببلديات سيدي أمحمد، باب الزوار، الجزائر الوسطى، بولوغين وباب الوادي، غير أن بعض البلديات فتحت أبوابها لبعض ساعات ثم أغلقت، وهي بلدية باب الواد التي أغلقت على الساعة الـ٠٠ : ١١ صباحا تقريبا، وهذا يوم السبت في حين البلديات الأخرى اشتغلت منذ الصباح إلى المساء.
وكانت محطتنا الأولى بلدية سيدي أمحمد، أين شاهدنا عدد كبير من المواطنين مصطفين في طوابير أمام الشبابيك المخصصة لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية (أس١٢)، وكذا شبابيك التصديق على النسخ المطابقة للأصول، بحكم أن هذه الوثائق مطلوبة بكثرة، حيث كانت الساعة تشير إلى حوالي الساعة ٠٠ : ١١ صباحا.
في هذا الإطار، اقتربنا من بعض المواطنين الذين وجدناهم بالبلدية بصدد استخراج الوثائق التي يحتاجونها الذين عبروا لـ«الشعب» عن ارتياحهم لأن مصلحة الحالة المدنية تعمل يوم السبت، كما أن كل الشبابيك تستقبل المواطنين، مما سهل عملية استخراج الوثائق، وتفادي الاكتظاظ.
وأفادت إحدى الطالبات في حديث لـ«الشعب» أنها جاءت لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية للتسجيل في الجامعة، كونها مطلوبة بكثرة في ملف التسجيل، مضيفة انه كلما حل موعد الدخول المدرسي تكون بلدية سيدي أمحمد مكتظة لان تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة يأتون لاستخراج الوثائق المطلوبة، مشيرة إلى أن الأمور تسير بشكل جيد في بعض الأحيان وأحيانا تكون غير مرضية.
أجهزة الإعلام الآلي تخفف من الضغط
وفي هذا الشأن، اتصلنا بالأمين العام للمجلس الشعبي البلدي لسيدي أمحمد، صالح أوباهي، الذي أكد أنه خلال الأيام الأخيرة من شهر أوت، كان هناك اكتظاظ كبير على استخراج الوثائق لتجديد ملفات السكن.
وأضاف محدثنا أنه تم تجاوز هذه المرحلة بفضل أجهزة الإعلام الآلي التي يقدر عددها بثمانية أجهزة والموظفين الذين جندتهم مصالح البلدية للعمل ليل نهار بنظام الفرق.
وفي هذه النقطة، أبرز الأمين العام لبلدية سيدي أمحمد في حديث لـ«الشعب» أن أكثر الوثائق التي يستخرجها المواطنون هي شهادة الميلاد الأصلية والتصديق على نسخ الوثائق الأصلية، موضحا أن البلدية توجد وسط المدينة يقصدها عدد كبير من المواطنين، حتى من ٤٨ ولاية، لهذا يكون الضغط عليها كبير.
وقال أيضا صالح أوباهي أن بلدية سيدي أمحمد لديها أربع ملحقات، لتغطية العجز مع وجود ثمانية منتخبين يوقعون على الوثائق، حيث أن هناك ١٢ توقيعا بالبلدية، مؤكدا أن المسؤولين متواجدين يوميا لغاية الساعة السادسة مساءا، يمضون الوثائق وهذا لضمان السير الحسن للعملية، خاصة مع اقتراب الدخول المدرسي الذي يكثر فيه استخراج شهادة الميلاد الأصلية (أس١٢) بالنسبة للأطوار التعليمية الثلاثة مع الطور الجامعي.
وأشار صالح أوباهي إلى أن بلدية سيدي أمحمد، هي الوحيدة التي تعمل مصلحتها للحالة المدنية يوم السبت من الثامنة والنصف صباحا لغاية الرابعة والنصف مساءا، وكذا طيلة أيام الأسبوع، حيث أن هناك فرقتين الأولى تعمل في مداومة الصباح والثانية مساء وهذا لتفادي الاكتظاظ وضمان الخدمة يوميا.
توجهنا بعدها إلى بلدية باب الوادي التي وجدناها مغلقة يوم السبت، حيث كانت تشير الساعة إلى ٣٨ : ١١ صباحا. سألنا أحد الشباب الذي كان يجلس أمام باب بلدية في أي ساعة تفتح فأجابنا بأن مصالح البلدية عملت لبعض سويعات ثم أغلقت على الساعة الـ٠٠ : ١١، وأنها لن تعمل في المساء .
أما كمال فأكد في حديث لـ«الشعب» أن بلدية باب الوادي لا تخلو من المواطنين ففي أي ساعة تقصد البلدية تجد عدد كبير من المواطنين، ومنهم من كان غير مكان إقامته بالبلدية يأتي لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية.
مشيرا إلى أن خدمات مصالح البلدية، تحسنت على ما كانت عليه في السابق بقدوم المنتخب المحلي الجديد، كما أن الموظفين ملتزمين بعملهم ويساعدون من يأتي لاستخراج شهادة الوفاة أو الميلاد والقادمين من ولايات أخرى. وأضاف كمال أنه بالرغم من تخصيص صف للنساء وأخر للرجال إلا أن الفوضى دائما موجودة، وحسبه فإن الخلل يكمن في المواطن غير المتحضر في سلوكه وليس في أعوان البلدية الذين على حد قوله يقومون بواجبهم.
من جهتها، أفادت أمينة قاطنة ببلدية بولوغين أن هذه الأخيرة مكتظة يوميا من الصباح إلى المساء، بحكم الكثافة السكانية الكبيرة التي تتوفر بها زيادة على المواطنين الذين يأتون من الولايات الأخرى وهم من أبناء البلدية غيروا مكان إقامتهم لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية وشهادة الإقامة .
وأضافت أمينة أنه نتيجة هذا الاكتظاظ، فهي ترسل إخوتها ليحضروا لها الوثائق التي تحتاجها في عملها، وأحيانا جارها الذي يشتغل بالبلدية هو من يستخرج لها الوثائق المطلوبة ويحضرها لها إلى المنزل.
مشيرة إلى أنه من بين المشاكل التي تعترضها ارتكاب مصالح البلدية اخطاءا كثيرة في الأسماء عند تحويلها من اللغة اللاتينية إلى العربية، وعند استخراج جواز السفر، قائلة: «عندما استخرجت أمي جواز السفر، اخطأوا في شهادة عقد الزواج فعوض كتابة (تزوجت) كتبوا (طلقت)».
تدفق على شبابيك الحالة المدنية باب الزوار
عرفت بلدية باب الزوار هي الأخرى، إقبالا كبيرا من المواطنين على مصلحة الحالة المدنية منذ يوم الخميس، حسب العاملين بها، بهدف استخراج الأوراق والوثائق الإدارية استعدادا للدخول الاجتماعي والمدرسي على حد السواء.
وشهدت مختلف الشبابيك دون استثناء طوابير طويلة ما أجبر مسؤولي المصلحة على تعزيز التعداد البشري العامل بالحالة المدنية، والعمل بنظام الأفواج لتغطية الطلب المتزايد على الوثائق الإدارية الذي جاء دفعة واحد وفي وقت واحد، كما تم الاستعانة بموظفين من مصالح أخرى ذوي خبرة لتفادي أي عجز أو نقص في تغطية كل الشبابيك، ناهيك عن العمل يوم السبت.
وأرجع العمال هذه الأعداد البشرية الكبيرة، إلى ارتفاع الكثافة السكانية بهذه البلدية، نظرا لانجاز أحياء سكنية جديدة وبالتالي إستقطاب سكان جدد ما أدى إلى اتساع رقعة الساكنة بها.
والغريب في الأمر أنه بالرغم من التطمينات السابقة التي قدمها الأمين العام لبلدية باب الزوار عبد العزيز حفيان لـ«الشعب»، والمتعلقة بإعادة نظام الإعلام الآلي إلى الخدمة، إلا أنه لم ير لحد الساعة النور، وهو ما حتم على أعوان الحالة المدنية إلى استعمال القلم الأزرق في ملء الوثائق وبالتالي ضياع الكثير من الوقت.
حيث اشتكى المواطنون في أحاديث مقتضبة معنا من عدم الاستفادة من هذه التكنولوجيا الحديثة، رغم أن البلدية كانت من بين البلديات الأولى التي استخدمتها لكن كل الجهود تبخرت بعد توقف أجهزة الإعلام الآلي وتعطل شبكة المعلوماتية ؟؟؟