إذا كان الطريق السيّار شرق غرب قد اختصر المسافات وساهم في تسهيل تنقل الجزائريين خلال الصائفة لقضاء عطلهم أينما أرادوا، فان استلام محطات الراحة والوقود واستكمال المحولات من شأنها أن تجعل مشروع القرن يتصدر انجازات البرنامجين الخماسيين المعدين من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
شكلت خرجتنا إلى ولاية الشلف الواقعة غرب الجزائر على بعد ٢٠٠ كلم من العاصمة في اطار زيارة عمل وتفقد لوزير الاشغال العمومية عمار غول، فرصة سانحة كشفت عما تتميّز به هذه المدينة من أهمية جغرافية، تاريخية، اقتصادية واجتماعية. وهو ما يفسر مدى اهتمام الحكومة بها من خلال مختلف المشاريع المنجزة أو التي هي قيد الانجاز، أهمها شبكة الطرق السريعة وعلى رأسها الطريق السيّار شمال غرب الذي غير الكثير من ملامح الولاية.
تكتسي الشلف الولاية الفلاحية بامتياز أهمية استراتيجية و اقتصادية، ما يجعل من شبكة الطرق الاخيرة التي تم انجازها مؤخرا أو تلك التي هي قيد الانجاز مكسبا آخرا يعزز هذه الاهمية و يفك عنها العزلة و تسمح بضمان تنقل المواطنين في ظروف جيدة مع تسهيل حركة المرور.
سيولة كبيرة وحركة مرورية سلسة لمستها «الشعب» على طول زيارتها للشلف والتي بدأت من العاصمة عبر الطريق السيّار شرق غرب وصولا الى النقطة الاولى في حدود الساعة ٣٠ : ٠٩ صباحا، والمتمثلة في زيارة مشروع انجاز فضاء الراحة الشمالي للطريق السيّار رغم كوننا في وفد رسمي، إلا أن ذلك لم يؤثر على الحركة المرورية التي كانت عادية جدا وفي ظروف جيدة جدا ولم نلمس أي اضطراب.
ويعد انجاز هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي مليار و٣٠٠ مليار دج والذي سيوفر كل شروط الراحة من فضاء اخضر للعائلات ومساحة مخصصة للأطفال، وكذا مراحيض عمومية اضافة كبيرة للطريق السيّار، حيث سيخفف على مستعمليه الكثير من المشقة من خلال التوقف بكل حرية في فضاء آمن ومريح ، خاصة وان المسؤول الاول عن القطاع قد شدد على ضمان الصيانة الدورية وضرورة الاسراع في الانجاز مع احترام المنظومة الوطنية للإجراءات.
أما المشروع الذي ينتظر أن يحدث حركية كبيرة على جميع الاصعدة فيتمثل في ربط الطريق السيّار ميناء تنس بتسمسيلت على مسافة ٢٢٠ كلم بتكلفة مالية قدرت بـ مليار و٢٠٠ مليون دج، حيث سيفتح آفاق كبيرة على ضفتيه ويعطي ديناميكية اقتصادية وتجارية، بالإضافة الى فك العزلة وفتح فضاءات اقتصادية وصناعية على مناطق جديدة وتوسيع مختلف النشاطات، ما يفسر الاولوية الذي اعطيت له من طرف الحكومة والوزارة الوصية.
وفي المقابل شد انتباهنا ونحن على الطريق باتجاه الشلف توسط الطريق السيّار شرق غرب الكثير من المزارع والمناطق والبلديات الجانبية، نظرا للتركيز بهذه الولاية على فتح الكثير من الطرق الاجتنابية المرتبطة به والمحولات ما ساهم في فك العزلة بصفة ملحوظة جدا، وينتظر ان يتعزز ذلك أكثر مع المشاريع التي ستنجز مستقبلا، كالطريق الاجتنابي بأولاد فارس ومنشأ فني مع تهيئة المداخل لحي الزبوج في وسط مدينة الشلف، وكذا مشروع انجاز الممر السفلي في الطريق الوطني رقم ٠٤ لحي بن سونة، ناهيك عن ربط الطريق السيّار شرق غرب مع انحراف بلدية بوقادير على مسافة ٠٧ كلم، ومختلف مشاريع التقوية للطرق الوطنية وعصرنة الطرق الولائية ببلدية عين مران.
من جهة أخرى لاحظنا تنامي الحركة التجارية على حواف الطريق من خلال انتشار باعة الخضر والفواكه على الطريق وكذا فتح محلات تجارية ولممارسة نشاطات مهنية حرفية كالحدادة والنجارة من الشباب الواقعة منازلهم على قارعة الطريق وهو ما نفس عنهم، وجعلهم يخلقون لأنفسهم نشاطا تجاريا يخرجهم من هاجس البطالة، بالإضافة الى حركة التنقل كما قالت احدى النساء وهي تمشي بسرعة انها الآن يمكنها ان تستقل الحافلة بكل سهولة، ونفس الامر بالنسبة للمتمدرسين.