ارتياح لتراجع الجريمة وحوادث المرور
أبدى العديد من المواطنين ارتياحهم للتغطية الأمنية عبر إقليم ولاية معسكر خلال الشهر الكريم منوهين بتحكم المصالح الشرطية في الوضع وتصديها لشتى مظاهر الإجرام والإزعاج التي كانت تحرمهم السكينة والهدوء العام خاصة خلال ليالي السهرات الرمضانية.
عكس ما سجل خلال مواسم ماضية من الشعيرة الدينية من استفحال لمظاهر الإجرام بأنواعه واعتداءات على المواطنين من طرف أشخاص منحرفين لم تعرف معسكر أي حالة اعتداء أو سرقة عدا مناوشات كلامية بين أفراد العائلات، حتى حوادث المرور تراجعت نسبيا، على الأقل بالوسط الحضري أو المناطق التي تخضع لاختصاص مصالح الشرطة.
يرجع الأمر إلى الانتشار المكثف لعناصر الشرطة في دوريات راكبة وراجلة بالزيين الرسمي والمدني مثلما ما رصدته « الشعب» خلال مرافقتها لدورية أمنية لعناصر الشرطة القضائية ليلة أمس عبر عدة أحياء ونقاط ساخنة بمدينة معسكر.
جند للخطة الأمنية الخاصة بالشهر الفضيل 2500 شرطي من مختلف الرتب، وخصت مدينة معسكر لوحدها 1500 عنصر شرطة لموقعها الاستراتيجي كعاصمة للولاية ولتوفرها على مرافق وخدمات تعرف إقبالا للمواطنين زيادة على اعتبارها الوجهة المفضلة للمواطنين من مختلف البلديات والقرى في الفترات الليلية سواء للسمر أو التجوال أو التسوق.
مع تزايد الحركة التجارية خلال أيام رمضان والتي لم تكن خاصة فقط بالعشر الأواخر، تولت مصالح الشرطة مهام تنظيم شؤون المدينة التي تخلت عنها السلطات المدنية وفعاليات المجتمع المدني خاصة من جانب النظافة.
تمركز عناصر الشرطة بقلب المدينة الذي يعج بحركة الراجلين والازدحام المروري لا يعني أن باقي الأحياء وضعت في الهامش.هذا ما لاحظناه من خلال الدورية الأمنية التي رافقناها. تبين لنا أن عمل الشرطة لا يقتصر على مواجهة الجريمة أو تنظيم حركة المرور، إنما يتعدى حتى لرفع الملاحظات البسيطة والعناية بانشغالات المواطنين المتعلقة مثلا بغياب الإنارة الليلية في الأحياء، انقطاعات المياه، التجمهر غير العادي للمواطنين وما يتسبب فيه من إزعاج للسكان خاصة بعد منتصف الليل.
الإزعاج الآخر الذي تتوقف عنده الشرطة يخص الرمي العشوائي للنفايات المنزلية أين يضطر عنصرها إلى الإبلاغ عن التجاوزات في هذا الشأن واتخاذ ما يلزم من اتصالات وإجراءات تحرك سكون من تخلى عن وظيفته سهوا أو عمدا.
في مجال تنظيم حركة المرور، اضطرت مصالح الشرطة إلى اتخاذ بعض الإجراءات الاستثنائية منها غلق بعض الممرات في أوقات الذروة خاصة على مستوى ساحة الركابة التي تعتبر القلب النابض للمدينة والحركة التجارية، إضافة إلى توجيه المركبات وتنظيم حركة سيرها تفاديا لانسداد حركة المرور.
في هذا الشأن قال المكلف بالإعلام والعلاقات العامة لدى مصالح الشرطة مصطفى سكفال لنا، أن الانتشار الأمني لعناصر الأمن العمومي وتدخل عناصر باقي مصالح الشرطة لفك الاختناق وتسهيل حركة المرور ترك انطباعا إيجابيا لدى السكان خاصة في ظل عدم تسجيل حوادث مرور جسيمة بإقليم اختصاص الشرطة خلال الشهر الكريم هو مؤشر إيجابي يدل على نجاح المخطط الأمني.
بحسب أرقام مصالح الأمن العمومي لشرطة معسكر، تم مراقبة 2470 مركبة خلال الفترة الماضية في إطار الإجراءات الأمنية المعمول بها لإحباط مختلف أشكال الجريمة.
في هذا الشأن لا بد من الإشارة إلى ارتياح السكان من الإجراءات التي اتخذتها مصالح أمن معسكر في القضاء كليا على ظاهرة الدراجات النارية أو الحد منها على الأقل بالنسبة للفئة المتهورة التي تشكل خطرا على راكبها وما تثيره من إزعاج إضافة إلى اعتبارها إحدى الوسائل المسهلة لحركة المجرمين ومروجي المخدرات.
فقد تمكنت الشرطة لحد الساعة من حجز 300 دراجة نارية والعملية متواصلة.
تراجع معدل الإجرام والاعتداءات
رصدت «الشعب» خلال الدورية الأمنية لعناصر الشرطة القضائية وشرطة المرور عبر الحواجز الأمنية الثابتة بمداخل مدينة معسكر وعبر النقاط الساخنة المعروفة بعاصمة الولاية، ارتياحا بالغا وسط السكان الذين يفضلون قضاء سهراتهم الرمضانية بالأماكن المخصصة لإقامة الحفلات أو على مستوى حديقة التسلية لحي خصيبية.
وبحسب عينة من هؤلاء، فقد زاد الانتشار الأمني من درجة تحفيزهم على قضاء ليالي رمضان في الخارج إلى ساعات متقدمة من الفجر.
وبعد مضي الأيام المعدودات من الشهر الفضيل، لم تسجل مصالح الأمن الولائي أي حالات غير عادية لجرائم تستحق الذكر، عدا تسجيل محاولة اعتداء واحدة تم التصدي لها في عين المكان والأوان بفعل تواجد دورية راجلة لعناصر الشرطة.
في حصيلة الشرطة القضائية خلال 20 يوما الماضية من الشهر الفضيل تم فحص هوية 899 شخص في 135 عملية أمنية، تم توقيف 76 شخصا منهم 20 شخصا تم إيداعه الحبس لكونه محل طلب الجهات القضائية، وفي مجال مكافحة المخدرات، تم حجز كمية من الكيف المعالج مقدر وزنها بـ150 غ و531 قرص مهلوس في عمليات أمنية متفرقة تورط فيها 18 شخصا منهم 14 شخصا صدر في حقهم أمر بالإيداع.
الحماية المدنية ترسخ قيم التضامن و الإنسانية
نظمت أمس مديرية الحماية المدنية لولاية معسكر مأدبة إفطار جماعي للذين شاركوا وجبة الإفطار الساخنة مع العجزة والمسنين المقيمين بدار العجزة لحي خصيبية في أجواء حميمية دافئة، لخصت أجمل معاني التراحم والتكافل الاجتماعي.
لم يفوت إطارات الحماية المدنية بمن فيهم المدير الولائي المقدم محمد شهب العين ورؤساء الوحدات الثانوية فرصة الاحتكاك بالعجزة والمسنين لتعويضهم قسطا من الحنان العائلي وسط أجواء مؤثرة جدا، تبعت بعد الإفطار بحفل مميز على شرف ضيوف الحماية المدنية من عجزة ومسنين وكذا أصدقاء الجهاز من مواطنين تلقوا تكوينا في الإسعافات الأولية خلال فترات ماضية.