وفرة المواد الغذائية وتجنّد كبير للجمعيات الخيرية والهلال الأحمر
اضطر نحو 40 من المائة من مجموع سكان بلدية الميهوب مركز، شرق ولاية المدية، إلى شدّ الرحال نحو الولايات المجاورة هروبا من شبح الهزات الأرضية الإرتدادية التي باتت تعرفها بلديات دائرتي العزيزية والقلب الكبير والمناطق المجاورة لهما والتي خلفت حالة هيستيرية، وبسبب عدم توقف النشاط الزلزالي عن الحركة التي لم تسلم منها الشقق في العمارات والمساكن الطوبية.
قدرت درجة هذه الهزات على سلم ريشتر بأقل من 03 درجات. وقال صالح وقاد رئيس بلدية الميهوب، إن الهزات الأرضية تواصلت بمعدل 05 إلى 10 هزات يوميا، من هزتين إلى 03 هزات متوسطة من 03 إلى 04.5 درجات على سلم ريشتر يوميا، وهو ما وقفت عليه جريدة «الشعب»، أمس، خلال زيارة ميدانية. أثناء جلسة التقييم التي أدارها الحاج مقداد الأمين العام للولاية، بحضور المديرين التنفيذيين ورؤساء البلديات والوصاية على حد سواء، حيث اهتزت الأرض مرتين في حدود الساعة 12.39 و12.55 قبل الظهر.
«الشعب»، بمجرد حلولها بمركز بلدية الميهوب، لاحظت سيارة نفعية كان صاحبها المدعو محمد بوغربال، ربّ عائلة متكونة من 10 أفراد، بصدد تفريغ شقته وحمل أثاث منزله للتنقل إلى الدار البيضاء بالعاصمة، لتمكين عمال المقاولات المكلفة بهدم وترميم الأسوار المتشققة والمتصدعة من الشروع في مهامهم تحت أعين وتوجيهات إطارات هيئة الديوان الوطني للتسيير العقاري والمراقبة التقنية التي فحصت البنايات والأضرار.
إتهامات للمنتخبين بالتأثير على عمل اللجنة التقنية
أكد في بداية حديثه، أن أسرته وعائلة صهره أجبرتا على الفرار، خوفا من الموت، في محاولة لقضاء شهر رمضان مريح خارج مشاكل هذه الهزات وآثارها وهذا بعدما اضطرت عائلته لمغادرة دشرة قطرين الواقعة قرب مشروع كدية أسردون، مشيرا إلى أنه مهما تعددت أسباب هذه الهزات التي تضرب هذه المنطقة، إلا أنه زلزال عادي.
بينما صرح مواطن متضرر، كان ضمن زحمة بعض الغاضبين، عند مدخل بلدية الميهوب، أنه مستعد للإقامة داخل الخيام الجماعية، شريطة منحه خيمة كباقي الناس. في حين، اتهم آخر في عين المكان هيئة الرقابة التقنية بالكيل بمكيالين، على اعتبار أن هذه المؤسسة العمومية صار بعض المنتخبين يتلاعبون بها لأجل حسابات سياسوية ضيقة، على حد قوله. في وقت نفى فيه المواطن عبد الحميد بلحوسين، بنّاء، من قرية بروني بذات الإقليم، هذا الإتهام، كاشفا في هذا الصدد، أنه بغض النظر عن الضرر المعنوي والمادي، الذي تعاني منه أسرته المتكونة من 04 أفراد بمنزل غير طوبي، تعرض لتشققات بشكل خفيف، إلا أن هناك الكثير من المتضررين بنسبة 100 من المائة بالأحواش. كما أنه رافق مهندسي هيئة المراقبة التقنية بفرق أولاد عزة، تقراراة والصوابر، فضلا عن أن المهندسين قاموا بعملهم كما يجب، معتبرا أن قوة الزلزال هي التي تسببت في تشقق العمارات، مقترحا التعجيل بمنح الخيم لأصحاب العقارات الفلاحية للتخفيف من روع المتضررين.
مطالب بتوضيح أسباب الهزات الإرتدادية المتكررة
من جهته أوضح عمار رحيش، أحد عمال مؤسسة سيال بالعاصمة، مقيم بدشرة الرحايمية ببلدية الميهوب، أنه مادام هناك استمرارية في النشاط الزلزالي، فإن المواطنين يريدون معرفة نتائج الخبرة المقامة عنه، متسائلا لماذا لم تمنح عائلته المقيمة بسكن طوبي والمتكونة من 03 أفراد، خيمة، بما في ذلك باقي عائلته، منبّها بأن الشيء المطلوب في الوقت الحالي من طرف السلطات المحلية، هو الكشف عن خبايا وأسباب هذا النشاط، حتى يطمئن السكان وتتوضح خطة التدخل والعمل التضامني من حيث ضرورة استسلام المتضررين لخيار المحتشد أو تركهم يرحلون لتأجير شقق خارج الولاية، أو تمكين هؤلاء من شاليهات منفردة.
واستغرب المواطن المتضرر حميد حسناوي، من قرية مزاية وعائلته المنكوبة، المشكلة من 04 أفراد، عدم تمكين أسرته من سكن عائلي منذ سنة 2000 إلى يومنا، موضحا أن هذا الزلزال أجبر عائلته على إخلاء السكن الذي اضطر صاحبه لاستغلاله قسرا بعد تصدع منزله، مطالبا في هذا الصدد منحه خيمة فردية للمّ شمل عائلته ساعات قبل حلول الشهر الفضيل.
يتامى تائهون يبيتون في العراء
تعجب عبد القادر جلواز، مقيم بقرية المطارفة من مشكلة تواجد أيتام تائهين بهذه القرية وبدون مأوى، مستغربا عدم اتصال أيّ شخص بهم من أجل التكفل بهم معنويا وماديا. كما أن هناك أطفال مايزالون يبيتون في العراء بهذه القرية النائية. فيما جزم المسمى سعيد علان، من قرية سنقوا أمام هذه البلدية أيضا، أنه لحد الساعة لم يزرهم أي مسؤول، كما أنه لم تصلهم الخيام بعد، مشيرا إلى أن سكان هذه البلدية محافظون وأنه لا يجب جمعهم في مكان واحد.
بينما طالب أحمد فودي، مشرف تربوي في هذه الوقفة من الهلال الأحمر الجزائري، التدخل العاجل لتوفير أكل ساخن للمواطنين، كون العديد من السكان يقتاتون على الخبز والجبن البارد ونحن في شهر رمضان الكريم، حاثا السلطات لدعوة أفواج الكشافة من الولاية للمساهمة في إنجاح العمل الخيري والتضامني، ملحا على ضرورة تمكين المتضررين من الشاليهات، مبديا قلقه من تأخر هيئة المراقبة التقنية في إصدار قراراتها حتى يفهم المواطنون من هم أولى بالخيمة من دونهم، مثمنا الهبّة التي قام بها أفراد الشعب من الضواحي.
في حين طرح بوجمعة بومهدي، متكفل بعائلة متكونة من 07 أفراد ومقيم بحي 18 سكنا بالميهوب مركز، إشكالية خروج أسرته من شقتها، في حين لم تستفد من أي خيمة فردية.
أوضح أحمد موذود، متقاعد، أنه كان يملك سكنا طوبيا ومرت عليه هيئة المراقبة التقنية وصنفت بيته في الخانة الحمراء، على بعد 01 كم من مقر هذه البلدية.
لكن، بحسبه، كيف لأسرته أن تفرط في ثروتها الحيوانية، مطالبا بدوره بخيمة فردية، رافضا فكرة نصب خيم على شكل محتشدات للسكان بالعمارات، كون الخيم الفردية تقلل من أعباء الدولة، مختتما حديثه «نريد معرفة أسباب الزلزال... وهل سيتوقف أم لا... كما أن المواطنين المنكوبين يرغبون في علاج حقيقي لهذا الوضع؟»، في الوقت الذي ذهب فيه المدعو عيسى رحيش، 63 سنة، للقول، إن السد هو المسؤول عن هذا الزلزال.
رئيس المفتشية الإقليمية للتجارة: إجراءات لتموين السكان بالمواد الأساسية
على صعيد آخر، كشف خلادي ميساوي رئيس المفتشية الإقليمية للتجارة بدائرة العزيزية، ساعات قيبل حلول الشهر الفضيل، أن مديرة التجارة بولاية المدية، حرصت ومنذ أسابيع على متابعة عملية تموين السكان بالمواد الأساسية، كما أنها تتابع هذا المقياس وكذا مخزون الأمن الغذائي عن قرب لتفادي أي اضطراب، إلى جانب وجود 08 محلات للتغذية موجودة في مداشر وقرى بلدية الميهوب وهي تعمل بصفة عادية، وهناك 15 محلا بوسط البلدية، إضافة إلى وجود 03 مخابز بكل من بلدية العزيزية ومغراوة تغطي حاجيات المواطنين بنسبة 100 من المائة، مشيدا بدور الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الجزائري في توفير مادتي الخبز والحليب بشكل يومي. علما أنه وإلى غاية 05 جوان 2016، وبحسب بيان للجنة الولائية لمتابعة الأزمة جراء الهزة الأرضية التي عرفتها بلدية الميهوب والمناطق المجاورة لها في كل من دائرة العزيزية، تابلاط، بني سليمان، القلب الكبير، قامت مصالح الحماية بتوزيع وتنصيب 437 خيمة في مختلف الدوائر وأحياء ومداشر وقرى البلديات التي مستها الهزة الأرضية بتاريخ 29 ماي 2016 والعملية لازالت متواصلة، على أن يتم التدخل ببلدية مغراوة لنصب 24 خيمة لأصحابها بعدما صعب ذلك على المواطنين.