ظروف عادية واستياء في شعبة تسيير واقتصاد
عرف اليوم الأول من امتحان شهادة البكالوريا - دورة 2016، أمس، استحسان المترشحين الممتحنين في مختلف الشعب الأدبية والعلمية وحتى التقنية، لأسئلة مادة اللغة العربية خلال الفترة الصباحية، ومادة الشريعة الإسلامية في الفترة المسائية، رافقتها آمال بأن تكون نوعية الأسئلة نفسها في المواد المقبلة، لاسيما الأساسية كل حسب شعبته.
تقاطعت، أمس، آراء الممتحنين في شهادة البكالوريا من الشعب العلمية والتقنية خلال اليوم الأول حول سهولة مواضيع مادة اللغة الغربية التي امتحنت فيها كل الشعب فيما تباينت آراء الممتحنين من شعبة آداب وفلسفة حول الامتحان بين من استسهله واستصعبه.
خلال اليوم الأول حول سهولة مواضيع مادة اللغة الغربية، التي امتحن فيها طلبة كل الشعب، حيث تنقلت «الشعب» في جولة استطلاعية إلى بعض المؤسسات التربوية بوسط وشرق العاصمة ووقفت على مجريات الامتحان الفيصل بين مرحلة التعليم الثانوي والجامعي وطبيعة الأسئلة، التي قيل عنها إنها في متناول الجميع والوقت كان كافيا للإجابة على الأسئلة الذي ضمت موضوعين اختيارين بين الشعر والنثر.
وجهتنا الأولى كانت ثانوية الإدريسي بساحة أول ماي، مقابل المركزية النقابية، حيث امتحن فيها تلامذة شعبة آداب وفلسفة في اللغة العربية كمادة أساسية، الجميع أعربوا عن رضاهم عن المواضيع المقترحة التي قالوا إنها كانت في المتناول وضمن المقرر المدرسي، مشيرين إلى أنهم أجابوا بكل أريحية وثقة والنتيجة سيفرج عليها في النهاية التي يأملون أن تكون بمستوى اجتهادهم وعملهم وتمنحهم الجائزة الكبرى وهي الفوز ليبدأ التخطيط لمستقبل مشرق، فيما يبقى هاجسهم المقبل مادة الفلسفة ومادتي التاريخ والجغرافيا، باعتبارها مواد أساسية.
وفي المقابل أعرب الممتحنون من شعبة آداب وفلسفة العاديون بثانوية مصطفى لشرف والأحرار بإكمالية ابن رشد بحي 08 ماي 45 بباب الزوار، عن صعوبة مواضيع الامتحان، حيث قالت كل من التلميذتين «وسيلة» اللتان اجتمعتا في الاسم والامتحان والشعبة أن القصيدة التي تضمنت الشعر السياسي حول الثورة التحريرية كانت صعبة، فيما كان ملجأهم إلى الموضوع الثاني المتعلق بالنص النثري لطه حسين وعلى حد قولهم «أقل الضررين».
ممتحنو شعبة تسيير واقتصاد يحرمون من وجبة الغداء والأولياء متذمرون
ثانوية «إبن الناس» بدورها تم الامتحان فيها، لكن هذه المرة تعلق الأمر بشعبة تسيير واقتصاد، الذين لم نلتق بأحد منهم، لأنهم منعوا من الخروج نظرا لامتحانهم في مادة القانون خلال الفترة الصباحية مباشرة بعد امتحان اللغة العربية، أي من الساعة 11:30سا إلى غاية 14:00سا، ثم الشريعة الإسلامية ابتداء من الساعة 15:00 إلى غاية 17:00سا مساء.
في هذا السياق، وقفت «الشعب» عند انشغال الأولياء الذين وجدناهم مرابطين أمام البوابة، معربين عن قلقهم وامتعاضهم من التوقيت الذي قالوا عنه إنه «مضغوط جدا»، كونه لا يمنح الممتحنين فرصة تناول وجبة الغداء والترويح عن النفس من ضغط الامتحان الأول. في حين أعربت أحدى الأمهات عن قلقها حول وضعية ابنتها المريضة بالسكري والتي يتعين عليها تناول وجبتها في الوقت المحدد، بالرغم من دفع رسوم الامتحان المقدرة بـ1500دج.
حول هذا الموضوع، حاولنا استفسار الإدارة بخصوص كيفية التعامل مع الوضع، غير أنه، وكالعادة، الأبواب موصدة ولا تجد سوى التحجج بضرورة الحصول على تصريح من مديرية التربية المعنية حسب الاختصاص الإقليمي. ولما سألنا الحارس، قال إن الوضع متحكم فيه وهناك عيادة وطبيب للتدخل في حال كانت هناك ضرورة تستدعي ذلك. أما عن الوجبة فلم يتم تأكيد أي شيء بخصوصها.
تأييد إجراءات محاربة الغش
فيما تعلق بالإجراءات المتخذة من وزارة التربية الوطنية المتعلقة بتسخير كل الجهود لمحاربة ظاهرة الغش، التي في كل مرة تضرب بمصداقية شهادة البكالوريا وشرعيتها، لم يخف الأولياء مساندتهم لهكذا قرارات احترازية وإجراءات مشددة، غير أنهم تحفّظوا على اللجوء إلى قوات الأمن والدرك والاستعانة بها، آملين في أن تكون النتائج مشرفة ومن نصيب أبنائهم الذين تعبوا كثيرا وحضّروا جيدا لهذا الامتحان، استناد إلى مقولة «من جَدَّ وَجَدَ» حتى ينالوا حظهم كما أملوا.
ليس ببعيد وتحديدا بمتوسطة «هارون الرشيد»، حيث امتحن الأحرار في شعبة آداب ولغات أجنبية في المادة الأساسية بالنسبة لهم، على اعتبار أن معامل اللغة العربية هو 06، حيث شدّنا إصرار الممتحنين على نيل شهادة البكالوريا واجتيازها مرة ومرات. ولم يختلف إثنان في سهولة الأسئلة المقترحة، حيث تضمن الموضوع الأول قصيدة لسامي البارودي، والموضوع الثاني تناول تطور القصة الجزائرية.
الممتحنون الأحرار... إصرار على الظفر بالشهادة
في هذا الإطار، التقينا الشاب حسين صاحب 23 سنة، الذي يجتاز الامتحان للمرة الرابعة، استجابة لرغبة والدته بالدرجة الأولى وتحسين مستواه، لأنه يرغب في الذهاب للدراسة في الخارج، بعد فشله في إكمال تكوينه كمصرح جمركي.
بدوره الشاب رشيد ذو الثلاثين عاما، أعرب عن إصراره على نيل شهادة البكالوريا، بالرغم من فشله في المرّات السابقة وهذا بهدف تحسين مستواه العلمي وتحقيق حلمه في دخول الجامعة لدراسة الأدب الإنجليزي، مشيرا إلى أنه في انتظار تحقيق ذلك فقد خاض تكوينا في تخصص «التلحيم» وهو ما يشتغل به حاليا.
أما زهور، ريان وإيمان، فهن أيضا تحدثن بثقة كبيرة وإصرار في تحقيق مبتغاهن، فيما تحفظن بخصوص نقطة واحدة تتعلق بصعوبة التقييم النقدي للقصيدة، ويبقى أملهن في أن تكون باقي المواد في المتناول، لاسيما الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والإنجليزية، باعتبارها مواد أساسية وتتطلب تحقيق نتائج جيدة لتغطية العجز الذي يمكن تسجيله في مادة الرياضيات التي تعد كابوس الأدبيين.
وبشرق العاصمة وتحديدا ببلدية حسين داي، وقفنا بالثانوية التقنية أحمد زبانة التي امتحن فيها تلامذة شعبة العلوم في مادة اللغة العربية ذات المعامل 03، وأجمع كل من تحدث إلينا عن سهولة المواضيع، حيث تضمن الاختيار الأول قصيدة لإيليا أبي ماضي والخيار الثاني موضوع نثري حول الوطنية لعبد الحميد بن باديس.
طول وصعوبة امتحان الرياضيات... هاجس يقلق تلاميذ شعبة العلوم
في المقابل، لم تخف كل من «آية» التي تجتاز الامتحان للمرة الأولى و»داليا»، تخوفهما من مواضيع المواد الأساسية وتحديدا مادة الرياضيات، في ظل الإشاعات حول الخروج عن المقرر المدرسي من خلال إمكانية إدراج موضوع حول الاحتمالات وهو الدرس الذي لم يتم تدريسه في بعض الثانويات، أو تكرار سيناريو السنة الماضية، من خلال اقتراح مواضيع صعبة وطويلة تتطلب وقتا وتركيزا أكثر لحلّها.
وبخصوص امتحان الشريعة لكل الشعب والمبرمج خلال الفترة المسائية، فلم تخرج الآراء بعيدا عن الرضى والاستحسان، حيث أعرب الممتحنون من شعبة آداب وفلسفة العاديون بثانوية مصطفى لشرف والأحرار بإكمالية ابن رشد «السوريكال» بباب الزوار، عن ارتياحهم للمواضيع المقترحة خاصة وأنها جاءت بامتحانين اختياريين تضمانا سؤالين لكل موضوع، وهو ما أتاح لهم فرصة أكبر والرفع من حظوظ الإجابة مشيرين إلى أن الأسئلة كلها كانت من البرنامج المدرّس.
نفس الآراء استقيناها من تلاميذ شعبة العلوم، الممتحنين في ثانوية محمد بوضياف بالمدنية. فيما يتم شحذ الهمم للأهم، أي المواد الأساسية، حيث ينتظر أن يمتحنوا في مادة الرياضيات، اليوم، ومادة العلوم يوم الأربعاء والفيزياء يوم الخميس وهي المواد المحورية التي يتحدد عليها نجاحهم.