«الشعب» تستطلع آراء الصحفيين في اليوم العالمي لحرية التعبير

مواكبة الحدث رغم خطر كورونا والمعلومة الدقيقة تحدّ يومي

سهام بوعموشة

نقل أجمـل صور التضامن مهمة أداهـــا الإعلام الوطني

لم يتوقفوا يوما، كلهم مجنّدون، سواء في الميدان أو عن بعد. فلم تمنعهم جائحة كورونا عن ممارسة مهنتهم، كل في تخصصه وعبر مختلف الوسائل المرئية، المسموعة والمكتوبة، هدفهم هو نقل المعلومة الصحيحة للمواطن... هم الصحفيون صناع الرأي العام والمؤثر الخفي الذي يواجه هو الآخر الوباء بالقلم، بالصوت والصورة، فكانوا الجبهة الأولى في مواجهة بث المعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ البداية، فنقلوا المعاناة والألم ورصدوا الأمل والجهود المبذولة في المجابهة، وشاركوا في صنع ونقل أجمل صور التضامن بين الجزائريين دون أن يغمض لهم جفن رغم الخطر المحدق المتربص.

هي صور اختارت «الشعب» أن تسلط الضوء عليها من خلال نقل شهادات بعض رجال ونساء الإعلام الذين آثروا المهنة عن حياتهم ليكونوا مثالا حيا عن المجابهة في كل صورها بعدما سبقهم في ذلك أصحاب المآزر البيضاء بحكم واجبهم المهني فكانوا أول جبهة لصد كوفيد-19.

تنهينان خوشي جريدة «لوجور دالجيري»: مواقع الوزارات غير محيّنة

أكدت تنهينان خوشي الصحفية بجريدة «لوجور دالجيري»، أن  نقص المعلومة يغذي الاشاعة اذا كان هناك مصدر  لا يتحدث ولا يتابع ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ما يفتح المجال للآخر ليدلي بدلوه بمعلومات لا أساس لها من الصحة، مقدمة مقارنة  بين وزارتي التربية والتجارة فهذه الاخيرة  كان المسؤول الأول عليها يقوم بخرجات ميدانية لأسواق الجملة عند بداية الأزمة الصحية وعشية رمضان لمعاينة الأسعار، وبالتالي يجد الصحفي المعلومة التي يمكن له بناء على أساسها مقاله بكل موضوعية دون السقوط في ما يعرف بالفايك نيوز.
المقابل تأسفت لبطء وزارة التربية في نشر البيانات التوضيحية حول إقرار الدروس عن بعد أو امكانية عودة التلاميذ والأساتذة للمدارس، أو إنهاء السنة الدراسية في ظل انتشار الوباء، قائلة:»لا يوجد رد فعل سريع عقد ندوة صحفية، مثلا لتوشح الجوانب التي تهم الراي العام فإصدار تعليمة أو بيان دائما يأتي متأخرا بعد تداوله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، ما يعيق عمل الصحفي».
في هذا الشأن أوضحت تنهينان أنه حينما  لا تكون هناك معلومة دقيقة في وقتها، يسقط الصحفي في البحث عنها ما يعرضه للوقوع في الخطا، كما أن هناك مواقع وزارات لم يتم تحيينها لشهور، مضيفة أنه حين تتصل بالمكلف بالإعلام قلما هناك من يزودك بالمعلومات.
وعن عملها خلال جائحة كورونا، قالت أنها تتابع الحصص الإذاعية التي تستضيف خبراء ومسؤولين، واحيانا تقوم باستطلاع للأسعار بالأسواق، أو تتصل  بالنقابات عبر الهاتف لمعرفة الجديد، كما تتابع كل  ما ينشر في مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا بسبب غياب وسائل النقل.
 
أحلام بوزاير صحفية قناة البلاد:
الواجب المهني ألزمني العمل رغم المخاوف

من جهتها تقول أحلام بوزاير أن المهمة لم تكن سهلة مع انتشار الوباء في، وبحكم عملها وواجبها المهني كانت مضطرة لمواصلة أداء عملها رغم التخوف من الإصابة ونقل العدوى لعائلتها متحلية  بذلك بالقوة، حيث قامت بالتغطية داخل المستشفيات أين يتواجد بها المصابين، وكذلك إجراءات الحجر الصحي فضلا عن الفضاءات والنشاطات التجارية، مشيرة إلى أن العمل لم يكن بالأمر الهين نظرا لغياب ثقافة الوقاية والوعي لدى شريحة من المواطنين.
وبالنسبة للإشاعات، أبرزت الصحفية أن هناك بعض الزملاء الإعلاميين انساقوا وراء المعلومات المغلوطة والمضللة، وأصبحوا يتداولونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مرجعة سبب ذلك لاستهتار الكثيرين بجائحة كورونا، فيما هناك اشخاص ربما وراءهم غاية وهي زرع الهلع والخوف في قلوب المواطنين، مشيرة إلى أنه  في ذات الوقت هناك من ينشر عن لا وعي.
 وترى أحلام ضرورة  تشريح المختصين لهذه الظاهرة الخطيرة التي اضحت تهدد حتى ميدان الصحافة، وإيجاد سبل محاربتها لبلوغ إعلام صادق ونزيه، مع تحسيس المواطنين بعدم تصديق كل ما تبثه  هذه المواقع
ولم تخف محدثتنا أنه في بداية تسجيل أولى حالات الإصابة، كان هناك نقص في المعلومة وتضارب وكان الصحفيون يعتمدون على بيانات مديريات الصحة عبر الولايات، وأحيانا نقلا عن مصادر طبية، لكن بعد  استحداث لجنة متابعة ورصد كوفيد-19 لم يعد هناك مبرر، فاللجنة تعكف على تقديم تقارير يومية للجزائريين وعلى رأسهم الاعلام ما وضع حد لأي شك في المعلومة، كما تم  استضافة واستجواب اعضاء اللجنة عبر وسائل الاعلام، وكذا وزير الصحة عبر التلفزيون العمومي الذي كان يعطي آخر المستجدات المتعلقة بهذا الوباء.
 
فؤاد إيراتن صحفي جريدة المجاهد: «الريبورتاجات» عن الوباء محدودة

فؤاد إيراتن من بين الصحفيين الذي كان يعمل عن بعد منذ أكثر من شهر، ويرسل مقالاته للجريدة عبر البريد الإلكتروني، خاصة وأن العالم الرقمي في تطور، وحسبه فإن العمل عن بعد يجب أن يكون خارج فترات الأزمات الصحية، مشيرا إلى أنه لاحظ منذ انتشار كوفيد-19 مبالغة في معالجة المعلومة وبما أن الوباء لم يسبق له مثيل، فقد ركز الصحافيون إهتمامهم على الأرقام أو عدد المصابين والمتوفين، واندفعوا لنشر المعلومات دون التحقق منها.
وأضاف إيراتن، أن هذه الأزمة الصحية أظهرت أن بعض الكتابات الصحفية في انحطاط وبدأنا نفقد أخلاقيات المهنة، حيث يلاحظ أن المقالات التي تنشر لا تختلف في شيء عما يكتبه مستعملي مواقع التواصل الإجتماعي، و- حسبه - فإن كورونا روّج لظهور بعض الأنواع الصحفية مثل التحقيق، لكن ليس هذا هو الحال فيما يتعلق ببعض الربورتاجات المنجزة التي كانت – حسبه - محدودة في زخم التضامن، دون التعمق.

مفيدة طريفي: الميدان: أفضل مصدر للمعلومة

 
من جهتها تقول مراسلة جريدة «الشعب» بقسنطينة مفيدة طريفي أنه في البداية اقتصرت تغطياتها على مراسلات الجهات الرسمية التي انطلقت بحملات تحسيسية بخطر الوباء بسبب  نقص الوعي اللازم عند المواطن، لكن بعد نقص المعلومة وانتشار الإشاعات تنقلت لقسم كوفيد -19 بالمستشفى الجامعي بقسنطينة رغم خطر العدوى، وهي أول صحفية تنقلت لهذا المستشفى.
و وقفت «الشعب»من خلالها على الجهد الذي يبذله الأطباء وتحدثت مع المختصين والمصابين   لإيضاح حقيقة الوضع هناك، ثم توجهت لمعهد باستور لمعرفة المزيد، مؤكدة أن مواقع التواصل الإجتماعي لم تكن يوما مصدرا للمعلومة بل الميدان هو الذي يجيب عن أسئلة الصحافيين ويكشف عن الحقيقة ويعبر عن الواقع المعاش.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024