أثبتت المقاومة الفلسطينية تشبثها الأبدي بخيار الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني، وأكدت فعلا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها، وما ضاع حق وراءه باطل، واستطاعت من دون شك ورغم أنف المطبعين أنه لا خيار لتحرير بلد ثالث الحرمين من توحيد الصف، ودعم المقاومة وتمسكها بحق الرد على جرائم الكيان الصهيوني المتواصلة لاسيما في قطاع غزة والضفة والقدس الشريف.
هذه الخيارات أكدت دون شك، أن الكيان الصهيوني ليس طرفا ولا يصلح للتفاوض ولا للتهدئة والتاريخ حافل بذكريات الخيانة، حتى يفهم الرأي العام العالمي أن العدوان الأخير ضد الشعب الفلسطيني، والذي تسابق الجميع لإعلان النصر فيه على العدو أنه كان خطوة استفزازية شنيعة اقترفها الكيان الغاصب راح ضحيتها قوافل من الشهداء، جاءت بعد متغيرات جديدة لا تخصّ الصراع بين فلسطين والكيان الصهيوني فقط، ولكنها تشمل مستقبل منطقة الشرق الأوسط ككل، وهو ما يعني جسّ نبض الشارع العربي والإسلامي بدرجة أولى منذ توقيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
لكن الاستنكار الشديد للعدوان الصهيوني الأخير وجرائمه ضد الإنسانية تجاوز كثيرا التوقعات، وتصاعدت دائرة التنديد منذ بداية اعتداءات المستوطنين في حي الشيخ جراح داخل الحرم القدسي، وزدادت مشاعر التضامن والتعاطف مع القضية الفلسطينية عبر كل ربوع العالم مختزلة ذلك في رسائل دعم اختلفت أشكالها وهدفها واحد تجاوزت حدود السياسة، والجغرافيا، والإيديولوجية وشملت الرياضة والثقافة، بشكل يؤكد عدالة القضية وحق الفلسطينيين الأزلي.
دائرة التضامن العالمي مع فلسطين أعطت للمقاومة حق الرد، وبدأت في رسم معالم مستقبل جديد للصراع، يقوم على رد اعتبار ولو ضمني لحركة المقاومة حماس بالوقوف معها، ودعمها بعد تمسكها بوحدة البيت الفلسطيني أمام دعاة التفرقة، وتمكنت من إعطاء إشارة قوية، قد تدفع القوى الغربية الداعمة للصهاينة للتفاوض معها في إطار حل الدولتين، رغم أن قادة المقاومة يعتبرون المفاوضات تقويضا لجهود تحرير الأرض المقدسة، مؤكدين تمسكهم بخيار استرجاع كامل حقوق الفلسطينيين غير منقوصة.