رحـلت و بصمــــتك باقيـة ..

أمين بلعمري
26 ديسمبر 2018

كان  للرئيس الراحل هواري بومدين دور كبير في إرساء أركان الدولة الجزائرية وبناء مؤسساتها وفي مقدمتها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي.
 كان هواري بومدين أول عقيد يترأس هيئة الأركان العامة  لجيش التحرير الوطني وذلك بعد تعيينه في هذا المنصب وفق مخرجات مؤتمر المجلس الوطني للثورة الجزائرية المنعقد بطرابلس العام 1959 والتي تم بموجب القرارات المنبثقة عنه توحيد الأركان الغربية والشرقية وكل المناطق الأخرى تحت قيادة هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني وهي الخطوة التي شكلّت النواة الأولى للجيش الشعبي ببعده الوطني تحت قيادته الموحدة برئاسة العقيد هواري بومدين، الذي أشرف على تأسيس الفيالق الأولى لهذا الجيش الوليد والذي عرف اعتبارا من 1960 قفزة لافتة في التنظيم والانضباط من خلال توحيد القيادة ومركزية القرار، كما عرف قفزة نوعية في التموين والتسليح ...إلخ و غيرها من مميزات الجيوش النظامية، بالإضافة إلى مساهمة تلك الهيكلة التي أشرف عليها الرئيس الراحل هواري بومدين بصفته قائدا للأركان العامة آنذاك في زيادة فعالية العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال الفرنسي التي أصبحت أقرب إلى العمليات التي تنفذها الجيوش التقليدية.
شكلّت تلك الخطوة بوادر ملموسة تحضيرا لما بعد الاستقلال وتهيئة الأرضية للانتقال إلى نحو تأسيس جيش وطني عصري يرث جيش التحرير الوطني، يكون قادرا على الاضطلاع بمهام جديدة متمثلة أساسا في الحفاظ على الاستقلال الوطني، الحفاظ على الوحدة الترابية وحماية الجزائر من كل أشكال المخاطر والتهديدات الخارجية، بالإضافة إلى الاضطلاع بأدوار اقتصادية، اجتماعية وحتى بيئية وهي كلها أدوار أدّاها هذا الجيش باحترافية و اقتدار بداية بعملية التشجير لمكافحة زحف الرمال أو السد الأخضر، وهو من أكبر المشاريع الطموحة والإستراتيجية التي أطلقها الرئيس المرحوم هواري بومدين ونفذها الجيش الوطني الشعبي، وصولا إلى إزالة الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي على طول الحدود الشرقية والغربية لبلادنا والتي ناهزت 9 ملايين لغم مضاد للبشر ؟.
لقد استطاع هواري بومدين إلى جانب نخبة من المجاهدين الأشاوس ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، استطاع  وضع الحجر الأساس لجيش وطني عصري أصبح يتحكم في التكنولوجيات والصناعات العسكرية المتطورة حافظ على استقرار الجزائر في أحلك الظروف والمحن ومازال  تنفيذا لنبل رسالته المستمدة من روح نوفمبر المجيدة التي تفوح بعبق الشهادة والتضحية، فألف رحمة على روحك يا بومدين يا من وهبت نفسك للجزائر، عشت لأجلها ومتّ لأجلها فخلّد التاريخ ذكرك ولم تنسك الأجيال رغم مرور 4 عقود على الرحيل .

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024