ذبح 50 عجلا لإحياء عاشوراء بالبويرة
عادات وتقاليد مرسخة في الاذهان تتناقل الى الاجيال عبر الزمن تؤرخ للموروث الوطني الذي يحمل قيمة لا تقدر بثمن. عادات تعود الينا كل موسم ديني تتمسك بها العائلات وترفض التخلي عنها مهما كانت الظروف والتحديات. من هذه العادات ما تعرضه مشاهد حية بالبويرة عن الاحتفالية بيوم عاشوراء ممثلة في لوزيعة التي تقف عندها «الشعب» وتنقل أدق تفاصيلها.
تعتبر لوزيعة أو ثمشرط بالأمازيغية إحدى العادات التي يحييها سكان منطقة القبائل في عدة مناسبات خاصة عاشوراء. كيف تتم ولمن توزع وتوجه؟
أقدم سكان مدينة رافور الواقعة بإقليم بلدية امشدالله يوم الأربعاء عشية عاشوراء على تنظيم ثمشرط أين تم نحر ما لا يقل عن 50 عجلا شارك فيها كل سكان منطقة إوقورن سواء الذين يسكنون بمدينة رافور أو بإغزر إوقورن و الذين ينتمون إلى العرش بكل أطيافه ودون تمييز للطبقة الاجتماعية أو مقر سكناها.
حضر المناسبة حتى الذين يسكنون خارج الولاية. أما بالنسبة للمساهمة بالمبالغ المالية فإن الأغنياء هم الذين ينوبون عن ذوي الدخل الضعيف أو الفقراء لكن النصاب من اللحم يبقى متساويا بين كل العائلات مهما بلغ ثمن المساهمة . ذلك أن هذه العادة تعكس مدى التآزر بين أفراد المنطقة. أما بالنسبة للناحية التنظيمية فهناك جمعية العقلاء هي التي تتكفل بجمع الأموال، ضبط القائمة الاسمية لكل عائلة مع عدد الأفراد التي تتكون منها ،الانتقال إلى أسواق المواشي لشراء العدد اللازم من العجول ثم تنظيم عملية الذبح و السهر على عملية التوزيع الحصص والتأكد من أن كل أفراد العرش تحصلوا على حصصهم وفق النظام المعمول به بالتساوي.
«الشعب» عاشت هذه الاجواء عن قرب واخذت انطباعات الساهرين عن العملية. بحسب صحراوى مخلوف رئيس «تاجمعث أوقرن»، فإن الهدف من هذه العادة الحميدة التي ورثت اب عن جد ليس أكل اللحم بل ترصيص الأخوة بين أفراد المنطقة.
اضاف صحراوي في تصريح لنا قائلا: «بهذه المناسبة تقوم «ثجمعث» بحل الخلافات بين المتخاصمين وتغليب لغة الحوار الذي يؤدي إلى الصلح والمحبة كما أن المناسبة أيضا هي لمساعدة العائلات المعوزة حيث تقوم بجمع أموال الزكاة ثم تقوم بتوزيعها على المحتاجين بعرش إوقرن.»
اختتم صحراوي قوله: « العملية التضامنية يشارك فيها إلى جانب العقلاء شباب المنطقة والذين يقومون بكل الأعمال التي تتطلب المجهود البدني و كذا تمكينهم من إثبات جدهم كعناصر في المجتمع و حمل المشعل.»