تمكّنت السيدة تزرارين زهية من دخول عالم الشغل من بابه الواسع، وهذا بعد تلقيها تكوينا في الطرز والخياطة بالمركز المهني ببجاية.
تلقّت السيدة تيزرارين أبجديات الطرز في مرحلة الطّفولة، عندما كانت تجلس لساعات طويلة رفقة والدتها حيث كانت تتأملها وهي تجدّ وتكدّ لإكمال جهاز العروس، وكيف كانت حريصة على إتقان عملها وتسليمه لأصحابه في الوقت المحدد.
أكّدت السيدة تزرارين لـ «الشعب»، أنّها اتّخذت والدتها قدوة لها في إخلاصها
وتفانيها في العمل، وبدأت تغرز الابرة في القماش محاولة منها لتعلم الحرفة. وبمرور الأيام لاحظت أنّها تتفنن في الطّرز ووضع العقاش بشكل متقن، فأحبّت هذه الحرفة وقرّرت تسجيل نفسها في أحد مراكز التّكوين المهني لإتقانها والإبداع فيها.
أرادت السيدة تزرارين زهية تكرار تجربة والدتها في نفس التخصص لأنه الأقرب إلى اهتماماتها، وتعدّاه إلى مجرد هواية أو متعة، بعد أن تحوّل إلى استثمار حقيقي من خلال فتح ورشتها في حرفة الطرز من أجل الإبداع والمساهمة في الحفاظ على التّقاليد القديمة.
تخصّصت بعدها في نوع آخر من الطرز باستعمال الأشكال البربرية، وأبدعت في روائع الزّخارف المطرزة، معتمدة على اللونين البني والبرتقالي، واستعمالها لهذه الأشكال والألوان لديها دلالات كبيرة في يوميات المرأة وجميع شؤون حياتها.
وبعد سنوات من العمل الجاد والمثابرة، نقلت إبداعاتها إلى الولايات المجاورة، وأصبح لديها زبائنها فيها. وبالرغم من الصّعوبات التي واجهتها خاصة ما تعلق بالجانب المادي، إلا أنّها تمكّنت من إعادة الاعتبار للباس التقليدي القبائلي، واكتسبت معرفة أكثر في فن الخياطة، وتمكّنت من بناء حياتها العملية بجديتها وصرامتها في العمل.
تقول السيدة تيزرارين أنّها تطمح إلى الإبداع في الألبسة القبائلية العصرية لاستعمالها يوميا، وليس فقط في المناسبات والحفلات، كما أنها تبدع في رسومات تقتبس لتضع بصمتها بتصور أشكال وموديلات مختلفة.
ودعت بالمناسبة إلى الاهتمام أكثر بالصّناعات التّقليدية والتمسك مهما كانت الظّروف، بهدف الحفاظ على الثراث الأصيل الذي يعكس أصالة المجتمع الجزائري، وهي تدرك ضرورة التمسك بالحرف والارتقاء بها لأنّها رمز للتراث الشعبي المتوارث عبر الأجيال.
وفي الختام دعت كافة النّساء إلى العمل والإبداع وعدم البقاء دون القيام بأي نشاط، لأنّها تدرك أن كل فرد في المجتمع يمكنه أن يقدّم عملا يثبت من خلاله قدراته وإبداعاته، وبالتالي المشاركة في بناء بلده.