«الدولة الجزائرية في 1830: مؤسّساتها في عهـد الأمير عبد القادر»

تصحيـح كتابـات مؤرخين أوروبيـين

سهام بوعموشة

صدر مؤخرا عن وزارة المجاهدين كتاب لابن اشنهو بعنوان «الدولة الجزائرية في 1830: مؤسساتها في عهد الأمير عبد القادر» في 216 صفحة، والذي ترجمه نور الدين لعراجي، كي يسمح للقارئ الذي لا يحسن الفرنسية بالاطلاع على ذاكرة أمّته، حيث اشتمل المؤلف عن عدة محاور تتعلق بتاريخ الدولة الجزائر قبل وبعد الاحتلال الفرنسي لمدينة الجزائر، وبروز مقاومة الأمير عبد القادر التي دامت طويلا.
تناول المحور الأول نظرة عامة عن الإدارة المركزية من أعيان الدولة الجزائرية سنة 1830، الديوان، الموظفون، ممثل الباي في الجزائر، حراسته، الإدارة المحلية وعدالة الشرع، موارد الدولة الجزائرية خلال حكم الداي، في حين تطرّق المحور الثاني حالة السكان والوضعية الاقتصادية للجزائر.
المحور الثالث عنوانه التدخل الأجنبي، وفيه تناول عنصرين بالتفصيل الأول يتعلق باحتلال الجنود الفرنسيين لمدينة الجزائر، حيث يتحدث صاحب المؤلف عن مهمة الرائد بوتان عام 1808، والاعدادات للحرب عام 1827 والأسباب والذرائع، وكذا أسباب حادثة المروحة وهبوط القوات الفرنسية، بينما العنصر الثاني يتحدث عن بروز مقاومة الأمير عبد القادر.
 في حين المحور الأخير الذي جاء غنيا بالمواضيع والأحداث، تطرّق إلى مؤسسات الدولة الجزائرية في عهد الأمير، والتي قام هذا الأخير بتنظيمها بعد مبايعته عبر إنشاء السلطة المركزية، التقسيم الإقليمي تحت قيادته، الأعوان، القضاء، المجالس الشعبية، التجارة والاقتصاد وعواصم الأمير كانت آخرها «الزمالة»، وكذا أختام الأمير وممثليه الدبلوماسيين، والتدريب العسكري وتنظيم الجيش وغيرها من المواضيع المتعلّقة بأعمال الأمير عبد القادر في سبيل إعادة بناء الدولة الجزائرية، ومقاومة الاحتلال الفرنسي، وصولا إلى أسباب ضعف قوة الأمير وسقوط عاصمته الزمالة.
 اعتمد بن اشنهو في مؤلفه الذي أرفق بالصور للشخصيات، على قائمة من  المراجع العربية والأجنبية، حيث أشاد في مقدمته ببطولة وشجاعة الأمير عبد القادر طيلة مقاومته، الذي أعاد تأسيس الدولة الجزائرية من جديد بفضل حسّه السياسي وقيمه الأخلاقية والإسلامية العليا، اللذين فرضا احترام العدو نفسه له، قائلا: «من أجل قياس قوة هذا الاحترام، لابد من العودة إلى هذه الحقبة البطولية، حين كانت القوات الفرنسية ترعب أوروبا بما فيها بريطانيا العظمى».
وأضاف المؤلف في مقدمته أن الكثير من الكتب التي تتحدث عن تاريخ الجزائر في هذه المرحلة، كانت أغلبها كتابات مؤرخين أوروبيين ذوي نزاهة علمية دون شك أو على الأقل بالنسبة للبعض منهم، «غير أنّنا ــ قال بن اشنهو ــ نعتب عليهم رؤيتهم لأحداث الجزائر من خلال تقارير يقال عنها رسمية استندوا عليها في دراساتهم»، مشيرا إلى أنّ تلك الوثائق التي حرّرها المستعمرون لا يمكن اعتبارها موثوقة تماما، ولكنّها للأسف فرضت نفسها على أنّها مصادرهم الوحيدة لذلك، في انتظار تغيرها على يد مؤرخين أمناء، على حد قوله، آملا في أن يجد شباب اليوم الوجه الحقيقي لوطنهم المجيد، والذي حاول العدو دون جدوى أن ينسينا إياه، كما حاول أن يفعل بالمشاعر الوطنية التي أسكتت أجدادنا، الذين حافظوا على شخصيتهم المطموسة طيلة قرن ونصف القرن من الزمن.
وقال أيضا: «يعود اليوم بلدنا الذي كاد أن ينسى تقاليده الإسلامية بفضل تضحيات مئات آلاف الرجال المكافحين، الذين ماتوا من أجل الوطن».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024