الصيام فريضة تستوجب الجزاء من الله إلى كل من يقوم بتلك الفريضة ابتغاء وجه الله تعالى حيث يقول الله عز وجل في حديث قدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).. يقول الله عز وجل “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون”. وهنا نطوف مع إبن كثير في تفسيره حيث يقول الله تعالى مخاطبا المؤمنين من هذه الآية وآمرا لهم بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة.. وذكر الله سبحانه وتعالى أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم فلهم فيه أسوة، وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك كما قال الله تبارك وتعالى “ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات..” ولهذا قال الله تعالى هنا “ ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. لأن الصوم فيه تزكية للنفس وللبدن وتضييق لمسالك الشيطان، ولهذا ثبت في الصحيحين قول الرسول صلى الله عليه وسلم “يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” ثم بين مقدار الصوم وأنه ليس في كل يوم لئلا يشق على النفوس فتضعف عن أدائه وحمله بل في أيام معدودات.. وقد كان هذا في إبتداء الاسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان.
وقد روي أن الصيام كان أولا كما كان عليه الأمم قبلنا من كل شهر ثلاثة أيام عن معاذ وابن مسعود وإبن عباس وعطاء وقتادة والضحاك بن مزاحم وزاد لم يزل هذا مشروعا منذ زمن نوح عليه السلام إلى أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان.
الصيام سر بين العبد وربه
شوهد:970 مرة