في أحدث كتاب له يقول المربي والداعية المعروف الدكتور عدنان علي رضا النحوي، وهو كتاب “التربية في الإسلام، النظرية والنهج”: “هذه المجاهدة للنفس أساس من أسس التربية في الإسلام، تبتدئ مع تحرك الرغبات في الفتى وهو يُغذى بغذاء الإيمان، وهي ضرورية للأبوين حتى يدركا حقيقة مسؤوليتهما في تربية الأولاد، لايصرفهما عن ذلك جريهما اللاهث وراء الدنيا، يتركان أولادهما للضياع هنا وهناك ولايوفيان بعبادة ولا أمانة ولا خلافة ولا عمارة.
وحين يدرك الأبوان حقيقة هذا الأمر فإنهما يدركان خطورة مهمتهما وخطورة مسؤوليتهما في تغذية الأطفال بالإيمان والتوحيد والخلق الحميد، وتزويدهم بالزاد الذي ينمو مع الأيام وحمايتهم من أجواء الفتنة كلها وحماية فطرتهم التي فطرهم الله عليها كأول حق للإنسان في الإسلام، وأول مسؤولية على الوالدين، والمجتمع، والأمة.
ويصرح الكاتب محذراً ومنبهاً: “إن هذا الصراع هو أخطر ما يهدد الشباب المؤمنين، وهم ينمون ويكبرون وتنمو معهم رغباتهم، وشهواتهم، وإذا لم يكن الوالدان والمجتمع والأمة قد راعوا جميعهم توفير أسباب الحماية في جميع مراحل التربية فإن الشباب سيواجه صعوبة كبيرة وكذلك الآباء والأمهات وكذلك المجتمع والأمة”.
انتهى كلام الكاتب وأذكر ـ بدوري ـ بأن أقل ما يمكن أن نقوم به نحو أبنائنا، ونسائنا هو أن نخصص لهم شيئاً من وقتنا نلتقيهم فيه ولو مرة واحدة في الأسبوع نقوي بها إيمانهم، ونشحذ عقيدتهم، ونحصنهم بالعلم بمنهاج الله كي يكون سلاحاً لهم يواجهون به تلك الهجمة الشرسة على مستقبلهم، وحياتهم.
الدكتور عدنان علي رضا النحوي:
التربية في الإسلام، النظرية والنهج
شوهد:965 مرة