حوارات أدبية وقصائد لكبار شعراء الجزائر والعرب
«السمق” مجلة متخصصة ومحكمة تعنى بالأدب الشعبي والموروث الثقافي، هي الأولى من نوعها في الجزائر والمغرب العربي، ستصدر خلال أيام عن الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، في إطار التوثيق للموروث اللامادي بأقلام مجموعة من الصحفيين والمختصين في هذا المجال، هذا المولود الإعلامي سيكون زاد جيل المستقبل للاطلاع على التراث الثقافي لبلده.
الاستمرارية وإعطائها البعد العربي لتصبح مرجعا علميا محكما، ولها قيمة أدبية وفنية عظيمة، هو التحدي الذي يرفعه القائمون على المجلة، هذا ما أكده مدير تحريرها ورئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان في حديث لـ«الشعب”، مشيرا إلى أن فكرة إصدار هذه المجلة راودته منذ سنوات، وبالضبط خلال تأسيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي، لكنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم النبيل في وقتها، وبعد استقالته من الرابطة يقول “وتم حلها من طرفي وإعادة تأسيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، عاودني هذا الحلم الذي غزتني فكرته وأصبح يؤرقني، لأبدأ في بلورتها من جديد إلى أن تجسدت على أرض الواقع”.
وأضاف ومان بأن “السمق” هي الأولى من نوعها في الجزائر والمغرب العربي مختصة في الأدب الشعبي والموروث الثقافي، مؤكدا بأنها ستتضمّن مواضيع متنوعة، من حوارات أدبية لبعض الشعراء والباحثين في الأدب الشعبي، كما ستهتم بنشر قصائد شعرية لكبار الشعراء الشعبيين الجزائريين والعرب، فضلا عن نشر محاولات للشعراء الهواة ودراسات أكاديمية لدكاترة وباحثين جزائريين وعرب، ودراسات وتعريفات للموروث الثقافي الجزائري مثل البوقالات والأمثال الشعبية والنكت والألغاز، مضيفا أن المجلة ستخصّص محورا حول أعلام اللحون الجزائري نعرف فيه فطاحلة الشعر الملحون الجزائري مثل بن قيطون ولخضر بن خلوف والسامي وغيرهم.
«السمق” حسب مدير تحريرها، مجلة دورية تصدر كل ثلاثة أشهر، ومعنى “السمق” هو “المداد أو الحبر لونه بني مصنوع من الصوف، بعد حرقة نكتب به على اللوحة في الزواية”، يقول توفيق ومان، و«اخترنا هذا الاسم لما له من قيمة تراثية، حيث كبرنا عليه في الكتاتيب، وكنا نكتب به الصور القرآنية في اللوحة ثم نمسحها بالصلصال”، على اعتبار أن كل الجزائريين خصوصا أثناء الثورة التحريرية مروا على الزوايا والكتاتيب، الدواية والقلم، مؤكدا بأن “السمق” أحد خصوصيات الهوية الوطنية الجزائرية ذات البعد العربي الامازيغي الإسلامي.
ويرى الزجال توفيق ومان أن الإعلام المتخصص له دور كبير في توعية وإظهار الحقائق وتنوير الرأي العام، كما أنه يحافظ على الموروث الثقافي بالنسبة للإعلام المتخصص في الأدب الشعبي.
وعبّر ومان عن افتخاره بهذا الانجاز العظيم، مؤكدا بأن الشرف يعود للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي والطاقم الذي يسير المجلة، حيث تحمّلوا عبء هذه المسؤولية، وقال “لنا الفخر أن نحاول حماية موروثنا، وكشف مآثره وعذوبته وجمالياته لكل المهتمين والقراء، وكذلك حمايته من الاندثار أو سرقته من طرف بعض الدول ومحاولة نسب موروثنا لهم”، مشيرا في سياق حديثه إلى ما حصل وللأسف في قضية (الكسكسي، والطعام)، حيث اعتبر كطعام تقليدي من موروثات فرنسا وسجل في اليونسكو.
وفي الأخير، قال مدير تحرير المجلة إن هدفهم الأول والحمد لله قد تم تحقيقه ألا وهوا إصدار مجلة مختصة في الأدب الشعبي، والتحدي الكبير هوا استمرارها وإعطائها البعد العربي لتصبح مرجعا علميا محكما ولها قيمة أدبية وفنية عظيمة.