كيف تساهم المرأة الجزائرية في خدمة بلادها وقت الأزمات؟
إيمانا منها بدور الرسالة الإعلامية في إبراز أداء أفراد المجتمع لحماية وصون مكتسبات الأمة الجزائرية لاسيما المرأة، نظمت يومية “الشعب” ندوة نقاش بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، شملت تكريما رمزيا لوجوه رفعت التحدي واسعا للدفاع عن الوطن. وتمحور النقاش حول دور النساء الجزائريات في المجتمع حاضرا ومستقبلا، في ظل الرهانات والمتغيرات الحالية، حيث استضافت ورشة «الشعب» سيدات من الرعيل الأول ممن كافحن أثناء ثورة التحرير وأخريات يحملن المشعل مستقبلا، ليدافعن عن الوطن بالكلمة والفكر والنضال السياسي والجمعوي.
أجمعت المشاركات في ندوة نقاش حول موضوع “دور المرأة في بناء الوطن والحفاظ عليه وقت الأزمات”، على أن المرأة الجزائرية تواجه تحديات مختلفة لا تقل تأزما عن تلك التي واجهتها للوقوف في وجه آلة المستعمر الفرنسي.
وفي هذا الصدد، أكدت المجاهدة والوزيرة السابقة زهور ونيسي، أن الوضع العام يفرض على المرأة أن تقوم بواجب أكبر، باعتبارها الحلقة الأساسية في سلم المجتمع، حيث تمثل الأم والأخت والمربية والأستاذة وغيرها...
ونوهت الكاتبة والأديبة ونيسي، إلى أهمية التسلح بسلاح الكلمة والفكر للدفاع عن الهوية والوطن حفاظا على المكاسب المحققة التي لطالما حاول الغرب تفكيكها والتوغل بين أوساط المجتمع لفرض أجندة معينة تخدم مصالحه، موضحة أن العالم اليوم يشهد أزمات وتغيرات تحتاج إلى بذل الجهد الجماعي لفئات المجتمع من خلال التحلي بكاريزما الروح الوطنية، خاصة المرأة.
بدورها رافعت الروائية والأديبة عائشة لمسين، عن الدور المحوري الذي تقوده المرأة الجزائرية منذ الاستقلال من خلال تشبّعها بالقيم الثورية والدينية المتوارثة أبا عن جد، الأمر الذي مكنها من أداء واجبها بكل ما أوتيت من عزم. وذكرت الروائية في هذا المقام، دور البحوث والدراسات التي قدمتها طيلة مشوار حياتها، حيث أفادت في هذا الخصوص أن الجزائرية قدمت الكثير وهي لاتزال في مرحلة عطاء فكري وثقافي في شتى ميادين الحياة.
كما تأسفت الأديبة لمسين عن غياب الاهتمام بالجانب النسوي لدى كثير من وسائل الإعلام الوطنية، منتقدة التطرق إلى الجوانب السلبية دون تثمين الإيجابية منها، قائلة إن ذلك إجحافا في حقها.
وعن دورها الهام في الوقت الحالي، نوهت المتحدثة إلى الصفة الخاصة التي تتمتع بها وهي التضامن المجتمعي، مشيرة إلى أن ذلك نابع من إدراكها لواجبها الوطني في الدفاع عن قيم المجتمع وتثمين المكاسب.
وتمثل المرأة الريفية في المجتمع الجزائري أحد أهم أقطاب التغيير والتحدي الذي رفعته سابقا وتعمل لأجله حاضرا، وهو ما أبرزته النائب بالمجلس الشعبي الولائي بإليزي فاطمة الزهراء شويطر، موضحة أن المرأة الريفية تحمل طاقات هائلة، لكن الظروف البيئية وأحيانا الاجتماعية تحول دون إبراز تلك الطاقات.
وأضافت فاطمة الزهراء، النائب بالمجلس الشعبي الولائي وعضو الأكاديمية الجزائرية للتواصل والتنمية، أن خوضها عالم السياسة سمح لها بإبراز مكانة المرأة في المجال السياسي بعد مرسوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يقضي بتوسيع دائرة تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، لاسيما في المناطق النائية، مشيرة إلى أهمية فسح المجال أمام العنصر النسوي بالمناطق الريفية للمساهمة في التنمية الوطنية وهو ما تلقته من خلال تجربتها بإليزي.
من جهة أخرى، تطرقت مديرة المعهد العالي للترجمة بالجزائر، إنعام بيوض، إلى جانب آخر من أوجه نضال المرأة الجزائرية في الوقت الحالي، المتمثل في مواجهة الصورة الذهنية لدى بعض أفراد المجتمع نحوها، على سبيل الغلو في إصدار أحكام خاطئة عنهن ودورهن في المجتمع الذي يتخطى دور التربية داخل الأسرة، موضحة أن النساء الجزائريات يواجهن التحديات الراهنة باعتماد القيم الإنسانية المستوحاة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى عملها لنشر العلم والثقافة.