ثاني مصدّر للغاز عبر الأنابيب نحو القارّة الأوروبيـة

الجزائر لاعب رئيسي موثوق في الأسواق العالمية للطاقة

هيام لعيون

دول أوروبية تتسابق على التعاقد وتجديـد عقودها معهــا

تؤكّد التقارير الطاقوية الدولية أنّ الجزائر حافظت على مكانتها كمموّن مهم للغاز الطبيعي في العالم، خاصّة في السوق الأوروبية وعلى المدى الطويل، إلى آفاق سنة 2050؛ إذ تعتبر أحد «الفاعلين التاريخيين» منذ أن بسطت سيادتها الطاقوية، من خلال تأميم المحروقات سنة 1971.

تبرز الجزائر، اليوم، كأكبر الفاعلين والمؤثرين في سوق الغاز الطبيعي على المستويين الإقليمي والعالمي، بفضل السياسة الطاقوية المنتهجة، خاصّة خلال السنوات الأخيرة، ممّا جعل من إمدادات البلاد من الغاز الطبيعي تنتعش وتحتلّ مكانة متميّزة، حيث احتلت المرتبة السابعة عالميا من حيث كميات الغاز الطبيعي المصدّرة، بإجمالي 52 مليار متر مكعب، وصدرت ما مجموعه 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال و34 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب في عام 2023، وفقا لما أورده الاتحاد الدولي للغاز العام الماضي.
وقد باتت الجزائر تلعب دورا كبيرا في سوق الغاز، باعتبارها أحد أهم الموردين الموثوقين على مستوى العالم ورقما مهما كأحد الموردين لدى الإتحاد الأوروبي، حيث لم تتأثر إمداداتها نحو السوق الأوروبية، بل شهدت منحى تصاعديا، خلال السنوات القليلة الماضية.
قد عرفت أداء متميّزا في صادراتها من الغاز الطبيعي المسال، ما كرّس مكانتها كمموّن موثوق، وجعل منها أكبر مصدّر لهذه المادة في إفريقيا، متخطية نيجيريا، حيث استطاعت أن تحتلّ المراتب الأولى، خلال سنة 2023 مسجلة نسبة نموّ في هذه الصادرات هي الأعلى عربيا، وهو ما أوردته منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك.
ومن بين أهم العوامل التي جعلتها تتفوّق على نيجريا قاريا، تعويض الأنبوب الذي كان ينقل الغاز الطبيعي إلى اسبانيا ـ حوالي 6 مليار متر مكعب، بتصدير الغاز المسال نحو الدول الأوروبية.
ولا تكتفي الجزائر بتصدير الغاز الطبيعي إلى إسبانيا أو إيطاليا أو فرنسا فحسب، بل تصدّره لدول أخرى، على غرار تركيا التي استفادت من واردات للغاز المسال الجزائري وأصبحت من الزبائن التقليديين للجزائر في استيراد هذه المادة.
حيث استوردت نحو 4.3 مليون طن، بما يزيد عن الالتزامات التعاقدية بين الجانبين التي تبلغ 2، 3 مليون طن في السنة، وهو ما يؤكّد مكانة الجزائر كمورد معتمد للسوق التركية.
وتضمّ قائمة كبار المستوردين من الجزائر، فرنسا التي جاءت في المرتبة الثانية بإجمالي 2، 3 مليون طن، وإيطاليا في المرتبة الثالثة بإجمالي 1.8 مليون طن، وإسبانيا في المرتبة الرابعة بإجمالي 1.4 مليون طن، منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول. «وفق أوابك»
وبلغة الأرقام، فقد بلغ إجمالي صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي خلال عام 2023، أكثر من 13 مليون طن، وهو أعلى معدل لهذه الصادرات منذ عام 2010، مقابل 10.2 مليون طن خلال سنة 2022، أي ما يمثل «نسبة نموّ سنوي بـ26.1 بالمائة، وهي نسبة النمو «الأعلى والوحيدة على مستوى الدول العربية خلال عام 2023».

مموّن رئيسي لجنوب أوروبا

وتعدّ الجزائر، اليوم، المموّن الرئيسي لجنوب أوروبا بالغاز الطبيعي، حيث أنّها تخصّص حوالي 70% من صادراتها إلى هذه السوق عبر قنوات الغاز و30% المتبقية في شكل غاز طبيعي مميّع.، علما أنّها قد صدّرت في سنة 2022 ما مجموعه 52 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر أنابيب الغاز وفي شكل غاز طبيعي مميّع، حيث أنّ غالبية الصادرات الجزائرية من الغاز الطبيعي المميّع كانت وجهتها أوروبا. حسب إصدار الثامن من تقرير «توقعات الغاز العالمية 2050 لمنتدى البلدان المصدّرة للغاز.
ويتواصل الأداء المتميّز للجزائر، حيث احتلت مكانة ثاني مصدّر للغاز عبر الأنابيب نحو أوروبا، مسجلة نسبة النموّ هي الأعلى والوحيدة على مستوى الدول العربية خلال عام 2023، واستحوذت سنة 2023 على حصة 19 بالمائة من الغاز الطبيعي المصدّر عن طريق الأنابيب نحو الاتحاد الأوروبي، لتحتلّ المرتبة الثانية بعد النرويج التي جاءت في المرتبة الأولى وهذا بفعل عوامل عدّة أهّلتها لاحتلال هذا المركز.
ولذات الوجهة، فقد صدّرت من حيث الكمية، في المجموع 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المميّع، مع حوالي 9.2 مليون طن إلى أوروبا، لتكون بذلك رابع أكبر مموّن للقارة الأوروبية بالغاز الطبيعي المسال.
وهو ما يبرز أهمية الجزائر في سوق الغاز الأوروبي، حيث حرصت العديد من الدول الأوروبية مثل تركيا وإيطاليا على تجديد تعاقداتها وإبرام تعاقدات جديدة، ما يسمح للجزائر من زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي، خلال السنوات المقبلة.

مموّن هام للسوق الأوروبية آفاق 2050

ويتوقّع أن تحافظ الجزائر على مكانتها كمموّن هام للغاز الطبيعي للسوق الأوروبية، سواء من خلال التصدير عبر الأنابيب أو من خلال الغاز الطبيعي المميّع، إلى غاية سنة 2050، حيث أنّ غالبية الصادرات الجزائرية من الغاز الطبيعي المميّع كانت وجهتها أوروبا.
وحسب أرقام منتدى البلدان المصدّرة للغاز، فإنّ الإنتاج الجزائري من الغاز الطبيعي سيبقى في مستوى 100 مليار متر مكعب في آفاق 2030، في إطار تكثيف الجهود المبذولة للرفع من الإنتاج، في وقت تعرف فيه بلادنا اكتشافات جديدة بالقرب من أكبر حقل غازي في البلاد والمتمثل في حاسي الرمل، والتي ستسمح بإضافة كمية تقدر بـ3.5 مليار متر مكعب، وهذا بفضل تطوير الحقول المستغلة وتسريع استغلال الاكتشافات الجديدة التي حقّقتها سوناطراك.
ومن أبرز العوامل التي جعلت بلادنا تحتلّ هذه المراتب المتقدّمة في السوق العالمية والأوروبية للغاز الطبيعي، اكتشافات آبار الغاز الطبيعي التي حقّقتها خلال السنتين الماضيتين، ما ساهم في زيادة الإنتاج من الغاز الطبيعي، إضافة إلى موقعها الإستراتيجي الهام القريب من أوروبا، علما أنّ نموّ صادرات الغاز الطبيعي المسال يعكس نجاح الجزائر في زيادة إنتاج الغاز والتصدير وتسويقه في الأسواق العالمية خاصّة الأوروبية منها.
كما تسعى الجزائر إلى الرفع من إنتاجها السنوي من الغاز الطبيعي ببلوغ إنتاج حوالي 200 مليار متر مكعب سنويا، خلال الخمس سنوات المقبلة، علما أنّ متوسط الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي قد بلغ خلال السنوات الأخيرة ما قيمته 137 مليار متر مكعب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19707

العدد 19707

الأحد 23 فيفري 2025
العدد 19706

العدد 19706

السبت 22 فيفري 2025
العدد 19705

العدد 19705

الخميس 20 فيفري 2025
العدد 19704

العدد 19704

الأربعاء 19 فيفري 2025