تعد سكيكدة من المدن التي تحتل فيها السياحة جانبا مهما في تحريك الجانب التنموي، لاسيما وأنّها تتوفّر على أطول شريط ساحلي بطول 251 كلم، من المرسى شرقا إلى وادي الزهور غربا. وقد استفادت من تعليمة رئيس الجمهورية، المتعلقة برفع القيود عن المشاريع الاستثمارية المتوقفة، حيث تمّ استلام خلال السنة الجارية 06 مشاريع سياحية، بسعة 1860 سرير، توفّر 1007 منصب شغل مباشر.
تحصي سكيكدة، حسب مدير السياحة عبد الله بلعيد، 64 مشروعا استثماريا سياحيا، بغلاف مالي يصل الى 108.5 مليون دينار جزائري، بسعة 12267 سرير، يتوقع أن يستحدث 4879 منصب شغل مباشر، منها 26 مشروعا استثماريا الأشغال مازالت جارية بهم بنسب متفاوتة، بسعة 4929 سرير، توفر 2923 منصب شغل، و29 مشروعا استثماريا آخر، تمّ الشروع في إنجازها بغلاف مالي يصل الى 59,039 مليون دينار جزائري، بسعة 6725 سرير، ومن المتوقع توفير 1683 منصب شغل، بالإضافة الى 06 مشاريع متوقفة بسعة 350 سرير، مع توقع توفيرها 115 منصب شغل.
وتبلغ عدد المؤسسات الفندقية بـ 30 فندقا، منها 25 فندقا في حالة استغلال بطاقة استيعاب تقدر بـ 2777 سرير، 12 مؤسسة فندقية ساحلية، و13 مؤسسة حضرية، و06 مخيّمات عائلية، بطاقة استيعاب 3392 شخص، وتخصيص 4 بيوت للشباب، و34 مؤسسة تربوية لفائدة المصطافين من الولايات الداخلية والجنوبية.
وأوضح مدير السياحة والصناعات التقليدية والعمل العائلي، أنّ ولاية سكيكدة تتوفر على 11 منطقة للتوسّع السياحي، بمساحة إجمالية تقدر بـ 3118 هكتار، حيث إنه تمّ الإعلان عن 09 مناطق للتوسّع، بموجب المرسوم الرئاسي رقم 88-232 المؤرخ في 05 نوفمبر 1988، ومنطقتين تمّ تصنيفهما بموجب المرسوم التنفيذي رقم 16 / 308 المؤرخ في 28 /11 /2016، «منطقة بني سعيد ببلدية القل ومنطقة حمام الصالحين ببلديتي عزابة وعين شرشار».
وبرمجت 87 عملية في المخطط العملي «SDATW»، بحسب مديرية القطاع السياحي، وتتعلّق هذه الأخيرة، بتثمين وجهة الجزائر والترويج للولاية من تحسين شروط استقبال السياح، وتحسين العرض العقاري السياحي، ومحور تنمية الأقطاب السياحية للامتياز عبر الاستثمار السياحي، ويتمثل في السياحة المستدامة المحترمة للبيئة، وبالإضافة الى محور مخطط الجودة السياحية، ومخطّط تمويل السياحة العملياتي.
وأكّد بلعيد عبد الله، أنّ المخطّط التوجيهي للتهيئة السياحية يمثل الإطار الاستراتيجي المرجعي لقطاع السياحة في الولاية، يساهم في تحديد إستراتيجية التنمية للقطاع، ويثمّن القدرات السياحية بالولاية، حيث تمّت المصادقة على 04 مخطّطات، ومشروع آخر لمخطط التهيئة في طور المصادقة بعد إتمام الدراسة.
وولاية سكيكدة وجهة سياحية مميّزة باعتبار ما تتوفّر عليه من قدرات طبيعية وثقافية وتاريخية وبنية تحتية هامة تعتبر من بين أكبر الولايات الساحلية لاسيما من ناحية المساحة التي تقدّر بـ 4118 كلم مربع، تتوزّع على 38 بلدية، منها 14 بلدية ساحلية، ويقدّر عدد سكانها حوالي مليون نسمة. تمتد على شريط ساحلي طوله 251 كم، أين يعوّل عليها في لعب دور هام لتنشيط القطاع وبالخصوص السياحة الشاطئية، وتجلى ذلك من خلال الجهود المبذولة في مجال الدراسات والمخططات السياحية، منها المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية.
ثلاث مؤسّسات فندقية جديدة
تعزّز القطاع السياحي بولاية سكيكدة، خلال الموسم الصيفي لهذه السنة، بدخول 3 فنادق جديدة حيز الخدمة، يتعلق الأمر بالقرية السياحية «روسيكا بارك»، فندق الباخرة، بالشريط الساحلي الشرقي لمدينة سكيكدة، وفندق «aria sky» بمدينة القل، بطاقة استيعاب 1932 سرير.
ومن المنتظر دخول 3 مؤسسات فندقية أخرى، حيز الخدمة، قبل نهاية السنة الجارية، وبطاقة استيعاب تصل إلى 2000 سرير، ستوفر 500 منصب عمل مباشر، إضافة إلى مناصب عمل غير مباشرة، وموسمية.
واستلمت إدارة فندق «الباخرة» رخصة استثمار استثنائية من قبل ياسين حمادي وزير السياحة والصناعة التقليدية، خلال زيارته للولاية، تطبيقا لتعليمة رئيس الجمهورية المتعلقة برفع القيود عن الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية، ويتواجد الفندق ببلدية فلفلة شرق عاصمة الولاية، حيث يتوفر على 246 سرير موزع على 75 غرفة و24 جناحا، كما يسمح باستحداث 150 منصب عمل دائم.
وتقدّمت أشغال الانجاز بمشروع «القرية السياحية» ببلدية فلفلة بنسبة فاقت 90 بالمائة، وهي تتوفر على فضاءات ترفيهية هائلة في مقدمتها الحظيرة المائية التي أصبحت جاهزة، وسيدخل حيز الخدمة جزئيا بداية من 05 جويلية المقبل تزامنا مع إحياء الذكرى الستين لعيد الاستقلال.
كما استفاد فندق بوقارون بالقل من مشروع تحويله إلى محطة للمعالجة بمياه البحر بطاقة استيعاب تفوق 150 سرير، ومن المنتظر أن تنطلق الأشغال في هذا المشروع، والذي سيكون الأول من نوعه على مستوى الشرق الجزائري، من المنتظر أن تعرف المنطقة الغربية نشاطا سياحيا مكثفا، لاسيما بعد دخول مشاريع استثمارية أخرى حيز الخدمة.
وأكّد مدير السياحة، أنّ سكيكدة ستتحوّل بعد الانتهاء من المشاريع الاستثمارية الجاري إنجازها، إلى ولاية سياحية في المصاف الأول، ومن ثمّ ستصنَّف ضمن العواصم السياحية بامتياز، وقطاع السياحة بولاية سكيكدة تعزّز خلال السنوات الأخيرة بالعديد من الهياكل الفندقية التي ستساهم في رفع طاقة الاستقبال ومن ثم ترقية السياحة، من بينها فندق «روايال توليب» ذو 05 نجوم، الذي يقع بشاطئ العربي بن مهيدي تابع لمجمع قوس قزح لأحد المستثمرين الخواص، ويتربع المشروع على مساحة إجمالية تقدّر بـ 20 ألف متر مربع وبه 242 غرفة، إضافة إلى 05 أجنحة، منها جناح رئاسي موزعة على 14 طابقا، كما يحتوي على عدة مطاعم وغرف لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى حمامين للسباحة وقاعة للاسترخاء والتدليك وقاعة للمحاضرات جد متطورة.
ومن بين الفنادق التي هي حيز الإنجاز، مشروع فندقي من طراز 4 نجوم بحي 4 طرق بويعلى سكيكدة على مساحة 10.200 متر مربع في إطار عقد الامتياز، ستشرف على تسييره المؤسسة العالمية للتسيير الفندق «قولدن توليب»، يحتوي على 170 غرفة منها 34 غرفة سرير لشخصين بمساحة 45 مترا مربعا، وغرف ذات سرير واحد ذات مساحة 35 مترا مربعا، 24 غرفة ذات سرير لشخصين بمساحة 35 مترا مربعا، و52 غرفة أخرى وأجنحة ومرافق ذات جودة عالمية مجهزة بأثاث ممتاز.
كما يوفّر الفندق العديد من الخدمات لزبائنه مقاهي و15 مكتب أعمال وإدارة وقاعات متعددة الخدمات تتسع لـ 190 شخصا وقاعتي اجتماع لـ 48 شخصا، فضلا عن حظيرة للسيارات لـ 100 سيارة وفروع وملحقات بنكية. هذا المشروع تمّ الانطلاق في الأشغال في أكتوبر 2013 ومدة إنجازه 30 شهرا،
هذه المرافق السياحية، على غرار باقي المشاريع الفندقية بالولاية، ستساهم حسب المختصين في قطاع السياحة، في إعادة بعث النشاط السياحي بسكيكدة، خاصة أنّ هذه الولاية تحتوي على مجموعة من الشواطئ هي الأجمل على المستوى الوطني.
واستفادت الولاية من جهة أخرى، من منطقتين للتوسع السياحي، تتربّعان على مساحة إجمالية تقدَّر بـ 918 هكتار، تقع الأولى بمنطقة بني سعيد، والثانية بحمام الصالحين، وبإمكان المنطقتين دخول حيّز الاستغلال مباشرة بعد صدور مشروع المرسوم التنفيذي، المتضمن تحديد وتصريح وتصنيف المنطقتين قيد الإعداد، وبإمكانهما توفير أسرّة إضافية للمساهمة في ترقية السياحة بالولاية، وتسعى ولاية سكيكدة من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية، إلى تدارك النقص المسجل، من خلال رفع طاقة استيعاب الحظيرة الفندقية للولاية في حدود آفاق 2020، إلى 14748 سرير.
دعم للكفاءات
نظّمت فعالية «مقابلة وتوظيف - job dating - في الفندقة والسياحة» بسكيكدة، بحضور قطاعات التشغيل، التكوين، السياحة ومستخدمي قطاع الفندقة والسياحة، لفائدة طالبي العمل من خريجي المدارس والمعاهد المتخصصة في الفندقة والسياحة وأصحاب الكفاءات، والمؤسسات الفندقية والسياحية بالولاية.
وهذه الفعالية الموسومة بـ «مقابلة وتوظيف»، حسب لوشاحي عبد الرؤوف، رئيس الفرع الولائي للتشغيل بسكيكدة، اندرجت في إطار تجسيد بنود الاتفاقية المبرمة بين الفرع الولائي للتشغيل بسكيكدة، والمعهد الوطني المتخصص في التكوين في الفندقة والسياحة بفلفلة، وذلك من خلال تقارب طالبي العمل والمستخدمين في المجال السياحي.
وأكّد رئيس الفرع الولائي للتشغيل بسكيكدة، أنّه من خلال هذا اليوم الذي يعتبر سابقة بولاية سكيكدة السياحية بامتياز، أردنا أن تكون بديلا ومصدرا لخلق الثروة، ومن خلالها استحداث مناصب الشغل، وتوفير الجو الملائم لهؤلاء الشباب، في إطار هذه التجربة الاجتماعية، في أجواء بعيدة عن الإجراءات المعقدة، وهي خطوة جديدة على المرفق العمومي في إطار الوساطة والمقابلة بين طالبي العمل والمستخدمين.
رفـــع الـــقيـــود عـــن المــشــاريـــع الاســتــثــمــاريــة بــســكــيــكـــدة
رهان على مشاريع عصريـــة لـتحريــك التّنميـة
سكيكدة: خالد العيفة
شوهد:427 مرة