أستاذ التاريخ بجامعة وهران، بلحاج محمد:

محطـة مفصليـة هامة في مسار نضال الشعب الجزائــري

براهمية مسعودة

 أكد الأستاذ بلحاج محمد، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة وهران-1 أحمد بن بلة، أن «مجازر 8 ماي 1945 تعتبر محطة مفصلية ومنعطفا تاريخيا مهما جدا في مسار نضال الشعب الجزائري لاسترجاع سيادته وكرامته..».

صرح الدكتور بلحاج لـ «الشعب»، على هامش الاحتفال بالذكرى 77 لمجازر 8 ماي 1945، بأن بشاعة تلك المجازر التي لم يتم تحديد الرقم الحقيقي لضحاياها لحد الآن، قد «ساهمت بقوة في مجال تعزيز الحس القوي والإنتماء للوطن، بما كان له الأثر الإيحابي في تعجيل قادة الحركة الوطنية باتخاذ قرار تفجير ثورة أول نوفمبر 1954».
وذكر أنه منذ «أن وطئت أقدام المستعمر الفرنسي الغاشم التراب الجزائري، بدأ هذا المحتل في تطبيق سياسات كثيرة، الغرض منها نهب خيرات الجزائر وإذلال الفرد الجزائري، خاصة المسلم؛ ومنها سياسة الأرض المحروقة كمجازر فليتة ببوفاريك في عام 1830 وكذا محرقة الظهرة أو مجزرة غار الفراشيش، والتي راح ضحيتها أكثر من 1200 شهيد جزائري قتلوا حرقا في هذه المغارة، ناهيك عن مجازر 8 ماي والقتل بالنووي والكيميائي والمحتشدات ومراكز التعذيب والسجون والمعتقلات.
 واعتبر أن «القائمة طويلة عن مجازر المحتل الفرنسي في الجزائر، سعيا لإرغام الجزائري على أن يتخلى عن فكرة طرد هذا المحتل من بلاده. ولكن الشعب الجزائري ناضل لأكثر من قرن من الزمن من أجل استئصال هذه الجرثومة من جسد الأمة الجزائرية، وتبقى المقاومات الشعبية دلالة واضحة على رفض الوجود الفرنسي..».
وعاد المختص في التاريخ المعاصر، ليذكر بأن «الجزائريين مع بداية القرن العشرين تبنوا النضال السياسي، فظهر ما يسمى بالجمعيات والأحزاب السياسية. وكان الهدف منها، هو الدفاع عن حقوق الجزائريين على اختلاف أفكارهم وأهدافهم، إلى أن جاءت الحرب العالمية الثانية، واستعدادا لذلك قامت فرنسا بحل الأحزاب ونفي النشطاء السياسيين، كما فرضت على الجزائريين المشاركة في الحرب العالمية للدفاع عن مصالح المحتل..».
«وفي هذه الظروف تم إنزال قوات التحالف في الجزائر؛ ما جعل بعض أفراد النخبة من أمثال فرحات عباس وعدد من أعضاء حزب الشعب وجمعية العلماء المسلمين يستغلون الفرصة ليتكتلوا ويوجهوا بيانا إلى هذه القوات يطالبون فيه بتقرير مصيرهم في سنة 1943، وفي مارس 1944 انعقد المؤتمر الأول لحركة أحباب البيان والحرية لتوحيد الرؤى والمطالبة بإطلاق صراح المعتقلين وحق تقرير المصير وغيرها...»، وفق تعبيره.
 في هذا السياق، أوضح المتحدث أن «تسلسل الأحداث خلال الحرب العالمية الثانية، أظهر أنه كانت هناك حركية سياسية قوية في الجزائر، وحدت الصف الجزائري، ولما جاء الأول ماي 1945 نظم حزب الشعب تجمعات على مستوى العديد من الولايات للمطالبة باسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال وإطلاق صراح المعتقلين، وعلى رأسهم مصالي الحاج.
و»في الثامن من ماي، خرج المعمرون والأوربيون ليعبروا عن فرحتهم بالانتصار على النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية، كما حمل الجزائريون الرايات الوطنية والشعارات المشار إليها سابقا في مظاهرات سلمية مرخصة - كما وعدهم المستعمر- إلا أن هذا الأخير لم يرض بذلك وخطط للقضاء على هذا التكتل الجديد؛ وهو وحدة الشعب الجزائري للمطالبة بالحقوق، وكانت الحصيلة 45 ألف شهيد، وهناك من يقول أكثر، وكانت بمثابة درس لمن كانوا في ريب من أمرهم، وتيقنوا أن ما أُخذ بالقوّة لا يسترد إلا بالقوّة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024