وهران

سكــن هـش مقابــل 100 مليـون سنتيــم!!

براهمية مسعودة

 فجّر الوضع الكارثي الذي وصلت إليه الأحياء العريقة بولاية وهران، سيلا من ردود الفعل المندّدة عبر المنصات الاجتماعية، أمام تماطل تسوية ملف البناءات الهشة، المصنّفة في الخانة البرتقالية والحمراء.
 استياء وتذمّر كبيران لدى سكان وهران، إزاء الانتشار الكبير للركام وبقايا البنايات الهشة المهددة بالإنهيار، ما حول هذه المواقع إلى خراب ومفرغة عمومية، شوّهت الصورة الجمالية للمدينة، سيما في المحيط الحضري.
ورأى هؤلاء أنّ هذا التماطل، سيعرض المواطنين إلى أخطار كبيرة، جراء تنامي ظاهرة انهيار المباني الآيلة للسقوط لتهدد الآلاف من السكان، خاصة وأنّها تتواجد بشوارع ضيقة، وسط التجمعات السكانية، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام.
وفي زيارة ميدانية قامت بها «الشعب ويكاند» إلى عدد من المواقع الهشة، التي تمّ ترحيل قاطنيها، كشف عدد من السكان عن قيام غرباء بـ «البزنسة» بالبنايات الهشة التي رحل ساكنوها ولم تهدم؛ حيث تمّ بيع الكثير منها مقابل 100 مليون سنتيم وأكثر للشقة الواحدة، كما تمّ اقتحام أخرى من طرف عائلات، على غرار ما يحدث بحي المقري ومولود فرعون، وغيرها من المواقع في وسط المدينة.
مع العلم أنّ أغلب هذه البنايات ذات قيمة عمرانية أثرية، وتحتاج إلى الترميم، إلا أنها لم تغلق، ولم تحرس لتفادي اقتحامها، في حين أنّ تهديم البنايات الهشة الأخرى الآيلة للسقوط يحتاج إلى مؤسّسات متخصصة من أجل حماية السكنات المجاورة، وكذا الالتزام بالمعايير والشروط الواجب التقيد بها.
يحدث ذلك بالرغم من التعليمات الصارمة بخصوص تهديم كل الأحياء السكنية الهشة، التي استفاد أصحابها من السكنات الاجتماعية الإيجارية، في آخر عملية استفادة، مع تحويل الأوعية العقارية للمصلحة العامة.
يجدر التذكير، بأنّ مصالح بلدية وهران الأم، تحصي 116 عمارة مهددة بالسقوط وآيلة إلى الانهيار في أي لحظة، مثلما حدث في العديد من المرات في السنوات الماضية؛ إذ تهاوت الكثير من العمارات، مخلّفة وراءها ضحايا وجرحى، الأمر الذي يفرض على السلطات العمومية ترحيل سكانها في أقرب الآجال، لتجنب العواقب المكلفة، لاسيما مع سوء الأحوال الجوية في الشتاء.

سيدي الهواري، خميستي وبن مهيدي يبحثون عن التّحديث

   أعطت ولاية وهران إشارة انطلاق توزيع 2500 سكن إيجاري عمومي على مستوى القطب العمراني الجديد وادي تليلات، موجّه للقضاء على السكن الهش على مستوى تسع مندوبيات بلدية، فيما تواصل اللجان الخاصة هي الأخرى عملها لإعادة إحصاء للسكنات والعمارات الهشة التي تشكّل خطرا على أصحابها.
وقد مسّت العملية في المرحلة الأولى، نحو 500 عائلة، كانت تقطن بـ 23 عمارة مهددة بالانهيار بالمندوبية البلدية سيدي البشير (بلاطو سابقا)، وذلك قبل أن تعلن السلطات الولائية عن تأجيل عمليات الترحيل، بعدما أكّدت استعدادها لتوزيع ما مجموعه 40 ألف وحدة بمختلف الصيغ (ترقوي، اجتماعي وبرنامج القضاء على السكن الهش) قبل نهاية السنة الجارية 2021.
يذكر أيضا، أنّ مصالح الولاية قامت بتهديم عدد من البنيات الهشة، تم ترحيل قاطنيها بكل من سيدي الهواري، الدرب، الحمري، المقري، كما تمّ برمجة عشرات السكنات الأخرى لتهديمها قريبا.
وقد وجدت مصالح دائرة وهران، صعوبات لتهديم هذه  السكنات لوقوعها وسط التجمعات السكنية، مما جعل هذه المصالح تخول العملية لمؤسسات متخصصة لتفادي إلحاق أضرار بالسكنات المجاورة.
من جهة أخرى، تتواصل عمليات ترميم البنايات القديمة التي استثني قاطنوها من الترحيل لتصنيفها في الخانتين الخضراء والبرتقالية، والتي تمس أكثر 600 عمارة موزعة بمختلف أحياء مدينة وهران، على غرار حي سيدي الهواري العتيق، شارع خميستي، العربي بن مهيدي ونهج معطى الحبيب وغيرها من المواقع التي تندرج ضمن البرنامج المسطر للولاية، والخاص بتحديث المدينة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024