مع انطلاق الحملة الانتخابية

استرجاع ثقة أهدرها خطاب «شعبوي»

فتيحة كلواز

 ثالث موعد انتخابي في عهد إصلاحات أطلقها رئيس الجمهورية منذ انتخابه في 12 ديسمبر 2019 لإرساء قواعد مؤسسات قوية من أجل انتقال سلس إلى مرحلة تسريع العجلة الاقتصادية، بكبح جماح بيروقراطية قاتلة للنمو.
يدخل المترشحون مرحلة إقناع المواطن ببرامج من أجل لفت انتباه مواطن أنهكته يوميات مثقلة بمشاكل أوجهها متعددة لكن معاناتها واحدة.
يستثمر المرشحون في تلك المشاكل، حيث يطلق معظمهم وعودا معسولة بتحويل البلدية أو الولاية إلى «جنة» أو على الأقل يخرجها «الفائز» برئاسة المجلس الشعبي البلدي من خانة مناطق الظل، خاصة ما تعلق بتهيئة الأحياء كقنوات الصرف الصحي، الماء الشروب، النقل وتزفيت الطرق وبناء الحدائق والملاعب، وتوفير السكن لكل طالبيه.
قطاعات غالبا ما تكون المادة الدسمة لحملات انتخابية محلية يرمي فيها المرشحون «طعم» التغيير إلى من انتظروه لعقود طويلة. وبالرغم من أن المواطن قد فقد الثقة في «الأميار»، إلا أنه دائما ينحاز إلى تصديق شعارات «تتجدد» مع كل موعد انتخابي، على اعتبار أن الولاية والبلدية أقرب إلى معاناته اليومية، لذلك يضع آمالا كبيرة على ما يفرزه صندوق الاقتراع من أسماء، ما يجعله أكثر حماسا للتصويت واختيار ممثليه في المجلس البلدي  والولائي.
وبين «الأنا» و»اللاشعور» تُلعب التفاصيل الدقيقة للحملة الانتخابية، فيستغل المرشح ما يطمح إليه «لا شعور» الناخب في تلميع «الأنا» الفاعل بتصويره القادر على ما عجز عنه غيره في السنوات الأخيرة، باستعمال خطاب شعبوي رنان يتلاعب بأفكار الناخبين لدرجة «إقناعهم» بجرأة زائفة في مواجهة «غول» البيروقراطية والعلاقات الشخصية، في تنزيه «غير مبرر» لمرشح يسوِّق نفسه في صورة «المنقذ» أو «القادر» على التغييرّ.
وبين خطاب ينهل من «فنون» استقطاب الصوت الانتخابي فيعزف هذا على وتر الوطني وآخر على الوتر الديني وآخر على وتر المشاكل الاجتماعية، لتلتقي كلها في شعبوية تستنفر «الرداءة» لصناعة المستقبل، لذلك كان لابد من خطاب جديد يرتقي بالسياسي إلى خطاب مؤسس على معطيات واقعية لا تبيع «أحلاما» كاذبة للناخبين.
ومع انطلاق الحملة الانتخابية، على المرشحين، باختلاف أطيافهم وتوجهاتهم السياسية، الاندماج في المسار الإصلاح المؤسساتي للدولة من خلال الارتقاء بالخطاب السياسي إلى خطاب سياسي يعد بالممكن ولا يؤمن بالمستحيل، لأن الوعي السياسي للمواطن تبنيه النخب السياسية حتى لا يبقى الناخب مجرد ورقة تتلاعب بها رياح «العابثين» بأمن واستقرار البلاد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024