تسجّل مصلحة كوفيد بورقلة خلال الفترة الأخيرة، ارتفاعا محسوسا في عدد الحالات الخاضعة للاستشفاء وهو وضع مثير للقلق في الأوساط الصحية التي أكدت تخوفها من تكرار محتمل لسيناريو صيف 2020، الذي عرفت فيه الولاية، تسجيل حالات مرتفعة من الإصابات بالفيروس، خاصة وأن ولاية ورقلة وحسب معلومات عن معهد باستور، تسجّل حالات مؤكدة الإصابة بالسلالات المتحوّرة.
أكدت الدكتورة ابتسام لعاتي، الأستاذة الاستشفائية المختصة في الأمراض المعدية على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بوضياف بورقلة، في حديث خصّت به «الشعب» أن الحالات عرفت ارتفاعا في معدلاتها خلال الأسابيع الأخيرة.
واعتبرت المتحدثة أن هذا الارتفاع، راجع إلى أن أغلب الحالات لا تتنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا وهي في مرحلة متأخرة جدا من الإصابة، مما يصعب من مهمة الطواقم الطبية، مشيرة إلى أن بعض الحالات التي تستقبلها مصلحة كوفيد، وصلت إلى المصلحة والرئتان لا تعمل بنسبة 75 في المائة، منها حالات تمّ إنقاذها وحالات أخرى لم تستجب للعلاج.
وذكرت الدكتورة لعاتي، أن الحالات تشهد تزايدا يوما بعد يوم، حيث عرفت خلال الأسبوع الماضي مصلحتين مخصصتين لاستقبال حالات كوفيد، تشبعا وقُدم طلب للتوسّع لاحتمالية افتتاح مصلحة ثالثة أخرى.
وبهذا الصدد، نوّهت إلى أن هذا الوضع قد يعود إلى الكثير من الأسباب، منها الطفرات الجديدة المسجلة في الفيروس، نظرا للتطوّر الذي يعرفه الفيروس في حدّ ذاته، ناهيك عن أن التزام بعض الحالات بالإجراءات الوقائية واختلاطهم بأشخاص آخرين غير ملتزمين، كثيرا ما يتسبّب في إصابة بعض الأفراد رغم التزامهم بإجراءات الوقاية، بالإضافة إلى أن ارتفاع في درجات الحرارة خلال هذه الفترة والذي يؤدي بالأفراد إلى الاستعمال المكثف للمكيفات الهوائية قد يكون أحد هذه الأسباب.
الدكتورة لعاتي، أشارت إلى أن الفيروس حسب الملاحظات المقدمة، قد تغيّر حيث إن بعض الحالات لم تعاني من أي أعراض للإصابة، ورغم ذلك تمّ التأكد من إصابتها بعد تشخيص الحالة، كما أنه قد أضحى أكثر حدة، ومن المؤشرات الدالة على ذلك هو أن الموجة هذه المرة، مسّت حتى الشباب في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.
وهنا أوضحت، أن بعض الإصابات التي تمّ تسجيلها في أوساط الشباب، أدت إلى مضاعفات خطيرة على صحتهم على الرغم من عدم إصابتهم بأي أمراض مزمنة وأدت ببعض الحالات إلى الوفاة.
مضيفة، «في السابق كانت الحالات المصابة بالكوفيد في هذا السن، أغلبهم من ذوي الأمراض المزمنة سواء مصابين بداء السكري أو أمراض أخرى أو حتى يعانون من السمنة وزيادة في الوزن، إلا أن الحالات المسجلة مؤخرا، نسبة كبيرة منها لا تعاني من أية أمراض مزمنة ومع ذلك تأثرت كثيرا وبعضهم لم ينجو وأدت الإصابة والمضاعفات الصحية الناجمة عنها إلى وفاتهم للأسف».
وفي هذا السياق أكدت الدكتورة لعاتي، المختصة في الأمراض المعدية على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بوضياف بورقلة أن التلقيح، يبقى هو الحل الوحيد اليوم لمواجهة الموجة الجديدة غير معروفة النتائج.
مشيرة إلى أن مقارنة الوضع بدول أخرى، أعلنت عن التخفيف في الإجراءات، يستدعي معرفة الأشواط التي خطتها في مجال تلقيح المواطنين، وبالتالي فإن عملية التلقيح - كما قالت - من شأنها المساهمة في تحقيق المناعة الجماعية المطلوبة ومع ذلك يبقى التزام المواطنين في بلادنا بالإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد والحرص على تلقي جرعات اللقاحات المتوفرة أهم خطوة لتجاوز هذه المرحلة بسلام.