بن أشنهو: أكبر موجـة مرتقبـة نهـاية جويليــــة وأوت
لوهاني: التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية الحلّ لا الحجر
حذّر المختص في الصّحة العمومية، الدكتور فتحي بن أشنهو، من المنحنى التصاعدي لحالات الاصابة بكورونا بالجزائر، داعيا للتحضير لما هو أسوء، مع نهاية جويلية الجاري ودخول شهر أوت وعدم التخلي عن اليقظة كقاعدة 24/24 ساعة، لأن البشرية في حرب ولا يجب التراخي مع هذا العدو المتحوّر.
أوضح د. بن آشنهو في تصريح لـ «الشعب» أنه لا مجال للعاطفة، ولابد من الوعي بخطورة الوضع لأن أكبر موجة ستأتي مع نهاية جويلية وشهر أوت، ما يستدعي مزيدا من التجنّد فالصّحة قضية أمن وطني يجب التفكير بهذا المنطق، فلابد من تهيئة أنفسنا فهناك فيروسات أخرى وحاليا هناك 20 فيروسا تحت المراقبة، قائلا: «هناك أنواع سرطانية سببها فيروسات، ناهيك عن الانفلونزا الموسمية هذه الأخيرة التي من المعروف أنها تقتل أكثر من كورونا نفسها.»
أشار المختص في الصّحة العمومية إلى أن الجائحة فرصة لمراجعة الأمور وتصحيح الأخطاء، فلابد من إعادة النظر في كيفية النظر للأمور، مشيرا إلى أن الجزائر لديها إطارات مؤهلة، كما بإمكانها الاستفادة من الخبراء الجزائريين في الخارج.
وقال المتحدث «حان الوقت للذهاب نحو الصّحة الوقائية بنسبة 90 % بالتركيز على التربية الصّحية فمن غير المعقول تسيير الأمور بهذه الطريقة، وأقترح في هذا السياق العمل بمنطق عسكري في تخصيص جيش لمواجهة الأوبئة والجوائح».
في المقابل أكد د. بن آشنهو أنه من مؤيدي الحجر الصّحي والمقصود به غلق الحدود الجوية والبرية، لكن تبقى - بحسبه- الوضعية الوبائية هي من تحدّد طبيعة الحجر، لأنه لابد من تقييم تحرك الفيروس ونشاطه لمعرفة كيفية محاربته، كما يجب تحيين الجانب المعلوماتي المتعلق بالفيروسات والأوبئة، الأمر لا يقتصر فقط على اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا.
خلية التحقيقات الوبائية مُطالبة بالمساهمة
في هذا السياق، طالب المختص بتفعيل دور لجنة البحوث الوبائية أو ما يعرف حاليا بالخلية المكلفة بالتحقيقات الوبائية للتحري والمتابعة، بهدف تدعيم وتقييم وتطوير استراتيجيات التصدي لتفشي الأوبئة في الجزائر وبناء بنك معلوماتي لمعرفة السلالات المسيطرة والمنتشرة في بلادنا وتحديد كيفية محاربتها وتهيئة الأمور لما هو الأسوء.
وبخصوص تحفّظ الناس من اللّقاح، أوضح د. بن آشنهو أنه ليس بجديد وقد عشناه مع الجزائريين فيما تعلق بالأنفلونزا الموسمية، لكن على السلطات أن تلعب دورها في هذا المجال في الاقناع والتعميم بداية باقتناء جرعات أخرى من اللقاح.
من جهته، أكد المختص في أمراض القلب د. حسان لوهاني الارتفاع المقلق والكبير لحالات الاصابة بكوفيد، مشيرا إلى أنها بنفس وتيرة الموجات السابقة، خاصة بالنسبة للحالات الحرجة.
وأوضح د. لوهاني أن مثل هذا الارتفاع من شأنه أن يتسبب في ضغط على الأطقم الطبية وباقي المصالح التي تجد نفسها في كل مرّة مرابطة بمنصب عملها لمواجهة الفيروس، حتى وإن كانوا بمصالح أخرى، لكن في حال احتاج الأمر يتم الاستنجاد بهم.
وأشار المختص في أمراض القلب أن التكفل بمرضى الأمراض المزمنة يكون بشكل منفصل وفي حال اكتشاف حالات إصابة بكورونا يتم التكفل بالمصاب منفصلا.
في المقابل اعتبر المتحدث أن تطبيق الحجر الصحي بالطريقة السابقة غير مجدي، داعيا إلى السهر والضرب بقوة القانون من أجل ضمان التطبيق الصارم للإجراءات الوقائي سيما في الأماكن ذات الجمهور الواسع والحرص على ارتداء الكمامة سيما التباعد الجسدي خاصة في الأماكن العمومية والتسلية والترفيه.
وشدّد د. لوهاني على أهمية تسريع وتيرة التلقيح واستغلال مختلف الطرق والوسائل المتاحة من أجل القيام بذلك، داعيا إلى ضرورة استغلال قوافل التلقيح المنصبة في المساحات العمومية للقيام بعملية تحسيس الناس من طرف الأطباء والمختصين بهدف اقناع الناس بأهميته، لأنه السبيل الوحيد لمواجهة هذا الوباء المتحوّر.