تختلف في ورقلة وجهات المواطنين لقضاء العطلة الصيفية بعد موسم سياحي صيفي طبعه الحجر المنزلي السنة الماضية ومع تخفيف بعض الإجراءات والقيود، خلال هذا الموسم، وفي ظل تسجيل درجات حرارة عالية واستمرار موجة الحر الشديد، فإن عددا منهم حدّد وجهته هذه السنة.
نظرا للعديد من الظروف العامة وأهمها إجراءات وقيود السفر نحو الخارج، فإن أغلب التوجه كان نحو المناطق الساحلية وبعض المناطق الداخلية داخل الوطن.
وبالنسبة لنشاط الوكالات السياحية في هذا الموسم، فإن الوضعية، كما ذكر كمال شعيب، الرئيس المدير العام لوكالة السياحة والأسفار فيزا ترافل بورقلة والأمين العام والناطق الرسمي باسم الملتقى الوطني الجزائري للوكالات السياحية في حديث لـ»الشعب ويكاند» تشهد حركية أكثر نوعا ما، من حيث توفر بوادر وآمال لتسجيل بعض التراجع في شدة فيروس كوفيد 19 والتأقلم مع الوضع في ظل تطبيق البروتوكول الصحي والتي أعطت بصيص أمل، إلا أنه لا يمكن القول بأنها انطلاقة فعلية.
وأوضح كمال شعيب أن أغلبية الوكالات السياحية في الجزائر، كانت تعتمد على الأسواق الخارجية في موسم الاصطياف وعدد قليل منها كان يعتمد جزئيا على المنتوج السياحي الجزائري، لعدة اعتبارات مرتبطة بالنقص في الترويج الذي كان محتشما بالإضافة إلى الأسعار التي كانت معتمدة والتي لم تكن محفزة للجزائري، من أجل قضاء عطلته الصيفية.
ومن بين الاعتبارات التي جعلت المنتوج السياحي الداخلي والوجهات الداخلية للاصطياف مستبعدة كعنصر جذب للسياح، قلة الترويج، الأمر الذي جعل الوكالات السياحية غير ملمة بالإمكانيات الحقيقية في الولايات الساحلية، حيث هناك الكثير من الإمكانيات والخدمات غير المعروفة بالنسبة للوكالات السياحية وغير مدرجة في الخارطة السياحية.
ونوّه هنا إلى أن تعامل الوكالات السياحية من جهة أخرى مع السياحة الداخلية، كان سلبيا وقد يرجع ذلك إلى طبيعة وظروف العمل بشكل عام والتي تفرض عليهم المساهمة في إخراج العملة الصعبة دون العمل على جلبها.
مؤكدا أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على مسار وتوجه النشاط السياحي وأظهرت جليا أن الشيء الذي لم نحققه هو التوازن بين الوجهات الخارجية والداخلية، هذه الأخيرة التي كان من المفترض أن تحوز على نسبة اهتمام بين 50 إلى 60 ٪، بينما لم تحظ إلا بنسبة 15 ٪ على أكثر تقدير من جانب آخر أشار إلى أن الإعلام لم يعط الأهمية للترويج السياحي الداخلي.
وكذلك ساهمت الخدمات التي لا تتماشى في كثير من الأحيان مع السعر في الدفع بالسائح والوكالات السياحية إلى تركيز نشاطها على الوجهات الخارجية أكثر، وهو واقع يتحمل تبعاته كل من الوصاية والإعلام والوكالات السياحية التي ساهمت فيه بقدر أكبر.
من جهة أخرى، ذكر المتحدث أن دخول بعض الجهات غير المعنية بالنشاط السياحي على الخط أدى إلى تأزيم الوضع على الوكالات السياحية، حيث أن نقص الرقابة خلق فوضى وخلل في هذا المجال، نجم عن تدخل بعض الجمعيات ومكاتب الأعمال في هذا النشاط والتي ليس من صلاحيتها بيع المنتوج السياحي.
واعتبر كمال شعيب أن التحضير للموسم الصيفي والذي ينطلق، بداية شهر جويلية عادة، ويكون التحضير له انطلاقا من شهر أفريل كان متأخرا جدا هذه السنة، نظرا لارتباط النشاط السياحي بالإجراءات المتغيرة والخاضعة للوضع الصحي في ظل كورونا، ناهيك عن أن أي حجوزات مسبقة في الفنادق ومراكز الإيواء أو غيرها تتطلب توفر الأموال التي لا يمكن للوكالات توفيرها بعد توقف دام لعام أو أكثر، وهذا ما جعل نشاطها مرتبكا نوعا ما في هذا الموسم السياحي.
وأشار محدثنا إلى أن الإقبال من طرف العائلات والسياح على عروض الوكالات السياحية قليل جدا، حيث أن الكثير من المواطنين الذين قرروا واختاروا وجهاتهم للاصطياف، فضّلوا السفر على حسابهم الخاص، من خلال كراء الشقق وباستعمال سياراتهم الخاصة.
ومن بين أكثر الوجهات استقطابا للسياح في ولايات الجنوب وورقلة تحديدا كان بنسبة 60 ٪، نحو الجهة الغربية من البلاد خاصة ولايات عين تموشنت، تلمسان ووهران ومستغانم وكذا بعض الولايات في الشرق على غرار سكيكدة وجيجل.
كذلك شكلت المناطق الداخلية إحدى الاختيارات بالنسبة للبعض، ومع ذلك يبقى الوضع العام أكثر تحكما في مسار السائح، حيث يشكل غياب أو نقص الاستثمارات السياحية والنظرة الإستراتيجية لاستحداث المنتجعات الصيفية أبرز الانشغالات المطروحة.
وعلى العموم فإن نشاط الوكالات السياحية، خلال الموسم الصيفي يبقى محتشما، حتى من حيث الزبائن الذين عانوا أيضا من غياب الإمكانيات المادية، حيث أن الكثير من الأفراد والعائلات مرّت بظروف مالية صعبة وبعضهم فقدوا مناصبهم وآخرين تراجع مستوى دخلهم وبالتالي فالإطار العام هو الذي حتّم ألا تكون الأمور كما يأمل الجميع.
وهو نفس التوّجه الذي أكد عليه مدير وكالة بشائر الوليد للسياحة والأسفار محمد وليد مخرمش بورقلة لـ»الشعب»، حيث أكد أن نشاط وكالته السياحية متوقف منذ مدة نظرا للظروف العامة المرتبطة بوباء كورونا والتي أثرت حتى على جيوب المواطنين وجعلت السياحة من بين الاهتمامات التي تحتل ذيل الترتيب على أجندة أولوياتهم.