مقترحات المجلس العلمي ساهمت في محاصرة الفيروس
أكد البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا، أن الجزائر تمكنت من تحقيق نتائج مريحة، فيما يخص الحالة الوبائية في الفترة الأخيرة، بفضل الإجراءات الاستباقية المتخذة من قبل السلطات العليا، بالتنسيق مع الخبراء والمختصين الجزائريين وذوي الكفاءة العالية، كل في مجال تخصصه، كاشفا عن استمرار حملة التلقيح بمجرد استلام الدفعات الأخرى من اللقاح في أواخر شهر مارس الجاري.
قال البروفيسور مهياوي في تصريح خص به «الشعب»، إن الجهود المبذولة من قبل جميع أعضاء المجلس العلمي المنصّب منذ سنة، ساهمت بشكل كبير في محاصرة الوباء والسيطرة على الوضع، من خلال العمل الميداني المستمر والاجتماعات، التي لم تقتصر فقط على مناقشة تطورات الحالة الوبائية بين الخبراء والأخصائيين التابعين للجنة العلمية، بل طالت حتى القطاعات الأخرى لمساعدتها على وضع بروتوكول وقائي فعال لتفادي انتشار وباء كورونا على مستوى المؤسسات العمومية والهيئات الإدارية، بالإضافة إلى اللقاءات التي جمعت أعضاء اللجنة مع كبار المسؤولين في الدولة لمناقشة المقاربة العلمية المقترحة والبحث عن إجراءات فعالة للخروج التدريجي من الأزمة الصحية.
وعلق على مرور عام من تفشي فيروس كورونا وفرض الحجر الصحي، موضحا أنها كانت سنة شاقة وصعبة حتمت على أعضاء اللجنة وجميع إطارات وزارة الصحة، العمل بكل جدية وصرامة لمجابهة مخاطر هذا الفيروس، منذ تسجيل أول حالة في الجزائر، من خلال وضع استراتيجية وقائية فعالة تتماشى مع تطورات الوضع الوبائي، باتخاذ جملة من التدابير تمثلت في إجبارية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة وفرض حجر صحي على الولايات الأكثر تضررا بالفيروس ووصلت الإجراءات الاحترازية إلى وقف الرحلات الجوية والبحرية وإغلاق المدارس والجامعات والمساجد وتجميد المقابلات الرياضية من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والتقليل من مخاطر انتشار الفيروس.
وبحسب البروفيسور مهياوي، كانت الجزائر سباقة في اتخاذ قرارات صارمة ووضع تدابير وقائية استثنائية، ساعدت على محاصرة الوباء ومنع تفشيه بصفة أكبر، عكس الكثير من الدول التي شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات والوفيات، معتبرا أن الإجراءات المتخذة إلى حد الآن، تعد «ناجحة وموفقة»، خاصة وأنها لم تخرج عن توصيات ومقترحات اللجنة العلمية التي كان لها دور علمي وبيداغوجي وتوجيهي ومساهمة فعالة في تسيير هذه الأزمة الصحية منذ بدايتها، من خلال مقاومة الفيروس على جميع المستويات بكل صرامة وشفافية وتجنيد جميع الكفاءات في مختلف التخصصات لمتابعة الوضع الوبائي والبحث عن أفضل الحلول الرامية للحد من انتشار الفيروس.
وأضاف، أن المعركة ما تزال متواصلة في مكافحة فيروس كورونا، بالرغم من استقرار الوضع الوبائي في الفترة الأخيرة على مستوى جميع ولايات الوطن، موضحا أن القضاء نهائيا على الفيروس يستدعي الاستمرار في الالتزام بقواعد الوقاية وعدم التراخي في تطبيق البروتوكول الوقائي، مع ضرورة الاستجابة لحملة التلقيح التي تعد الوسيلة الوحيدة للخروج من هذه الأزمة الصحية أو على الأقل تجنب مخاطرها، خاصة وأن المواطن يعد الحلقة الأقوى في التخلص من الفيروس والمساهمة في التحكم في الوضع الوبائي.
أفضل اللقاحات
ساهمت اللجنة العلمية، بحسب البروفيسور مهياوي، في إنجاح حملة التلقيح المضادة لفيروس كورونا، بعد أن بذلت جهودا كبيرة لاختيار أفضل اللقاحات، بالرغم من المنافسة القوية بين الدول للحصول على كميات أكبر من اللقاح، لكن الجزائر كانت سباقة إلى توفير أفضل اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، بناء على معايير علمية دقيقة وغير عشوائية.
وأكد عضو اللجنة العلمية لرصد وباء كورونا، أن جميع اللقاحات فعالة ولا تتسبب في أعراض جانبية خطيرة، كما يشاع، باعتبارها الحل الوحيد لتجنب انتشار عدوى الفيروس الأصلي والمتحوّر ولا بديل عن التلقيح، مشيرا إلى أن حملة التطعيم بدأت محتشمة في جميع دول العالم ولا يقتصر الأمر على الجزائر فقط، كاشفا أن التلقيح مستمر بعد استلام دفعات إضافية في أواخر شهر مارس الجاري.