سيعرف الاتحاد العام للعمال الجزائريين تجديدا كليا، ليس بتغيير الأشخاص وإنما بتجديد أساليب العمل والقوانين، أبرزها التخلص نهائيا من مسألة الوصاية والتنصيب بالهاتف، وهذا ما سيعطي قوّة أكثر لهذا التنظيم النقابي، بحسب ما أفاد به ممثل الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين النقابي فرحات شابخ.
أكد فرحات شابخ الذي نزل، أمس ضيفا، على جريدة «الشعب» ممثلا للأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين لعباطشة، انه من الآن فصاعدا لا وصي على الاتحاد إلا العمال، مبرزا أن الاتحاد يعمل وفق نظرة جديدة تختلف تماما عن ما كان سابقا.
قال شابخ في هذا الإطار، إن مسار البيت النقابي «بدأنا بتغيير القوانين (القانون الداخلي)، حيث لم يعد يسمح لتعيين مسؤولين نقابيين عن طريق الهاتف والمحاباة، كما كان معمول به سابقا، مفيدا انه الآن أصبحت كل أساليب العمل بالانتخابات، لم تعد هناك وصاية، كما فتحت القيادة الجديدة للاتحاد أبوابها لتلقي كل الشكاوى والاستماع لانشغالات العمال لمختلف القطاعات.
ذكر في هذا الصدد، أن الأمين العام يستقبل يوميا عدد كبير من العمال «المظلومين»، قال إن التغيير في بيت الاتحاد مستمر عن طريق المؤتمرات، مشيرا إلى أن جائحة كورونا عطلت كثيرا من مشاريع التجديد، وهذا ما أدى إلى تسجيل تأخر في بعض الفيدراليات، والاتحادات الولائية، لأن اللجنة العلمية لم تسمح بعقد مثل هذه اللّقاءات.
من خلال السياسة الجديدة، سيكون هناك تغييرا في التعامل مع المسيرين والحكومة، الغرض من ذلك، طيّ صفحة كانت توصف المركزية بـ «نقابة الدولة «، وقال إن الأمين العام لعباطشة حاول تأكيد هذا التغيير الذي شرع فيه الاتحاد من خلال خرجاته الأخيرة.
وطالب بأن تكون أدنى أجرة (وليس الحد الأدنى للأجر القاعدي المضمون ) التي يتلقاها العامل أو الموظف لا تقل عن 75 ألف دج، بالإضافة إلى المطالبة بالعودة إلى التقاعد المسبق والنسبي، وهذا ما يسمح بفتح مجال التوظيف والتشغيل للشباب المتخرجين من الجامعات.
الشراكة لتحقيق المكاسب
أضاف في هذا السياق، أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يرحّب بكل النقابات المعتمدة التي تعمل في صالح العمال والمؤسسة، مشيرا إلى أن أبواب المركزية مفتوحة.
قال إن نقابات مستقلة لجأت إلى المركزية في مسائل عمالية معينة، وكانت هناك عملية تنسيق لإدارة مشاكل العمال والموظفين في القطاع العمومي، لافتا أن حصة الأسد من التمثيل في القطاع الاقتصادي تعود للمركزية النقابية، مشيرا إلى أن نسبة تمثيل النقابات المستقلة في هذا القطاع ضئيلة جدا لا تكاد تذكر، على حد تعبيره.
أفاد المتحدث، أن الاتحاد ليس له أية عقدة في التعامل مع النقابات المستقلة المعتمدة، لاسيما وأنها تنشط سويا في قطاعات منها: قطاع التربية، وفي ذات الوقت يرفض أي تطاول من الشركاء الاجتماعيين الآخرين على الاتحاد، مشيرا إلى أن الحكومة تتعامل مع النقابات، بحسب نسبة تمثيلها في القطاعات.
ويعتقد شابخ، أن النظرة العدوانية للاتحاد تغيّرت، أصبح يلتقي فيها الاتحاد ونقابات مستقلة أخرى لإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها قطاع التربية، وحدث وأن قدم الطرفان بيانات مشتركة، موضحا أن التعامل في إطار الشراكة مع النقابات الأخرى، يكون بحسب الموضوع والقطاع، والأهم بالنسبة له تحقيق المكاسب التي يستفيد منها جميع العمال، على حد سواء.