جُرعة أمل منحتها إعادة فتح فضاءات التسلية والترفيه
أعطى الفتح التدريجي لفضاءات التسلية والترفيه، نفسا جديدا للعائلات الجزائرية التي عاشت الأمّرين في فترة الحجر المنزلي، بسبب توقف النشاط الاقتصادي للكثير منها ما خلق حالة من الاحتقان داخلها، وصل في بعض الحالات إلى الطلاق لعجز رب الأسرة عن تلبية حاجيات أسرته، لذلك كانت العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية فرصة جديدة لضخ آمال وأحلام جديدة زادها استقرار الوضع الوبائي وانطلاق حملة التلقيح في الجزائر قوة وتمسكا بغد أفضل.
أكد مختصون لـ «الشعب ويكاند» أن العودة إلى الحياة العادية منحت المجتمع الجزائري الفرصة ليستجمع ذاته وعلاقاته على اختلافها، بعد ما يقارب السنة من الانقطاع.
إعادة الفتح التدريجي بعد غلق مختلف النشاطات لمواجهة مختلف آثار جائحة كوفيد-19 وما يترتب عليه من نتائج وخيمة على المجتمع، جاء لتلبية عدة حاجات اجتماعية واقتصادية
تومي: العودة لاسترجاع توازن الأسرة
أكد المختص في علم الاجتماع حسين تومي في اتصال مع «الشعب ويكاند»، أن إعادة الفتح التدريجي بعد غلق مختلف النشاطات، لمواجهة مختلف آثار جائحة كوفيد-19 وما يترتب عليه من نتائج وخيمة على المجتمع، جاء لتلبية عدّة حاجات اجتماعية واقتصادية.
فقد سجل نوع من التذمر بسبب طول حالة الإغلاق التي أدخلت الناس في حالة من السأم والملل، إلى جانب تأثر العلاقات الاجتماعية بهذا الوباء في ظل تطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لمنع انتشاره كمنع التزاور بين الأقارب، والعائلات، وكذا الحفلات والمآتم والجنائز، وفي وقت سابق غلق المساجد، الأسواق الأسبوعية وفضاءات التسلية، بالإضافة إلى وقف الكثير من النشاطات الاقتصادية، وهوالسبب في دخول قطاع كبير من المجتمع في بطالة وركود اجتماعي واقتصادي كان له آثار وخيمة وسلبية على الفرد الجزائري.
في ذات السياق، قال تومي إن الفتح الجزئي أعطى حيوية ونفسا جديدا للمجتمع من حيث الحركية الاجتماعية والاقتصادية، حيث لاحظ الجميع وجود حيوية وانتعاش بعد فتح المدارس وإعادة انطلاق النقل بين الولايات ما أدى إلى استئناف بعض العلاقات الاجتماعية التي كانت متوّقفة بسبب الغلق حيث وصل ببعض العائلات إلى عدم رؤية أقاربها لشهور طويلة.
قلّلت إعادة الفتح من درجة الاحتقان، وسط الشباب والعائلات، حيث فُتحت أماكن الترفيه والتسلية ما نفّس عن كثير من الناس، من جهة أخرى عمل الفتح على تفكيك فتيل الانفجار الاجتماعي التي عانت منه قطاعات كثيرة من المجتمع، بالنظر إلى غياب دخل ثابت للأسر، بعد الغلق ووقف الكثير من النشاطات، فقد تنفسوا الصعداء بعد استئنافهم للنشاط الاقتصادي الذي كان وراء تسجيل انتعاش اجتماعي، لأن كثير من أرباب الأسر عاشوا في حرج كبير وسط عائلاهم ما أدى إلى تصدّع بعض العائلات بسبب المشاكل التي عاشتها الأسرة الجزائرية على ضوء إجراءات الغلق، حيث عاشت نزاعات كثيرة لانقطاع الدخل عنهم، حيث وصلت في بعض الأحيان إلى الانفصال أوالطلاق.
أشار تومي أن العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية أدى إلى حل مشاكل اقتصادية واجتماعية بسبب انخفاض عدد الإصابات الجدد واستقرارها وانحصار الوباء، حيث زاد اقتناء اللقاح وتوفره من تفاؤل المواطن، وارتياحه، ولعله السبب وراء إقامة حفلات الزواج، بالرغم من المنع.
أثار تومي مشكل تخلي كثير من المواطنين عن إجراءات الوقاية، حيث ركن كثير منهم إلى الاطمئنان، وبدا واضحا عدم احترامهم توصيات الأطباء خاصة فيما تعلق بارتداء القناع الواقي والتباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر لليدين، لذلك لا بد أن يعي المواطن حرج المرحلة القادمة في السيطرة الكاملة على الوباء.
قادري: علاقات اجتماعية تستجمع شتاتها
قالت المختصة في التنمية البشرية والعلاقات الأسرية رشيدة قادري، إن إعادة فتح فضاءات الترفيه والتسلية وكذا المطاعم، منح المواطن فرحة كبيرة عبّر عنها الجزائري بتوافده بأعداد ضخمة عليها، في صورة واضحة عن اشتياقه الى تفاصيل العودة الى الحياة الطبيعية.
في هذا الصدد، كشفت أنه بالرغم من العودة التدريجية منذ شهر سبتمبر إلى الحياة العادية، إلا أن إعادة فتح المطاعم والساحات المغلقة، صنع الفارق لدى العائلات الجزائرية على اعتبار أنها فضاءات للالتقاء والتنفيس عن الضغوط الحياة اليومية.
ضرورة الحذر لأن الوباء لم ينته بصفة كاملة فما مازال مرضاه يرقدون بالمستشفيات، لذلك كان من الواجب احترام الإجراءات الوقائية خاصة ارتداء القناع الواقي والتباعد الاجتماعي للمحافظة على استقرار الحالة الوبائية في الجزائر وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية.
أكدت قادري ضرورة الحذر لأن الوباء لم ينته بصفة كاملة، فما مازال المرضى المصابين به يرقدون بالمستشفيات، لذلك كان من الواجب احترام الإجراءات الوقائية خاصة ارتداء القناع الواقي والتباعد الاجتماعي، للمحافظة على استقرار الحالة الوبائية في الجزائر.
على صعيد العلاقات الاجتماعية، قالت إنها كانت فاترة قبل الحجر المنزلي، ثم انقطعت تماما في فترة الحجر، لذلك يُخشى أن يألف المجتمع الجزائري هذا الجفاء التواصلي بين فئات المجتمع، خاصة بين الأهل والأقارب لوتطول المدة، خاصة الأطفال الذين يكتسبون مهارات تربوية من خلال التواصل الاجتماعي، حيث يتم تربيتهم على القيم والمبادئ والحوار ويشبعون كذلك احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية، لذلك هذا الفتح الجزئي جعل الكثير من المواطنون يتنفسون الصعداء.