رغبة الجزائر في العودة دوليا تقلق فرنسا
يرى أستاذ العلوم السياسية في المدرسة العليا للسياسة، علي ربيج، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون استطاع أن يعيد الجزائر إلى مكانتها الطبيعية في المنطقة، منذ توليه الحكم، وهذا ما ترجمته مواقفها القوية فيما يتعلق بالملف الليبي وحتى المالي.
قال ربيج، في اتصال مع «الشعب»، إنّ الرئيس تبون أحيا نشاطات الشؤون الخارجية والدبلوماسية، بعدما طوّق عبد العزيز بوتفليقة هذا القطاع واستفرد به منذ توليه رئاسة الجمهورية سنة 1999، حيث عمل على صناعة السياسة الخارجية وضيّق من حرية وأداء وزراء الخارجية الذين عملوا في هذا المنصب.
وأشار المتحدث إلى أن الأريحية التي أضحى يتمتّع بها صبري بوقدوم جعلته يرافع ويدافع عن السياسة الخارجية الجزائرية، مضيفا: «لاحظنا هذه العودة القوية على الأقل في المنطقة الإقليمية في ليبيا وفي مالي وفي بعض القضايا، والآن الجزائر سجّلت حضورها بعد غياب طويل وبعد عزلة إرادية من طرف الرئيس السابق..».
وأبرز الخبير السياسي عديد النقاط التي توحي حسبه بوجود إرادة سياسية تهدف إلى إعادة الجزائر إلى مكانتها، موضحا في هذا السياق: «مطار تمنراست الكبير الذي يبدو أنه سيكون نقطة تحول في مسار النقل الجوي في المنطقة نحو إفريقيا، خط الألياف كلها مؤشرات تؤكد أنّنا في الطريق الصحيح».
وأفاد ربيج أن وجود الإرادة السياسية التي تريد استعادة مكانة الجزائر في إفريقيا في جنوب الصحراء والمنطقة المغاربية أقلق الكثير من الأطراف من بينها فرنسا والبرلمان الأوروبي لأنها بدأت تفقد بعض مصالحها في هذه المنطقة، لاسيما وأن الرئيس تبون دعا إلى ضرورة إعادة النظر في عقد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي..
وتابع في هذا السياق: «الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ليست شراكة حقيقية بل هي شراكة لصالح طرف أوروبي على حساب الشعب الجزائري وعلى حساب الاقتصاد الجزائري»، بالمختصر خطوة أقلقت وأغضبت بعض الدوائر الأوروبية لأنها استشعرت بأن الجزائر قد تسترجع مكانتها وسيادتها أو قرارها على المستوى الاقتصادي ما قد تفقد هذه الدول مصالحها.
وفيما يتعلق بالملف الخارجي الذي كانت فيه الجزائر قوية، قال أستاذ العلوم السياسية إن الملف الليبي يعد الكاشف لايجابية السياسة الخارجية للدولة، لأن الجزائر تحظى بمكانة، وهي التي استطاعت أن ترجع الملف الليبي إلى طاولة الحوار وأن تعمل على منع تأجيج واستفحال الأمر أكثر، لاسيما وأنها كانت ضد التدخل التركي بشكل مباشر عسكريا، وكانت ضد أن يتم تجاوز الجزائر والعديد من النقاط الأخرى. وكذلك موقف الجزائر بشأن القضية الفلسطينية الذي لم يتبدل وظل شامخا رغم حملات التطبيع التي شرعت بها عديد الدول العربية خلال الفترة الأخيرة، مضيفا أن «الموقف الواضح لم يبارك فيه الرئيس عبد المجيد تبون ومن ورائه كل الشعب الجزائري حملة التطبيع التي تقوم بها بعض الدول العربية وتضغط بها على الدول، وهو كان واحد من الملفات القوية الواضحة التي تكتب بماء الذهب في تاريخ الجزائر».