أطباء وخبراء في الأمراض المعدية بوهران يحذرون:

ثبوت تعرّض المتعافين لمضاعفات تتجاوز الجهاز التنفسي

براهمية مسعودة

حذّر أطباء وخبراء في الأمراض المعدية، بعاصمة الغرب الجزائري وهران، من أنّ تأثيرات فيروس «كورونا» المستجد، قد تستمر حتى ما بعد التعافي، وليس كما يعتقد البعض بأنّه مجرد أنفلونزا أو نزلة برد حادّة، تختفي آثاره من الجسم بعد العلاج.
أوضح الدكتور «رئيس مصلحة الوقاية التابعة للمديرية الولائية للصّحة بوهران بوخاري يوسف، «أنّ إستراتيجية فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد ـ 19، لا تزال غامضة، ومحل دراسات عديدة، لاسيما مع ثبوت تعرض أعداد كبيرة من المتعافين لمشاكل صحية كبيرة، لا تقتصر على الجهاز التنفسي، كما قال. وأكّد بوخاري قي تصريح لـ «الشعب» أنّ «البحوث لا تزال متواصلة لتحديد المضاعفات والأعراض الجانبية المتأخرة أو طويلة الأمد لهذا الفيروس «التاجي الجديد، لاسيما بعد اكتشاف إصابة جسم المصاب بأمراض مزمنة أخرى، ومشاكل صحية بالعديد من أجهزة الجسم».
وأشار محدثنا إلى عدد من الأمراض ومضاعفات دائمة تستمر حتى بعد التعافي من المرض، ومنها العقم وتلف البنكرياس وداء السكري والضغط الدموي وأعراض الإرهاق والتعب والإجهاد المزمن، وكذا اضطرابات الدماغ وغيرها من الآثار الوخيمة التي يخلفها فيروس كرونا في جسم الإنسان.
ونوّه بعديد الحالات التي شفيت من «كورونا» عبر مختلف المصالح المتخصصة بالولاية، وتفاجأت بإصابتها بأمراض مختلفة، ومنها السكري والضغط الدموي والصداع والدوخة، وأغلبهم شباب تتراوح أعمارهم بين 35 و48 سنة، والغريب أنهم لم يكونوا مصابين بها من قبل، وليس لهم تاريخ لأمراض وراثية في العائلة، وفق تعبيره.
وبخصوص إمكانية تأثير «كلوروكين»، وآثاره الجانبية، طمأن نفس المسؤول بأن دواء «الكلوروكين»، من الأدوية الآمنة ويتواجد بالسوق الجزائرية منذ أكثر من 50 سنة ويستخدم في الوقاية من داء «الملاريا» أو «الشلل» وعلاجها في الصحراء والهضاب العليا، ناهيك عن الأمراض المزمنة الأخرى على غرار أمراض العظام والمفاصل، كالهشاشة المفرطة والروماتيزم.
وأوضح بأن هذا النوع من الأدوية، يتم وصفه لمدة أقصاها 10 أيام للحالات الحادة فقط داخل المراكز المخصّصة، مع إخضاع المريض لاختبارات ومراقبة طبية صارمة، فيما توصف علاجات أخرى للشباب والفئة الحاملة للفيروس بدون أعراض، على غرار زنك، فيتامين سي، خافضات الحرارة، إضافة إلى المضادات الحيوية في حالة وجود العلامات السريرية للعدوى كالسعال، والبلغم الملّون.
وتعتقد البروفيسور منسقة مستشفى حي «النجمة» ربيعة مجان بنفس الولاية، أنّ «الموجة الثانية للفيروس تأخذ منحى آخر، لاسيما مع تواصل ظهور أعراض جديدة على المصابين، ومنها النوبات العصبية والتشوش والنسيان، وذلك إلى جانب الأعراض الرسمية المتمثلة في الحمّى والإعياء والرشح والسعال الجاف والتهاب الحلق، وكذا الصداع والغثيان والإسهال وفقدان حاستي الشم والتذوق، إضافة إلى بعض الأوجاع المتفرقة في بعض الحالات.
وكشفت مجان أنّ المختصين في الأشعة بالولاية، اكتشفوا علامات كثيرة لها علاقة بـ»كورونا»، ومنها التصاق الفيروس بالبنكرياس، وأيضا الأمعاء والمخ والأوعية الدموية، وعديد المشاكل الصّحية التي تؤثر على جودة الحياة، مؤكدة أنّ الحل الوحيد المتوفر حاليا مع امتلاء المصالح المختصة لعلاج مرضى كوفيد ـ19 هو «التقيّد بالإجراءات الوقائية والتدابير الصّحية اللازمة، والتي تشمل الكمامات وغسل الأيدي».

الجزائر لم تصرّح بأية حالة لأشخاص أصيبوا مرّتين

وتطرح في هذا السياق العديد من الأسئلة ذات العلاقة بطبيعة فيروس «كورونا» المستجد، ومنها احتمالات إصابة نفس الشخص بالعدوى مرتين، وهو أمر يقول منسق المستشفى الجامعي الحكيم بن زرجب البروفيسور «خويدمي محمد عابد»، ، « لا تدعمه الأدلة الحالية». وأبرز الدكتور «خويدمي»، أن «البراهين العلمية تؤكد أن «17» حالة فقط أصيبوا بفيروس «كورونا المستجد» مرة ثانية في «الصين»، وذلك خلال الأشهر الأولى للجائحة، وبعدها لم تسجل هذه الدولة أية حالة، ومنذ انتقال العدوى في آسيا وأوربا، تم تسجيل أربع «4» حالات، وفق نفس المتحدث.
وفي هذا السياق، أكّد أنّ الجزائر لم تصرّح بأية حالة لأشخاص أصيبوا مرتين، منوّها إلى أنّ هذه المعطيات العالمية المتوفرة حاليا، لا يقاس عليها، ولا تؤخذ بعين الاعتبار، موضحا في الوقت نفسه أنّ خطوط الدفاع في الجهاز المناعي للأشخاص المتعافين من كرونا تحميهم الإصابة بالفيروس مرة ثانية، إلا أنه أكد على الوقاية وتوّخي أقصى درجات الحيطة، باعتبار أنّ الدراسات متواصلة لمعرفة «مدة صلاحية رد الفعل المناعي في الجسم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024