دعا لإنشاء مخزن استراتيجي للمواد الأولية، يايسي:

الاعتداء على الغابات يهدد حِرفا تقاوم الزوال

سعاد بوعبوش

يركز الكثيرون على آثار الحرائق في مساسها بالأنظمة البيئية ويغفلون تأثر الاستخدامات المتعددة والمرتبطة بالغابات، وإهمال تضرر الصناعات القائمة على المنتجات الخشبية والأعشاب، لاسيما بالمناطق الريفية، باعتبارها مصدرا أساسيا للكثير من الصناعات التقليدية والحرف المتوارثة... ولعائلات بالآلاف تسترزق من محيط ومنتجات الغابات.
تبرز خطورة الحرائق في التأثير المباشر على مصدر معيشة الكثير من الحرفيين والصناعيين التقليديين وتقليص فرص إنتاجهم الذي يرتكز أساسا على الأخشاب كجزء لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد الجزائرية.
وتكمن أهمية المورد الغابي في امتداده التاريخي للحرف اليدوية، له مكانة في الفن والجمال بالزخارف والأعمال الدقيقة الحرفية، دون إهمال جمع وتجهيز المواد الخام وإنتاج الخشب والمصنوعات اليدوية، ناهيك عن المشروعات القائمة على الغابات، على غرار المنتجات الغذائية والتجميلية الطبيعية كالعسل وزيت الأرغان، وإنشاء مراكز الترفيه والتسلية وحتى تربية بعض الحيوانات التي يفضل لها المرعى الجبلي والغابي.
في هذا السياق، يؤكد رضا يايسي، رئيس الفدرالية الوطنية للحرف والصناعات لتقليدية والسياحة لـ «الشعب ويكاند»، أن الغابات تمثل مصدرا هاما للمواد الأولية للحرفين بما نسبته 20 بالمائة من الخشب ومشتقاته، من الفلين والخيزران، إضافة الى ما توفره من أعشاب عطرية وطبية وفضاء لتربية النحل، باعتبارها البيئة المناسبة لإنتاج العسل.
ويشير يايسي، إلى أن أي إخلال بهذا النظام الايكولوجي المتكامل، على غرار الحرائق، من شأنه أن يساهم في اضمحلال واختفاء الكثير من الصناعات التقليدية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالإنتاج الغابي، من بينها صناعة بعض اللوازم اليومية من الدوم كالقفف، السلل وحتى حصائر الحلفاء، وصناعة الورق والأثاث وترميم البنايات الأثرية، على غرار القصبة أو تزويد الحرفيين كالنقاشين والنجّارين وصناعة الخيزران التي تقاوم الزوال.
وأوضح رئيس الفدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية والسياحة، أن حرق الغابات سيفتح باب استيراد مواد أولية تعتمد على الثروة الغابية من الخشب ومشتقاته والأعشاب والتحكم في الأسعار ثم الاحتكار، خاصة وأن الشجرة تحتاج لسنوات طويلة من أجل النمو، وهو أمر لا يخدم الاقتصاد الوطني ويساهم في نزيف العملة الصعبة بدل الاعتماد على المخزون الوطني في إنشاء صناعات قائمة بذاتها.
وذكر المتحدث، أن الفدرالية رافعت منذ 2011 من أجل إنشاء المخزون الاستراتيجي من المادة الأولية للحرفيين، من خشب ومواد أخرى تابعة للدولة، يقابله إنشاء مخزون استراتيجي من أجل تسويق المنتوج الوطني وتصديره كبديل للمحروقات وتنويع مصادر العملة الصعبة، خاصة وأن المنتوج الحرفي والتقليدي الوطني معروف بجودته وسمعته، بل يمكن استغلاله كعلامة سياحية لصالح الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024