رسم اجتماع المجلس الأعلى للأمن، المنعقد أول أمس برئاسة، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مرحلة جديدة في تعامل السلطات مع الوضع الصحي الاستثنائي، الناجم عن جائحة كورونا، وذلك بعدما أقرّ جملة من التدابير كانت مطلبا ملحا من المواطنين، لاسيما ما تعلق بفتح المساجد والشواطئ، مكرسا تخفيفا أكبر لاجراءات صارمة اتخذتها الجزائر، منذ تسجيل أوّل حالة محلية، مطلع مارس الأخير.
توالت اجتماعات مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للأمن،وكذا جلسات العمل، التي ترأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على مدار 5 أشهر كاملة تماشيا مع وضع استثنائي ألقت بظلاله جائحة لم يسلم منها العالم أجمع، متسببة في أزمة صحية غير مسبوقة كان وراءها فيروس مجهري حمل تسمية «كوفيد 19»، ولم تكن لاقتصادات كل الدول أي فرصة للصمود، تماما كما جثت كبريات الأنظمة الصحية على ركبتيها أمامه.
ولم تغفل الاجتماعات التي حرص الرئيس تبون على الاشراف عليها شخصيا، أي جانب ومنح الأولوية الى الأزمة الصحية وتوفير العلاج، وكانت الجزائر سباقة الى اعتماد بروتكولات علاج، جنّبتها الأسوأ بشهادة أطباء مختصين في الأوبئة، في وقت ترددت فيه الكثير من البلدان في استخدامها، وبدت نتائجها الايجابية جليا بعد تقلص عدد الوفيات بشكل لافت للنظر، والارتفاع الكبير في حالات الشفاء، بعدما كانت تعد على أصابع الأيدي.
وتماما كما رسم اجتماع المجلس الأعلى للأمن ليوم 03 أوت الجاري، منعرجا جديدا في التعامل مع الفيروس، الذي يبدو أنه سيقضي سنوات طويلة وليس أشهرا، وفق آخر تصريحات لمسؤولي منظمة الصحة العالمية، فإن اجتماع ذات الهيئة بتاريخ 16 أوت الماضي، المخصص لتقييم الوضع في البلاد على ضوء تطورات تفشي جائحة كوفيد، كرس لمرحلة جديدة، أيضا بتناوله مسألة «إعداد مخطط عمل لمرحلة ما بعد كوفيد-19 يراعي مختلف الأبعاد الصحية والاقتصادية والاجتماعية».
وتعكس هذه الاجتماعات المرونة في التعامل مع وضع مستجد، ظهرت فيه كل الدول بنفس الحجم، بعدما تكسر على صخرة الفيروس الفتاك تصنيف الدول الكبرى، وفق تطور الوضع وبعد أسابيع من الحجر، تم التدرج في التخفيف من عبئه الاجتماعي والاقتصادي، الى غاية توسيعه بفتح تدريجي للمساجد والشواطئ، مع مراعاة التحكم قدر الامكان في انتشار الفيروس.
وتعد الاجراءات الجديدة بمثابة مؤشر بارز، على السيطرة على الوضع وكسب أهم الجولات في معركة الجزائر أمام كوفيد ـ 19، رغم أنها دفعت الثمن بإحصاء مئات الوفيات وآلاف الإصابات قابلتها آلاف حالات الشفاء التي تبعث الأمل من جديد في عز الذروة.