كشف رئيس جمعية السياحة والترويج والتبادل والتطور بالجنوب الغربي، محمد دالي، أن الوكالات السياحية والأسفار والجمعيات الفاعلة في هذا القطاع تكبدت خسائر كبيرة بسبب الإجراءات والتدابير التي اتخذتها مختلف الدول، بما فيها الجزائر، للحد من انتشار عدوى كوفيد-19، مؤكدا أنها في انتظار تعويضات تقدمها الدولة بعد توقف نشاطها بالكامل.
قال محمد دالي في تصريح لـ «الشعب»، إن الفيروس المستجد أثر على السياحة في العالم أجمع وليس الجزائر فقط، بسبب إجراءات الغلق وتعليق الرحلات وتوقف نشاط الوكالات السياحية والأسفار، والجمعيات التي كانت تعمل في هذا المجال، ما أثر بشكل كبير على الحركية السياحية سواء كانت داخلية او خارجية.
فإلغاء موسم الحج والعمرة والرحلات الى الخارج، وكذا غلق الفنادق والمركبات السياحية كبد كل الناشطين في هذا المجال خسائر كبيرة، خاصة وان ملامح إنقاذ الموسم السياحي غير واضح المعالم، بعد تمديد الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، التي ترتبط أساسا بالوضعية الوبائية في الجزائر.
وأشار محمد دالي، أن الوكالات السياحية والاسفار والجمعيات النشطة في هذا المجال، في انتظار تعويضات مالية تقدمها الدولة لهم لمساعدتهم على تجاوز الاثار الاقتصادية التي خلّفتها الجائحة المستجدة. فطول مدة الوضع الاستثنائي، في ظل غياب بوادر انتهاء هذه الأزمة الصحية في العالم، أدى الى إلغاء الوكالات السياحية لبرامجها التي سطرتها داخليا وخارجيا، بصفة خاصة بعد توقف الرحلات البرية، الجوية والبحرية، ومع إجراءات الغلق والحجر الصحي في بعض الولايات، طفا على السطح مشكل التنقل والمبيت بعد غلق الفنادق والمنتجعات السياحية.
وأوضح دالي، ان فصلي الربيع والصيف يعتبران فترتي الذروة التي تعرفها منطقة «تاغيت»، حيث تعرف إقبالا كبيرا على السياحة الداخلية خاصة الطبية، فالمنطقة شهري جويلية وأوت كانت تشهد في المواسم السابقة انتعاشا كبيرا ينعكس إيجابا على نشاط الكثيرين، كالفنادق، الوكالات السياحية والاسفار، الجمعيات وحتى السكان الذين يؤجرون منازلهم لمبيت القادمين من ولايات أخرى، بالإضافة الى حرفيي الصناعات التقليدية والحلي، كاشفا أن المنطقة تستقبل كل سنة أكثر من 10 آلاف سائح من مختلف مناطق الوطن يقبلون فيها على حمامات «تاغيت» الرملية بحثا عن علاج طبيعي لبعض الأمراض.
وفي هذا الصدد، قال دالي إن السياحة الصحراوية تأثرت بطريقة مباشرة جراء الوضع الصحي الصعب الذي تعيشه البلاد وسط أزمة جائحة كوفيد-19 وتداعياتها على الاقتصاد الوطني. ولاحظ انه وان كان من المفروض ان تعرف نشاطا وسط توقف السياحة الخارجية لكن تفاقم الوضع، منع انتعاشها لخوف الجميع من العدوى.
في نفس السياق، ذكّر محمد دالي ان جمعية السياحة، الترويج، التبادل والتطور بالجنوب الغربي (الساورة بشار) تعمل على تطوير السياحة المستدامة، والتضامن بمنح الجميع سهولة الوصول الى العطلات والترفيه، بالإضافة الى جلب السياح الأجانب بتحفيزهم على اختيار الجزائر كوجهة لعطلهم. أما نشاطها فتمارسه بالتعاون مع شركاء محليين في المناطق الريفية بمن في ذلك النساء بتسليط الضوء على الطبيعة والتراث الثقافي، تقدم أيضا جولات سياحية لمدن وواحات ومناطق ذات أهمية سياحية كبيرة مثل «بني عباس»، «اقلي»، «القصور القديمة»، «الزوايا»، الرسومات على الحجارة و»كرزازة».