حوّل الموالون نشاطهم إلى المنصات الإلكترونية عبر مواقع البيع والشراء المتخصّصة أو بمواقع التواصل الإجتماعي، لتصريف منتوجهم أياما قبل حلول عيد الأضحى المبارك، وتفادي بذلك إفلاسا محققا بعد غلق الأسواق الأسبوعية ومنع تنقلاتهم عبر الولايات في إطار تطبيق إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد.
إعتماد البيع الافتراضي لأضاحي العيد أملته الضرورة، والتكيف مع مستجدات الوضعية الوبائية في الجزائر التي باتت تفرض على الجميع وعيا أكبر وتجنيدا أوسع لوقف زحف الفيروس التاجي، وتقليل عدد ضحاياها، وأمام هذا الظرف فضل الكثير من الموالين التقيد بتدابير الوقاية واحترام غلق أسواق المواشي، ومنع فتح نقاط البيع بالمدن الكبرى، مثلما دأبوا عليه السنوات الماضية، وإن كان القرار سيسبب لهم خسائر فادحة، قد تصل إلى الإفلاس مثلما صرّح به رئيس المجلس المهني لشعبة اللحوم الحمراء ميلود بوعديس لـ»الشعب» سابقا.
وأمام حصر نقاط بيع المواشي المقننة في أماكن محدودة على مستوى أقاليم البلديات بالولايات الكبرى خاصة، وعجزها عن احتواء كل المنتوج المتوفر، تحول الكثير من الموالين -عن طريق الاستعانة بأفراد من عائلاتهم أو أشخاص يحسنون استعمال التكنولوجيا- إلى الترويج لمنتوجهم عبر صفحات أنشئت خصيصا للبيع عبر موقع فيسبوك الأكثر إستعمالا، أو موقع واد كنيس المختص في الإعلانات، أو عبر سوق افتراضي أنشئ لهذا الغرض في تجربة أولى بولاية غراداية نالت استحسان الكثيرين وطالبوا بتعميمها، كما استغل السماسرة وتجار المناسبات الفرصة لعرض عدة أنواع من المواشي والأغنام على رواد هذه المواقع، مع تحديد أسعار متفاوتة، بحسب سلالة وسن الكبش أو الحولي.
فكبش أولاد جلال الأكثر شهرة وطلبا نظرا لجودة لحمه ظل محتفظا بأعلى سعر حيث تم عرضه بـ 62 ألف دينار بقهوة الشرقي بالعاصمة، ووصل في مناطق أخرى إلى 90 ألف دينار في حين عرضت أغنام الجلفة بسعر 55 ألف دينار بمنطقة عين النعجة، وبين سعر 42 ألف دينار و57 ألف دينار بمنطقة بئر خادم، وطرحت السلالات الأخرى لاسيما تلك التي تعتمد في تسمينها على الأعلاف بأسعار أدنى وصلت حتى 25 ألف دينار.
ويتحكم في سعر الأضحية عدة عوامل منها السلالة، العمر، الحجم، ونوعية الأعلاف المعتمدة في تسمينها، حيث يفضل الجزائريون الكباش التي ترعى الكلأ أو العشب الأخضر حيث يعتقد أنه يؤثر على طعم اللحم ويرفع من قيمته الغذائية، عن تلك التي تعتمد على الأعلاف أو مواد تسمين مجهولة المصدر تتسبب بعد ذبحها في تلف لحومها.