قال الدكتور والباحث، عمار محند عامر لـ «الشعب»: «يجب علينا أن نؤمن بحقيقة هامة، مفادها الاعتراف بأنّ الشعب هو قوة النظام والوطن، وعلى كل واحد منّا أن يفتح المجال واسعا أمام الشباب، باعتباره وقود الثورة الذي هزّ عرش المستعمر الفرنسي، وما زال إلى يومنا يجابه من أجل بناء الدولة القوية، كما أرادها الشهداء الأمجاد».
أوضح عمار محند عامر، المختص في تاريخ ثورة التحرير والباحث في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، أنّ «الشباب الجزائري كان قائد النضال وسواعده ابتداءً من التحضير لحرب التحرير الوطنية 1 نوفمبر 1954 إلى اتفاقيات ايفيان والجلوس إلى طاولة التفاوض، مرورا بالاستفتاء حول الاستقلال، والمضي في بناء الدولة الوطنية التي انبثقت مع استقلال البلاد».
وأضاف محدّثنا أنّ «مظاهرات 11 ديسمبر 1960، منعرج حاسم ومحطة تاريخية مفصلية، سمحت للثورة الجزائرية، بأن تأخذ بعدا جديدا للتعبير عن تطلعات وآمال الشعب آنذاك»، واصفا إياها بـ «الحدث البالغ الأهمية، لما لها من قيمة رمزية وبسيكولوجية، كونها حرّرت الجزائر من العنف والاستبداد الذي كانت تمارسه فرنسا الكولونيالية لأمد طويل من أجل قهر الشعب وإضعافه وإذلاله».
وفي سؤال لـ «الشعب» حول أوجه الاختلاف والتشابه بين مظاهرات 1960 و2019، اختصر عمار محند قائلا: «الهبة الشعبية لـ 2019 مهمّة في مسار تاريخ الجزائر المعاصر، وأغلبية الشعب يريد التغيير وبناء دولة القانون».
وأكّد بأنّ مظاهرات 11 ديسمبر السلمية ضد سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءاً من فرنسا، حدثت في توقيت مهم جدا للأفلان، وعبّرت عن موقفها الثابت في خطوة أخرى من الالتحام الواحد حول القضية الجزائرية، وذلك بعد مرور 6 سنوات على اندلاع الثورة التحريرية.
كما نوّه في سياق متصل، إلى أنّ الاندماج الكبير الذي كان آنذاك بين الشعب وجبهة التحرير الوطني، باعتباره الحزب الوحيد الذي واجه الاستعمار في سنة 1954، والتحم به الشعب الذي أدرك هدفه وفهم معنى الكفاح والنضال من أجل التحرر والديمقراطية واستعادة الحقوق.
واستطرد قائلا: «الشباب الجزائري لا يتنكّر ولا يدير ظهره للتاريخ، وها هو يسعى من أجل بناء وطنه على أساس معرفته الحقيقة لتاريخه، والدليل على ذلك أنّ الحراك، لم يخلو من شعارات ورموز الثورة والمقاومة، ولذلك أؤكّد أنّ المظاهرات الشعبية لـ 2019 حلقة في سيرورة نضالات الشعب الجزائري منذ قرون».