مارسـت تعتيمـا إعلاميــا

فرنسا تضبط عقارب ساعتها على الانتخابات الرئاسية في مالي

حكيم/ب

عبرت مالي عن رفضها أية محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في جويلية المقبل ،وهو ما يعتبر تحذيرا شديد اللهجة لبعض العواصم الأوروبية من مغبة توجيه الانتخابات وفرض مرشحين معينين لضمان الولاء على حساب مصالح الشعب المالي.كشف الشيخ عمر ديارا ممثلا عن الطبقة السياسية المالية عن اتخاذ السلطات في باماكو كل الإجراءات لإنجاح الانتخابات الرئاسية والتي جزم بأنها ستكون شفافة ومعاكسة لما جرى في 2002 و 2007 التي عرفت تزويرا مفضوحا وهو ما جر البلاد إلى الأوضاع الحالية والتي كادت تؤدي بالبلاد إلى الإنقسام.
وأضاف المتحدث أمس في ندوة صحفية عقدها بمقر جريدة »الشعب« توجت زيارة دامت أسبوعا إلى الجزائر »أن الهيئة الناخبة ستكون مسجلة بطريقة بيومترية وبالتالي فهامش التزوير سيكون ضئيلا، كما أن الإدارة لن تجد أي طريقة لتحويل المسار الانتخابي والاستجابة لإغراءات أي من المترشحين، كما أن الماليين لن تكون لهم أية مصلحة في تزوير الانتخابات ومنه فإنجاح الانتخابات مفتاح من مفاتيح الأزمة «
وتبقى التحضيرات اللوجستية والمادية وراء المخاوف من الانتخابات فمالي تأمل في أن تتلقى المساعدات اللازمة لتجاوزها، ومن المخاوف كذلك تزامن الانتخابات مع شهر رمضان المعظم وموسم الأمطار التي قد يؤثر سلبا على سير الاستحقاقات.
وبالمقابل طرح منشط الندوة الصحفية مشكل اللاجئين حيث تجاوز عددهم 500 ألف لاجئ بين بوركينافاسو، والجزائر، والنيجر وغيرها من الدول وهو ما سيزيد من متاعب ضمان مشاركتهم في الانتخابات لتمكين كل الشرائح من اختيار رئيسهم.
وتأتي تحضيرات باماكو للانتخابات الرئاسية مع قرارات الجمعية التأسيسية الفرنسية  ـ  البرلمان الفرنسي  ـ  بالموافقة على السماح للقوات الفرنسية بالبقاء 4 أشهر إضافية أي حتى شهر أوت المقبل بمعنى استكمال جميع مراسم وإجراءات تنصيب الرئيس الجديد، وعليه فقرار الجمعية التأسيسية الفرنسية لم يكن عبثا ويعتبر إمتدادا لخطة »الإيليزي« لفرض سياستها في مالي.
ويشتكي الماليون من احتكار فرنسا للمعلومات الخاصة بالأزمة المالية حيث تمارس غلقا إعلاميا صارما من خلال إخفاء الإحصائيات والتلاعب بالمعلومات حتى أصبح الماليون يجهلون حقيقة ما يجري.
وتأمل باريس في تلميع صورتها داخل وخارج فرنسا كأنها دولة مساندة لباماكو من أجل استمالة الرأي العام المحلي هناك وتبرير ما ستقوم به مستقبلا بتهيئة الأرضية إعلاميا وعلينا جميعا أن نتذكر تلك الصور التي ركزت عليها وسائل الإعلام الغربية وهي تظهر الشعب المالي حاملا الأعلام الفرنسية والمالية وترحب بقدوم القوات العسكرية الفرنسية بتحرير شمال مالي من الجماعات الإجرامية، والتي قد يعاد استغلالها تهليلا بنتائج الانتخابات التي ستعتبر مفصلية لتحديد مستقبل البلاد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024