لا يبدو الرئيس الغامبي يحيى جامع مستعدا للتنازل عن السلطة لصالح منافسه الفائز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة زعيم المعارضة آدما بارو، على الرغم من التهديد الأفريقي له باستعمال القوة ضده في حال تمسّكه بموقفه.
والاسم الأصلي لجامع (51 عاما) هو يحيي عبد العزيز جاموس، لكنه غير اسمه الأخير إلى جامع ليتناسب مع توجهاته الإسلامية.
لم يتجاوز جامع الـ29 عاما حين وصل إلى السلطة في جويلية 1994 خلفا لأول رئيس لبلاده داود جاورا، الذي تولى رئاسة الوزراء بعد استقلال البلاد في 1965 من الاحتلال البريطاني، حيث كانت البلاد تتبع نظام الملكية الدستورية، قبل أن تتحول إلى نظام جمهوري في 1970.
كان جامع قبل ذلك ضابطا مغمورا في جيش بلاده، و منذ عام 1994 أعيد انتخابه خمس دورات متتالية بدأت بعد توليه الحكم بعامين حين أسس حزبه الخاص «التحالف الوطني لإعادة التوجيه والبناء»، ثم أعيد انتخابه بعد ذلك أعوام 2001 و2005 و2011.
ومن القرارات التي ميّزت فترة حكم جامع إعلانه يوم 11 ديسمبر 2015، وبشكل مفاجئ، غامبيا «جمهورية إسلامية»، معبرا عن ذلك بأنها تهدف إلى تخليص البلاد من ماضيها الاستعماري قائلا «غامبيا في يدي الله، وابتداء من اليوم فإنها دولة إسلامية، وسنكون دولة إسلامية تحترم حقوق المواطنين».
وسبق ذلك إصدار قرار سحب بلاده من رابطة الكومنولث (تضم 54 دولة من المستعمرات البريطانية السابقة) في 2013، متهما إياها «بفرض خطط الهيمنة الغربية على جميع دول العالم النامي» وبأنها «تكريس لاستعمار جديد». كما أعلن في أكتوبر الماضي إنسحاب غامبيا من المحكمة الجنائية الدولية.
الانسداد
وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الأول من ديسمبر الماضي اعترف جامع بهزيمته، وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات الغامبية عن فوز منافسه بأغلبية أصوات الناخبين بفارق قدره 60 ألف صوت وبنسبة بلغت 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% لجامع، الذي أقر بهزيمته في خطاب مقتضب بث مباشرة على شاشة التلفزيون قائلا إن «الغامبيين قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص آخر لقيادة البلاد».
ثم أعقب ذلك باتصال هاتفي مهنئا خصمه آدما بارو، مخاطباً إياه بقوله «أنت الرئيس المنتخب لغامبيا، أتمنى لك النجاح والأفضل»، مؤكداً على نزاهة العملية الانتخابية، ووصفها بـ «الانتخابات الأكثر شفافية في العالم».
بيد أن جامع عاد وشكك في نتيجة الانتخابات بعد أن أعلنت الهيئة مراجعة نتائج الفرز النهائية فتقلّص الفارق في عدد الأصوات بين المرشحيْن من 60 ألفا إلى 20 ألفا فقط، وهو ما اتخذه الرئيس الغامبي ذريعة للتنصل من قبوله بالنتيجة، متراجعاً عن تصريحاته السابقة في هذا الخصوص.
بهذا الموقف الذي يطرحه جامع ، تبدو غامبيا تتجه نحو الانسداد السياسي الذي قد ينفلت الى تطورات قد تكون خطيرة على امن البلاد ، لهذا من واجب الاتحاد الافريقي ان يواصل جهوده لاقناع الرئيس المنتهية ولايته بالاقرار بالهزيمة و ترك المجال للرئيس الذي اختاره الغامبيون .