البداية كانت قبل نحو عقدين من الزمن وتحديدا عام 1993، حيث أعلنت كوريا الشمالية عدم إلتزامها ببنود معاهدة حظر الإنتشار النووي واعتزمت مباشرة برنامجها وترسانتها النووية التي تعتبرها ضامنا ثمينا لا يمكن التخلي أبدا.
وفي نفس السنة أجرت بيونغ يانغ أول تجربة لها، أدانها الغرب الذي يصر على إحتكار السلاح النووي دون غيره من الدول.
وفي عام 2006 فجرت كوريا الشمالية أول قنبلة نووية وقبل ذلك بعامين كان أبو القنبلة النووية الباكستانية عبد القادر خان قد إعترف بنقل تكنولوجيا نووية إليها.
ورغم العقوبات التي يواجه بها العالم انطلاقتها النووية، إلا أن بيونغ يانغ واصلت تعزيز ترسانتها بصواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى الساحل الغربي الأمريكي، وأجرت ثالث تجربة نووية في فيفري الماضي وتشير بعض التقديرات الغربية إلى أنها تملك العديد من الرؤوس النووية.
وقد أدى هذا الإنخراط الكبير في تطوير الترسانة النووية إلى تعرض كوريا الشمالية لعقوبات وحصار خانق، كانت أثاره ولازالت كارثية على الشعب الكوري الذي يعيش وضعا صعبا، حيث أشارت اليونيسيف في عام 2006 أن 7٪ من أطفال كوريا الشمالية يعانون سوء التغذية الحاد و 77 ٪ يعانون سوء التغذية المزمن، و 23 ٪ يعانون من نقص الوزن والأمراض المصاحبة كفقر الدم.
وأدت المجاعة التي سجلتها سنوات التسعينيات من القرن الماضي والتي شهدت سلسلة كوارث طبيعية إلى موت 800 ألف كوري.
لكن رغم ظروفه الإنسانية الصعبة، مازال شعب كوريا الشمالية ملتفا حول قيادته ويُحمّل الغرب وزر ما يعيش من حرمان ومعاناة وليس حكّامه الذين يتوارثون السلطة أبا عن جد.
دولة نووية تزاحم الكبار
د . ف
شوهد:1471 مرة