المكاسب الانتخابية التي حقّقتها الأحزاب اليمينية في عدد متزايد من البلدان الأوروبية كان كبيرا، وسط أزمة المهاجرين، والنمو الاقتصادي البطيء وتزايد خيبة الأمل مع الاتحاد الأوروبي.
وتشمل الأحزاب اليمينية أطيافا سياسية واسعة، من الشعوبية والقومية إلى الفاشية الجديدة واليمين المتطرّف، وقد سجّل المراقبون السياسيون صعود اليمين المتطرف في حوالي 20 بلدًا أوروبيًا ممّا يظهر القارة العجوز تتّجه نحو التشدد.
❊ النمسا
نوربرت هوفر عضو حزب الحرية المناهض للهجرة برز بشكل واضح على أنه الأوفر حظا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بالنمسا في أفريل الماضي، وحصل على ١ . ٣٥ % من الأصوات لكن في انتخابات الاعادة خسر بصعوبة ورغم خسارته، هوفر يظهر ﻷول مرة حزب الحرية، الذي أسّسه النّازيون السّابقون، والقوميون عام 1950.
وقد ركّزت حملة هوفر على تعزيز حدود البلاد وجيشها، والحد من قدوم المهاجرين، وتفضيل النمساويين في سوق العمل.
هذا الحزب اليميني المتطرّف، الذي شعاره «النمسا أولا،» لديه 40 من 183 مقعدا في المجلس الوطني.
❊ بولندا
حزب «القانون والعدالة» اليمني المتطرف في بولندا نجح في العودة إلى الحكومة بعد فوزه بـ 39 % من أصوات الناخبين خلال الانتخابات البرلمانية عام 2015.
الحزب أسّسه عام 2001 «ليخ كاتشينسكي» وشقيقه التوأم «ياروسلاف»، و فاز بالسلطة لاول مرة عام 2005، ليصبح «ليخ» الرئيس و»ياروسلاف» في نهاية المطاف، رئيس وزرائه.
في عام 2010، توفي «ليخ كاتشينسكي» وعدد كبير من القيادات العليا في بولندا جراء تحطم طائرة خلال هبوطها في مطار قرب سمولينسك في روسيا، «ياروسلاف كاتشينسكي» الذي لم يكن على متن الطائرة الآن يقود اليمين البولندي.
❊ المجر
فيكتور اوربان وحزبه اليميني «فيدس» يعمل بالتعاون مع الحزب الديمقراطي المسيحي، وفاز في أخر الانتخابات البرلمانية في المجر، اﻷمر الذي أقلق العديد من الزعماء الغربيين، الحزب أيضا فاز بشكل حاسم في التصويت للبرلمان الأوروبي في ماي 2014.
حزب «جوبيك» اليميني المتطرف والمناهض للهجرة والقومي، فاز بـ 20 % من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2014، ممّا جعلها ثالث أكبر حزب في المجر.
وتشمل سياسة الحزب إجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي، ورفض استقبال اللاجئين، ويرغب جوبيك في زيادة الإنفاق الحكومي على المواطنين من أصل مجري الذين يعيشون في الخارج، وتشكيل وزارة جديدة مخصصة لدعمهم.
ويسعى زعيم الحزب «غابور فونا» إلى الوصول لسدة الحكم في المجر بحلول عام 2018.
❊
السويد
«ديمقراطيو السويد» الحزب اليميني المتطرف، الذي تصل جذوره إلى الحركة البيضاء، فاز بـ 13 % من الاصوات في الانتخابات التي جرت سبتمبر 2014، وحصد بموجبه 49 من 349 مقعدا في البرلمان.
ولعدم رغبة اﻷحزاب الرئيسية في تشكيل ائتلاف مع «ديمقراطيو السويد» الذي يقوده جيمي اكيسون، يحكم البلاد حاليا ائتلاف هش من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
ويدعو الحزب لتقييد الهجرة بشدة، ويعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، ويطالب باستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي.
❊ اليونان
صعود حزب الفجر الذهبي - الذي تأسّس عام 1980 - الذي يمثل الفاشية الجديدة أثار المخاوف الدولية عندما دخل البرلمان اليوناني لأول مرة عام 2012، بعد فوزه بـ 18 مقعدا. وجاءت نتائج الانتخابات وسط أزمة الديون، وما يترتّب عليها من تدابير تقشفيه في البلاد.
الحزب، الذي وصفه مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان عام 2013 بأنه «النازيين الجدد»، يحمل وجهات نظر متطرّفة ومعادية للمهاجرين، ويفضل اتفاقية دفاع مع روسيا، ويرى أن الاتحاد الأوروبي سبب أزمة اليونان.
في سبتمبر 2013، اعتقلت السلطات اليونانية عشرات من كبار المسؤولين في الفجر الذهبي، بما في ذلك أعضاء البرلمان وزعيم الحزب، ووجّهت إليه تهمة تشكيل تنظيم إجرامي.
الفجر الذهبي - الذي فاز مرة ثانية بـ 18 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي جرت سبتمبر الماضي - كان يلتزم الصمت مع بداية أزمة المهاجرين في اليونان، ولكن في الأسابيع الأخيرة أعضاء في الحزب تظاهروا في المناطق التي يعيش فيها اللاجئون.
❊ فرنسا
«الجبهة الوطنية» حزب قومي يستخدم الخطاب الشعبوي لتعزيز مواقفه المعادية للمهاجرين والاتحاد لأوروبي.
الحزب يفضل السياسات الاقتصادية الحمائية، وتضييق الخناق على الإعانات التي تقدمها الحكومة للمهاجرين، بما في ذلك الرعاية الصحية، وتقليل عدد المهاجرين.
تأسّس الحزب عام 1972، من طرف المتعاطفين والمتعاونين مع النازيين ومن أعضاء في نظام فيشي، ويقود الجبهة الوطنية حاليا «مارين لوبان» التي تولت السلطة من والدها جان ماري لوبان في عام 2011.
وتحاول لوبان تحسين صورة الحزب حاليا، بعدما كان والدها يستخدم لغة مشبعة بالعنصرية.
وفي الجولة الأولى من الانتخابات المحلية في ديسمبر الماضي، فازت الجبهة الوطنية بحوالي 27 %، ولكن في جولة الإعادة خسر الحزب في 13 منطقة.
ومن المتوقّع أن تكون لوبان مرشحة الحزب في الانتخابات الرئاسية عام 2017، وترشّحها الاستطلاعات للوصول إلى الجولة الثانية.
❊ ألمانيا
حزب «البديل من أجل ألمانيا» الذي تقوم حملته على منصة كراهية الأجانب ومعاداة المهاجرين، بدأ منذ ثلاث سنوات كحركة احتجاج ضد عملة اليورو، وفاز بحوالي 25 % من الأصوات في انتخابات الولايات اﻷلمانية في مارس الماضي، وهو يمثل تحديا لشكل السياسة اﻷلمانية السابقة.
الحزب فشل في الفوز بمقاعد في البرلمان الألماني عام 2013، حيث لم يتجاوز عتبة الـ 5 %، إلا أنه حاليا حقق ما بين 10 لـ 12 %، ومن المتوقع أن يكون أول حزب يميني يدخل البرلمان منذ نهاية العالم الحرب العالمية الثانية.
شعبية الحزب ظهرت بقوة بعد الاعتداءات الجنسية ليلة رأس السنة الجديدة في كولونيا
وقالت فروك بيتري (40 عاما) زعيم الحزب، إن تأمين الحدود قد يحتاج لتحويل البنادق باتجاه من يعبر الحدود بطريقة غير شرعية، وتبنّى الحزب سياسة جديدة شعارها «الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا»، ويدعو لفرض حظر على بناء المساجد.