نجم حزبها يفلّ أمام تقدّم اليمين المتطرف

ميركل قد تترك منصبها عام 2017

نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» مقالا للمحلل السياسي سيرغي ماركوف، يحلل فيه أسباب فقدان حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» الذي تقوده ميركل شعبيته.

جاء في المقال:
تكبّد حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، الذي تتزعمه أنغيلا ميركل، في الانتخابات المحلية، التي جرت نهاية الشهر الماضي، خسائر كبيرة. إذ حصل على 19 في المائة من أصوات الناخبين، واحتل المرتبة الثالثة فقط. في حين حصل حزب «الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي» على 30.6 في المائة من الأصوات، واحتل المرتبة الأولى. يليه حزب «البديل لألمانيا»، الذي يدعو إلى إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا، والذي فاز بالمرتبة الثانية بنسبة 20.8 في المائة.
هذه النتائج هي رد فعل الناخبين على الأخطاء التي ارتكبتها ميركل وحزبها
والخطأ الأول: والأهم هو ارتفاع عدد اللاجئين من دون رقابة.
 صحيح أن ألمانيا استقبلت اللاجئين في السابق أيضا، ولكن اللاجئين الحاليين يختلفون عن السابقين الذين كانت غالبيتهم من بلدان أوروبية فقيرة، وكانوا على استعداد لتقبل نمط الحياة الأوروبي، في حين أن اللاجئين الحاليين يرفضون هذا الأمر، ويفضلون العيش وفق نمط حياتهم، والمشكلة ليست بعدد اللاجئين، بل في عدم تحكم الحكومة الألمانية بهذه العملية.
طبعا، إن سكان البلاد يعتقدون أن الحكومة والحزب الحاكم يتحملان المسؤولية. إضافة إلى هذا، لم تهيئ الحكومة الظروف الملائمة لهؤلاء اللاجئين، ما أدى إلى تأزم الأوضاع الداخلية.
والخطأ الثاني: لحكومة ميركل، يكمن في الولاء للولايات المتحدة، رغم أنه يتسبب بمشكلات لألمانيا في سياستها الخارجية. فمثلا إن معظم الألمان يعتقدون أن سياسة الحكومة تجاه روسيا مصطنعة ومن اختراع الولايات المتحدة، وخاصة أن التاريخ يذكرهم بأن نتائج النزاع مع روسيا في حربين عالميتين لم تكن ايجابية.
الخطأ الثالث: إن حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» يسيطر منذ فترة طويلة على مقاليد الحكم في ألمانيا. لذلك مل منه الشعب ويريد أحزابا وشخصيات جديدة في الحكم. لهذا نرى ازدياد شعبية حزب «البديل لألمانيا» الجديد، على الرغم من شيطنته في وسائل الإعلام الحكومية.
طبعا، ستحاول ميركل تغيير الحالة السياسية. فإذا لم تتمكن من ذلك، فإنها ستفقد موقعها كزعيمة للحزب، وفي عام 2017 سوف تفقد منصب مستشار ألمانيا.
ومن الواضح أنه يصعب على ألمانيا تغيير سياستها الخارجية بصورة عامة، لأنها مرتبطة بقوة بالولايات المتحدة، ولكن يمكن أن تصبح أكثر اهتماما بمصالح البلاد. وحاليا تسير ألمانيا في ركاب الولايات المتحدة، لذلك ليس من المرجح حصول أي تغيير. غير أن ألمانيا ستبقى مسيطرة على الاتحاد الأوروبي لأنها الدولة الأقوى اقتصاديا في الاتحاد.
وفي ختام المقال، يعرب سيرغي ماركوف عن اعتقاده بأن أنغيلا ميركل ستترك منصب مستشار ألمانيا عام 2017، ليس لأنها ستفقد الدعم داخل حزبها، بل لأن الناخبين سيصوتون لمصلحة حزب «الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي».

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024