في كل مرة يقوم فيها الغرب بارتكاب جرائمه في حق الشعوب الضعيفة إلا ويحرص على إخراجها باتقان للتحول المغالطات الى جرعة نبتلعها بكل سهولة ونصبح نردد مسمياته المغلوطة دون ان نشعر ولم تكن من باب الصدفة ولا الاعتباط أن يطلق على هذه المؤامرة التي اقتسمت بموجبها شعوب كقطعان الغنم اسم اتفاقية لإضفاء الشرعية عليها كم أطلقوا تماما على عمليات احتلالهم للأراضي العربية - التي انسحب منها الرجل المريض- أسماء انتداب وحماية وكان الشعوب العربية هي من طلبت هذه الصيغ الاستعمارية المقنعة.
لقد تبين لاحقا أن الهّم الأكبر لبريطانيا وفرنسا من خلال ما سمي باتفاقية سايكس بيكوهوتحضير الأرضية أمام العصابات الصهيونية لاحتلال الأراضي الفلسطينية، لهذا جاء ما سمي بوعد بلفور - حسب الرواية البريطانية دائما- عاما واحدا بعد هذه المؤامرة التي اصطلح على تسميتها بـ» سايكس بيكو» ومرة أخرى تسمى الأشياء بغير مسمياتها لان الذي قدمته بريطانيا إلى اليهود لم يكن وعدا ولكن صفقة منح من خلالها جزءا من الأراضي التي اغتصبها بالقوة وكانت صفقة بلفور – روتشيلد بداية لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده وطرده من أراضيه على أيادي العصابات الصهيونية بدعم وحماية من بريطانيا.
اليوم وبعد مرور 100 سنة على مؤامرة سايكس بيكوالتي لم تكن في حقيقة الأمر إلا لبنة أولى على طريق إعلان دولة إسرائيل،لا تزال السياسة الغربية ذاتها فيما يتعلق بحماية هذا الكيان والحفاظ على تفوقه والتغطية على كل جرائمه وعنجهيته وتمرده على الشرعية الدولية بل وتقديم إسرائيل على أنها حمامة سلام محاصرة بمحيط معاد يتربص بها في حين لا تمتلك هي الا جيشا للدفاع عن النفس أوكما تسمي هذا الجيش الذي يقتل الأطفال والنساء ببرودة دم والمجازر التي ارتكبها تشهد على ذلك.