الرسائل السياسية لبن كي مون إلى المغرب

حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره

جمال أوكيلي

رسائل سياسية قوية وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من الآراضي المحررة والجزائر إلى المغرب خلال زيارته التاريخية لعل وعسى يكون الساسة في الرباط فهموا محتواها وهضموا مغزاها لملف عمره ٤٠ سنة،  ومازال هؤلاء يعتقدون بأنه في متناولهم ولا يهمهم ما صدر من تصريحات حاسمة بخصوص تقرير مصير الشعب الصحراوي القابع تحت احتلال غاشم ووحشي، هذه الجولة هزت أركان المسؤولين المغاربة، الذين صدموا بمواقف لم ينتظروها وتفاجؤوا منها حيث سميت الأشياء بأسمائها ولم تتردد أو تتراجع في التعبير عنها أمام الرأي العام العالمي.
هكذا أخذت هذه القضية منعطفا فاصلا واستحوذت على موقعها الطبيعي مثلما أراده القادة الصحرويون منذ ٤ عقود كونهم أصحاب حق يؤمنون إيمانا قاطعا بالأمم المتحدة في منحهم حقهم وهذا ماقرره بان كي مون بتنظيم الاستفتاء كصيغة فارضة لنفسها خلال المواعيد اللاحقة وفي إنتظار ذلك هناك خطوة عملاقة أنجزت ألا وهي دعوة الدول المانحة إلى مساعدة الصحراويين.
هذه القرارات النوعية في مسيرة الشعب الصحراوي هي تتويج لـ ٤٠ سنة من النضال بكل الوسائل المتاحة قصد إبراز ارادته الخيّرة وعزمه الصادق للحصول على استقلاله الوطني في أقرب وقت بعد كل هذا التفهم الدولي الواسع.
هذا ما يزيد في إيمان الصحراويين بمستقبلهم الوطني على أن يعيشوا بعيدا عن الاحتلال المغربي وهذه الشحنة من الاعتقاد الراسخ ببلدهم عقب إلتزامات الأمين العام هي مفتاح الأمل للتمسك بهذا الوطن وعدم اتباع أي طرف كان.
واستراتيجية مواجهة الزيارة من قبل المغاربة لم تؤت أكلها هذه المرة انطلاقا من الخطأ الفادح الذي ارتكبوه عندما حاولوا التأثير على الأمم المتحدة بإلغاء الزيارة إلى تاريخ قادم مفضلين الإنفراد ببان كي مون ليملوا عليه ما يحلو لهم من افتراءات وادعاءات باطلة وأكاذيب اعتادوا على تسويقها زورا وبهتانا.
كما سعى جاهدا من أجل التقليل أو التخفيف من ثقل الزيارة وتأثيرها على القضية الصحراوية وذهاب إدعاء إخراجها عن إطارها الرسمي الذي قاد بن كي مون إلى المنطقة من خلال تأجيل الذهاب إلى المغرب إلى غاية جويلية القادم.
ولا يفلح المغرب في إخراج المسألة عن الإطار المحدد لها ألا وهو إيجاد الحل الفوري لنزاع في سنته الـ ٤٠ ولا يمكن الاستماع إلى خزعبلات الحكم الذاتي وغيره من الطروحات التي لا أساس لها من الصحة.
وهكذا أسقطت زيارة بان كي مون ما حاول المغرب إلصاقه عمدا بالصحراويين وهذا عندما راح يعزف على أوتار أصواتها نشاز إلصاق تهم باطلة بطلائع هذا الشعب فيما يتعلق بالإعانات الأوروبية وغيرها من كلام غير مسؤول يوجه لشعب محترم يكن له الجميع من محبي السلام كل التقدير نظرا لحكمة قيادته الرشيدة التي لم تتنازل أبدا عن حقوق شعبها منذ مسيرة العار في ١٩٧٥ وما تزال تكافح بالأساليب المتاحة من خلال الانتفاضة الشعبية السلمية في كافة ربوع الصحراء الغربية والتي تأتي بثمارها في كل مرة.
وقد أبلغ الصحراويون الأمين العام٣ ملفات شائكة منها السياسي، حقوق الإنسان ونهب الثروات، كما أبدوا استعدادهم لكل الحلول الصادرة عن الشرعية الدولية والتي تضمن الحقوق التاريخية للشعب الصحراوي.
ومن خلال إطلالة على ما كتبته وسائل الإعلام المغربية عن الزيارة يتضح التوجه الخطير للطرح الدائر والذي يريد إعطاء الانطباع بأنه خلاف جزائري مغربي وهذا غير صحيح هي أسطونة مشروخة لم تعد صالحة في الوقت الذي وقف فيه بان كي مون على حقائق مثيرة كان المغرب يخفيها بمساعدة حلفائه على الصعيد الدولي.
ونأمل أن يسمح المغاربة للأمين العام بزيارة مدينة لعيون المحتلة ولا يؤجلوها مرة أخرى أو يسعون لإضعاف أهدافها رفقة مبعوثه الشخصي روس الذي يكيله المغاربة بكل الاتهامات الباطلة متهمين إياه بالانحياز.
والإشكال كل الإشكال في الوقت الراهن هو التالي: هل يلتزم المغرب بما أكده الأمين العام من رسائل قوية من الأراضي المحررة والجزائر بإجراء مفاوضات مع الصحراويين التي تفضي إلى تنظيم إستفتاء تقرير مصير هذا الشعب.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024