جامعيون يرافعون للتسوية السياسية

التدخل العسكري يجهض مساعي الانفراج

آمال مربطي

توقفت «الشعب» مع أساتذة جامعيين عند تطورات الوضع في ليبيا على ضوء الحديث عن تدخل عسكري محتمل باسم مكافحة الإرهاب، وتناولت معهم تداعياته الخطيرة على الجوار، والجهود السياسية الساعية إلى إقامة حكومة وفاق وطني تتولى إعادة الأمن والوحدة المفقودين مند خمس سنوات.

الأستاذ سعداوي عمر :تداعيات خطيرة
أكّد الأستاذ سعداوي عمر، مختص في الدراسات الأمنية والاستراتيجيه، أن الأزمة الليبية معقّدة جدا ولها تداعيات كبيرة وخطيرة على دول الجوار، وهذا يرجع بالخصوص إلى  طبيعة التهديدات التي أفرزتها منذ سقوط النظام السابق، وعلى رأسها انتشار السلاح بكثافة في منطقة الساحل الإفريقي ككل ما حوّل ليبيا اليوم إلى سوق كبير للاتجار بالسلاح.
 وازداد الملف الليبي تعقيدا ـ كما يضيف الأستاذ سعداوي - بعد الهجرة العكسية للجماعات الارهابية التي انتقلت من شمال مالي نحو ليبيا إثر التدخل الفرنسي هناك ، وربما هذا التخوف هو ما دفع بالعديد من الأطراف للتلويح باستخدام القوة العسكرية، خاصة في ظلّ الحديث عن وصول إرهابيين وقادة منضوين تحت لواء ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا باسم (داعش) الدموي إلى منطقة سرت، ومعلوم أن التنظيمات الإرهابية المختلفة تحبّذ البيئة الفوضوية لتسمح لنفسها بخلق حيّز للتواجد، وهو ما ستحقّقه لها أيّ عملية عسكرية محتملة.
لهذا نجد أنّ كلاّ من الجزائر وتونس تدفع باتجاه الخيار السياسي كحل للأزمة الليبية، من جهة انطلاقا من علمهما بخطورة الوضع نتيجة امتلاكهما لبنك معلومات ثري عن تحرك الجماعات الإرهابية في المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي، ومن جهة أخرى، لتفادي التعامل مع جماعات دموية تستغل بيئة صحراوية مفتوحة يصعب مراقبتها.
 كما شدّد الأستاذ سعداوي على أهميّة عامل الحيطة والاستعداد لكلّ الاحتمالات وقال «إن عامل الحيطة والحذر مطلوب خاصة أن العدو لا يمتلك الحيز الجغرافي الثابت الذي يمكن التعامل معه، ولا يحظى بصبغة التواجد القانوني بل يستغل عامل تماهي الحدود وشساعتها والفراغ الأمني لمحاولة كسب الصدى الإعلامي من خلال بعض العمليات أن حصلت ... وكحل سريع، اعتقد - كما يضيف سعداوي - أن تدفع الجزائر نحو محاولة خلق نقاط أمنية عسكرية على مستوى المنطقة الجنوبية الشرقية تشبه القواعد العسكرية وتكون مزودة بمنصات طيران للتحليق الدائم في المنطقة حتى يتسنى التعامل مع أي تهديد بطريقة أكثر فعالية وسرعة».

من جهتها، أوردت السيدة فكيري شهرزاد، أستاذة بقسم العلوم السياسية بجامعة الشلف، أنّ اقرار حكومة وفاق في ليبيا، يشكّل خطوة مهمة نحو العودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي، وهذا بعد العثرات التي عرفتها الدولة مند سقوط النظام السابق وبالأخص بعد انقسامها بين حكومتين، ما أدى إلى صعوبة إعادة السلم والأمن إلى البلاد.
 وحول احتمالات التدخل العسكري في ليبيا، أشارت الاستاذة فكيري شهرزاد إلى أنّ انعكاساته السلبية ستكون كبيرة على دول الجوار،وذكّرت بما حدث إثر التدخل الأول لحلف الناتووالذي أدى إلى انتشار واسع للسلاح وانفلات أمني كبير ألقى بظلاله الداكنة على المنطقة بأسرها.
 وفي حال التدخل المستقبلي لمواجهة الإرهاب - كما تضيف فكيري -  فسيكون مبنيا على المصالح الغربية أكثر منه بحثا عن المصلحة الليبية،لأن الحل في ليبيا لابد أن يكون داخليا وسلميا، وعن طريق التعاون والتنسيق من أجل تعزيز أكبر للرقابة ومواجهة أي زحف إرهابي نحو ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي ككل.
وانطلاقا من هذا، قالت ذات المتحدثة «نلاحظ سعي الجزائر الحثيث نحو تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، وهو ما يتماشى مع استراتيجيتها لحل الأزمات دون تدخل عسكري خارجي لما تدركه من انعكاساته السلبية، وتشديد اجراءاتها وتحركاتها الأمنية  لرقابة حدودها بشكل مكثف، والتنسيق مع تونس التي تنقصها الخبرة في مجال مواجهة الأزمات الأمنية».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024